الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

عبد العزيز: فقدت ابنى ومراتى وقدماى فى أسبوع

عبد العزيز.. متعافى
عبد العزيز.. متعافى

بدأ المتعافى «عبد العزيز» الإدمان فى الصغر، واستمر مدمنًا طوال 22 عاما، وكان والده هو السبب الأساسى فى اتجاهه إلى الإدمان بسبب مشاعر الخوف والكراهية والعنف الذى يمارسه ضد والدته، وقسوته فى معاملة عبدالعزيز نفسه.



يقول عبد العزيز: عمرى 44 سنة ومشكلتى مع المخدرات عمرها 22 سنة، تعافيت منذ 5 سنوات و5 شهور و4 أيام، نشأت فى أسرة متوسطة، وكان والدى متزوجًا على والدتى ويعاملها بطريقة سيئة، وكان يفضل أبناء زوجته الثانية علينا، وبدأت تساورنى أحاسيس غريبة، فكنت أخاف منه لدرجة التبول لاإراديًا، عندما أسمع صوته يداخلنى الخوف الشديد والرعب حتى كرهته جدًا، وكنت أراه عدوى وعدو أمى وأنا فى سن 9 سنوات تقريبًا، وظللت على هذه الحالة حتى مرحلة الإعدادية، فى تلك المرحلة بدأت أهرب مع أصدقائى وتعلمت شرب السجائر. 

خسرت مع المخدرات نفسى وقيمتى وكرامتى وأخلاقى ومالى وقدماى اللتين فقدتهما فى يوم واحد وتسببت فى موت ابنى وطلقت زوجتى.

«خسرت قدماى بسبب الحقن الخطأ بالمواد المخدرة مرتين نتيجة عدم عثورى على وريد لأحقن فيه المخدر من شدة الألم فحاولت حقن نفسى فى قدماى وأصبت بالغرغرينا».

يكمل: عندما كانت زوجتى تخبرنى أن ابنى مريض وبحاجة إلى نقل دم، كنت أعتقد أنها تضحك علىَّ أو أنها تتحجج لطلب المال، وظللت على هذا الإهمال حتى وجدت أمى ذات يوم تطرق علىَّ الباب وتقول لى: «البقية فى حياتك.. ابنك مات».

 «كان عندى مال كتير راح»، وخسرت جميع علاقاتى ومعارفى، ووجدت نفسى فى «سواد»، بل كنت أرى نفسى أشبه بـ «كلب» لا توجد عندى أى قيم سواء اجتماعية أو أسرية ولا مبادئ ولا أخلاق، وعشت عمرى لا أعرف عن هذه الأمور شيئًا. 

يومًا ما دخلت صيدلية وفوجئت بالصيدلى يقول لى: «ما تتصل يا ابنى على 16023»، فقلت له «هيعمل لى إيه الخط الساخن؟»، قال لى «بس اتصل جرب»، وفعلا اتصلت ولم يسألونى «من أنت»، فقط سألونى «انت ساكن فين؟»، ولما عرفوا حالتى وجهونى للمستشفى وبدأت العلاج.

هناك وفروا لى «كرسى متحرك» للتحرك به، ورعاية طبية كاملة، ورعاية صحية فوق الخيال، حقيقة تولوا أمرى بصورة كاملة، وحتى بعد أن أنهيت المرحلة العلاجية وخرجت من المستشفى، وفروا لى رعاية أسبوعية. 

وأجريت تحليلا، فعالجونى ووفروا لى جرعات العلاج لمدة 3 شهور متواصلة، وأشركونى فى برامج الرحلات الصيفية والشتوية وساعدونى فى مواجهة الشارع والدمج المجتمعى ومواجهة الناس والقيام بدورى معهم فى الرعاية النهارية، وأن أواجه مخاوفى ومشاعرى السلبية مع الأماكن والأشخاص والأحاسيس والأفكار السلبية، حتى أصبحت «تاجر سيارات».