الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

محمـود: فشـلى فـى الرياضــة.. تسـبب فـى إدمانـى!

محمود.. متعافى
محمود.. متعافى

المتعافى محمود كان شابا رياضيًا، وفجأة اختلف مسار حياته بسبب تحطم حلم الانتقال إلى فريق «إنبى» بالدورى الممتاز لكرة القدم. إذ كان محمود حارس مرمى مميزًا تتسابق الأندية على شرائه من ناديه. 



حكى محمود: عمرى 35، مشكلتى مع المخدرات عمرها 14 سنة، بفضل الله وبفضل «صندوق مكافحة وعلاج الإدمان» أتممت التعافى منذ سنتين وشهرين، لما بافتكر أنا كنت فين من سنتين وقاعد مع مين، والنهارده أنا قاعد مع مين، طبعا فارق السما من الأرض. 

لم تكن لى علاقة أساسًا بالمخدرات حتى عمر 17 سنة، وكنت شابا رياضيًا ألعب كرة القدم فى مركز حراسة المرمى، وانضممت لمنتخب مصر 17 سنة، وبدأت تأتينى العروض من الأندية لشرائى، خصوًصًا أننى حصلت على شهادات كأحسن حارس على مستوى محافظة القليوبية كلها، وآخر عرض الذى تركت بسببه كرة القدم كان من «إنبى»، لكن النادى الذى كنت ألعب به رفض انتقالى، فأصابنى اليأس والإحباط. 

فى ذلك التوقيت كان والدى قد توفى، وأنا أكبر إخوتى، فابتعدت عن الكرة واتجهت للعمل، وفى أحد الأيام جربت شرب «سيجارة»، فذهب أحد أصحابى ليخبر والدتى «ابنك محمود بيشرب سجاير»، فردت عليه «ما لكش دعوة.. محمود كبير مش صغير».. وطبعا والدى كان هو اللى بيوجهنى مش موجود.

كنت أعيش فى منطقة شعبية، وبدأت عينى ترى كل ما هو سلبى، لا أرى أى شىء إيجابى، أشاهد من يتشاجرون، من يتعاطون المخدرات، وأرغب فى تقليدهم، وكنت أظن أن من يتشاجرون يحظون باحترام الناس ويخافونهم، وبدأت أفكارى تتجه نحو كل ما هو خطأ وتغيرت مبادئى، وأصبحت «متعاطى للمخدرات» بكل أنواعها قبل أن أصل للإدمان. 

وفى أحد الأيام وعن طريق الخطأ تعاطيت مادة الهيروين على أساس أنها «ترامادول خام»، ولم أستطع التخلص منها فيما بعد لأنها تحكمت فىَّ تماًما.

يكمل: وعملت كل حاجة غلط بسبب المخدرات، سرقت، وبعت كل حاجة، وكان عندى اعتقاد إن ما فيش حاجة اسمها «إقلاع عن المخدرات»، وعملت 3 عمليات فى الرئة بسبب المخدر، وأصبت مرتين بجلطة فى قدمى، وكنت أذهب إلى أحد المستشفيات بعيدًا الصندوق لمدة شهر فى القسم النفسى لاستعادة عافيتى، وظللت على هذه الحال فترة، فكلما أقلعت عن المخدرات كنت أعود إليها ولا أعلم كيف يحدث هذا أو لماذا؟ 

حدث فى أحد الأيام أن «ابنى» عايره أحد زملائه بأصدقائى المدمنين، وقال له «إيه الناس دى اللى أبوك ماشى معاهم»، وابنى من خوفه منى لم يخبرنى، بل ذهب وبكى فى حضن أمه وقال لها «أنا اتعايرت بأبويا»، منذ تلك اللحظة اتخذت قرار الإقلاع عن المخدرات، وبدأت البحث حتى التقيت أحد أصدقائى فى التعاطى، ووجدته أقلع عن المخدرات، فأخبرنى عن «صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطى». 

اتصلت بالخط الساخن، فوجهونى لأقرب مستشفى، وهم يتابعوننى للآن ويسألون عن تفاصيل حياتى أكثر مما يسألنى أهلى، وأنا بالفعل ممتن لـ «صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطى»، لأنهم وهبوا لى الحياة مرة أخرى، وعلمونا كيف نواجه مشكلاتنا وكيف نتعلم.

علمونا كل شىء، وصححوا لنا معتقداتنا ومفاهيمنا المغلوطة، فلم أعد أحيا بشكل عشوائى، بل أصبحت أحيا بنظام، ومن هذه الأمور كيفية استثمار أى فرصة للتغيير مثل الحصول على قرض والاستفادة منه وتحديد الهدف والعمل.