الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

احكوا لى.. مع رولا خرسا

معظم المشاكل لها حلول.. نحن نفكر معًا لإيجادها.. ممكن نُخطئ وممكن نُصيب، المهم أننا نحاول.. والأهم ألّا نيأس مَهما تكاثرت همومُنا.



ونُذَكر بعضنا البعض دومًا بالمَثل الشعبى الجميل: «تبات نار تصبح رماد»..

رجعته من السفر.. دايب من الغرام

 

بعد سنين غربة كتير كنت لوحدى من غير ولادى ومراتى رجعت لبلدى أعيش وسطهم وأتمتع بسنينى معاهم.. بس كان فات الأوان.

فى الوقت اللى كانوا بيكبروا كنت بابنى لهم البيت اللى كنت متخيل إنهم محتاجينه.. فى الوقت اللى رجعت لحضنهم حاسس إنى غريب.

متضحكيش عليا.. ولادى يعرفونى شكلا لكن أبوهم وطباعه وبيحب إيه وبيزعل من إيه محدش يعرفنى، رجعت بلدى وأهلى اللى كل واحد منهم مشغول فى حياته وأعبائه، أما أولادى بقى لكل واحد منهم طريق..فوق دا حبهم لأمهم وارتباطهم بيها بيقتلنى،، تصدقى لو حد منهم عنده مشكلة ما يتكلمش فيها أدامى ويستنى أما يبقى مع أمه ويحكى لها وهى بدورها بتمارس دورى ودورها.

حتى علاقتى بمراتى ملهاش اسم.. أنا أتعودت أعيش من غيرها باعمل كل طلباتى لنفسى.. بأكوى هدومى بأقوم أعمل لنفسى الشاى لو عايز أى حاجة مش بتعبهم معايا.. سكوتى فترات طويلة.. مستغرب كل شيء،، هى بالتالى قرارها من دماغها اتفاجئ بيها خارجة من غير إذن ،عازمة ناس من غير ما تقولى ، تقفل على نفسها باب وهى بتتكلم فى التليفون، مفيش بينى وبينها علاقة زوجية إلا للضرورة، أنا حاسس إنى غريب، لدرجة إنى بادور فعلا على وظيفة تانية بره مصر عشان أبعد وأحس أنهم وحشونى وأنا واحشهم زى زمان.

أيامى بقت مُرة وفلوسى اللى جمعتها ملهاش لزمة والبيت مش دافئ أبدا دى حيطانه بارده ووحيد ويمكن بيتمنوا إنى مكنتش أرجع.. أعمل إيه؟

 

الحـل.. حياتك.. اختيارك

البعد جفا.. هذه  حقيقة.. الحياة مش بس بيت حلو وفلوس ومدارس كويسة..الحياة الحقيقيةعبارة عن مشاركة وتفاصيل يومية.. أنت حاسس بغربة؟ طبيعى لأنك من الأول اخترت البعد.. للأسف كل قرار فى حياتنا بناخده لازم ندفع تمنه.. مفيش حاجة فى الحياة ببلاش…

ولكن لكل مشكلة محاولات حل.. وابدأ بالحل الأهم.. علاقتك بزوجتك..اه بزوجتك..مش  حابدأ بالأولاد الأول.لأن البيت راجل وست أولا.. وأما تبقى علاقتك بزوجتك كويسة دا حينعكس على علاقتك بأولادك.. 

أكبر غلط بيقع فيه الأزواج  التركيز على الأولاد ونسيان العلاقة الزوجية.. يعنى يبقوا ماما وبابا مش زوج وزوجة..مع الأيام بيبطلوا يهتموا ببعض وبتبقى أولوياتهم الأولاد..يحصل ظرف ما أو يكبروا الأولاد يلاقوا نفسهم أغراب لأنهم ما تعودوش يهتموا بببعض..

البعد جفا حتى جوا البيت الواحد..يعنى كان ممكن تبقى عايش معاهم ومشغول 24 ساعة وكانت النتيجة حتكون كده برضو..

طبعا حقول الى بقوله دائما.. القرار قرارك عايز تسافر وتكمل نفس نمط العيشة وتريح دماغك وضميرك دا طريق..بس ما تتكلمش عن الغربةفى علاقتك بأولادك ومراتك.. وعيشوا حياة موازية..كل واحد مع نفسه وفِى طريقه.. واتقابلوا فى الإجازات الرسمية والأعياد زى الموظفين كده..

نقف لحظة هنا ونفكر فى الست اللى تحملت سنين لوحدها مسئولية الأولاد..مرض ومذاكرة ومشاوير ورياضة وأعياد ميلاد، غير مسموح لها ترتاح لأن محدش حيشيل غيرها ولا مسموح لها تعيا ولا تفكر فى نفسها.طبيعى أولادها يرتبطوا بيها ما هى الأم والأب لسنين طويلة وحدها.

هى تحولت إلى موظفة عندك قائمة بأعمال أم ومديرة منزل  ومدرسة ومسئولة حسابات..

أنا أحاول أن أوضح لك الصورة كاملة..

كى ترى من زوايا مختلفة..إذن الحل الأول سافر وريح دماغك وعيش حياتك براحتك بس ماتشتكيش إن أولادك ما بيسألوش عنك وإن علاقتك بزوجتك فاترة..وأقلم نفسك على أن طبيعةحياتكم بقت كدة..

الحل الثانى:أقعد وأشتغل على علاقتك بزوجتك..أحكى لها أنت حاسس بإيه وقل لها إن نفسك تقربوا من بعض..هى طبعا فى الأول حتستغرب وممكن تقول لها كلام من نوعية ياااا جاى دلوقتى بعد العمر دا؟ رد وقل لها اه ..خدوا إجازة لوحدكم روحوا مكان تتعرفوا فيه على بعض  من أول وجديد...تعيد اكتشاف الست التى تحمل لقب زوجتك وهى تعيد اكتشافك... 

الموضوع لن يكون سهلا..مؤكد.. ولكن يستحق المحاولة.

عندما تستقر علاقتك بزوجتك سوف يمتد أثرها إلى أولاد كما..الحب معدى والاستقرار بيقرب..حاول تصاحب أولادك واخلق معاهم أى خروجة أو نشاط.. وديهم النادى أو سينما ..وأنتم فى البيت اتكلموا أو أعملوا حاجات مع بعض..لو قربت منهم شبر حيقربوا أكتر.. لأن أكيد هم كمان مفتقدين وجود الأب فى حياتهم..

طريقان اختر ما شئت ويوم تستعيد زوجتك ستستعيد أولادك وتعود فردا أساسيا من  العائلة..سنوات كثيرة من البعد والغربة،فى يدك محاولة استعادة ما فقدته

القرار قرارك.