الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

بورصة انتقالات اللاعبين تشتــعل.. والجانى معلوم!

مع اشتعال المنافسة بين الأهلى والزمالك وبيراميدز لضم اللاعبين، ارتفعت أسعارُ اللاعبين فى الدورى المصرى بصورة مُبَالغ فيها، دون وجود أى قواعد تحدّد أسعارَ سوق الانتقالات فى مصر.



وفى ظل ندرة المهاجمين المميزين فى الدورى المصرى؛ فإن بعضَ الأندية وضعت أرقامًا فلكية لمهاجميها الذين لفتوا الأنظارَ مؤخرًا، وفى مقدمتهم حسام حسن الذى بلغ سعره 40 مليون جنيه بحسب ما كشفت عنه إدارة ناديه سموحة، التى أكدت بيعها للاعب بالفعل بهذا الرقم، ولكن فى الصيف المقبل، دون أن تكشف وجهته المقبلة.

 

وتعاقد الأهلى مع اثنين مهاجمين هما أليو بادجى ووالتر بواليا بقيمة إجمالية تصل إلى 4 ملايين دولار قبل أن ينتقل بادجى إلى أنقرة التركى، فيما حصل على خدمات طاهر محمد طاهر من المقاولون العرب بقيمة 20 مليون جنيه، وقبل ذلك وافق الأهلى على دفع 5 ملايين دولار لضم حسين الشحات من العين الإماراتى بعدما تألق مع ناديه فى مونديال الأندية، بينما قام الزمالك بتقدير قيمة مهاجمه مصطفى محمد بـ6 ملايين دولار لا سيما أنه لم يكن يرغب فى التخلى عنه لنادى جالاتا سراى التركى، لكنه تخلى عنه بعد إصرار من اللاعب على الرحيل لتحقيق حلم الاحتراف الأجنبى مقابل مليونى دولار لمدة موسم ونصف الموسم مع إمكانية بيعه نهائيّا للنادى التركى مقابل ٤ ملايين دولار.

أمّا بيراميدز فيبدو أن لديه ميزانية مفتوحة للتعاقدات، وذلك بعدما كلفت صفقة انتقال رمضان صبحى نحو 300 مليون جنيه على أقل تقدير من خلال ثمَن الصفقة وراتب اللاعب.

والغريب أن جميع أسعار اللاعبين فى العالم تراجعت بسبب تداعيات فيروس «كورونا»، ولكن فى الدورى المصرى لم تتأثر هذه السوق بتلك الجائحة على الإطلاق!!، مما يؤكد أن العرض والطلب على النجوم والواعدين مرتفع للغاية وأن الأندية الغنية يمكنها الدخول بقوة والصراع على الصفقات.

الهجوم مثل الدفاع

وأكد ضياء السيد نجم النادى الأهلى السابق أن الأسعار المرتفعة التى تشهدها سوق الانتقالات فى التوقيت الحالى لا تُعَبر عن المهاجمين فقط؛ وإنما الدفاع أيضًا؛ حيث حصل المارد الأحمر على المدافع ياسر إبراهيم من سموحة مقابل 35 مليون جنيه؛ حيث كان يحتاج إلى التعاقد مع مَسّاك بصورة مُلحة.

وأشار إلى أن اللاعب المميز فى أى مركز يمكن أن يرتفع سعره بشكل كبير، وذلك بفضل المنافسة الشرسة بين الأندية الكبرى سواء فى مصر أو خارجها.

واعتبر أن بورصة أسعار اللاعبين فى مصر وهمية؛ حيث تضع الأندية الأرقامَ الفلكية دون مراعاة لقيم السوق، وبالتالى تحدث طفرة فى المقابل المادى المدفوع فيهم، والغريب أن هناك بعض الفرق تدفع بالفعل.

وأرجع «السيد» الارتفاع الكبير فى أسعار اللاعبين إلى الاستثمار الكبير الذى ضخه نادى بيراميدز والذى اضطرت إدارته لدفع مقابل مادى كبير لصناعة فرقة قوية من خلال ضم الكثير من الأسماء ودفع ما كانت تطلبه إدارات الأندية المختلفة.

وأضاف إن الصفقات الفلكية التى تمّت فى الماضى ساهمت فى تشجيع الأندية لطلب مقابل مادى مرتفع فى التوقيت الحالى؛ خصوصًا إذا كان الطرَفُ الذى يطلب اللاعبَ لديه قدرات مادية كبيرة مثل الأهلى أو الزمالك أو بيراميدز.

واعتبر المهندس ماجد نجاتى رئيس نادى إنبى السابق، أن الأسعار الحالية للاعبين مُبَالغ فيها، ولكن الأمر يرجع فى النهاية إلى أن النادى الذى يَعرض لاعبه بمبلغ كبير يُفاجَأ بأن النادى الكبير الذى يدخل فى الصفقة لديه النية لدفع رقم مقارب لما يطلبه، وبالتالى تظل الأسعار مرتفعة.

وأوضح أن سوق اللاعبين ستنخفض إذا كان المعروض من اللاعبين المميزين فى السوق كبيرًا ولا تَقدُم الأندية الكبيرة على الشراء بمبالغ خيالية، وقد يعود الوضع إلى ما كان عليه فى الماضى.

وقال: أحيانًا يطلب فريقٌ ما رقمًا كبيرًا لبيع لاعبه فيفاجَأ بأنه يحصل على أكثر مما يريد بسبب المنافسة الشرسة بين الأندية على ضمّه، وهى إشارة سلبية على أن الأسعار ستظل فى الارتفاع بسبب هذا الصراع.

وأشار إلى أن الكرة المصرية تمتلك الكثير من المواهب، ولكن القواعد المعمول بها حاليًا والتى تسمح لكل فريق بضم 5 محترفين أجانب ساهمت فى تقليص فرصهم فى الظهور لاسيما أننا أصبحنا نرى محترفين أفارقة فى فرق الدرجة الثانية، وذلك بسبب المنافسة الشرسة بين الصغار للصعود إلى الممتاز وأيضًا الهروب من شبح الهبوط.

 استثمار رياضى

ومن جهته أكد ممدوح الساعاتى وكيل اللاعبين أن سوق اللاعبين المصرية بدأت فى جذب الأسماء الكبيرة من شمال إفريقيا مثل تونس والمغرب والجزائر بسبب الرواتب الكبيرة التى يجرى دفعها والأسعار التى تنفقها الأندية الكبرى.

ويرى «الساعاتى» أن هناك منافسة من نوع آخر بين الأندية المتوسطة للحصول على اللاعبين المميزين، أبرزهم سيراميكا كليوباترا الذى لديه القدرة على ضخ استثمارات متوسطة وطويلة الأجل لضم المواهب المميزة.

وأكد أن الاستثمارَ الرياضى يتطور باستمرار، لذا فإن المستثمر الذى يضخ أموالًا لمدة سنوات لشراء اللاعبين قد يأتى عليه الوقت ويبيع لاعبًا واحدًا فقط يعوّضه ما أنفقه ويدفعه لجنى الأرباح.

وأشار إلى أن الأندية التى توجد عليها رقابة من الجهاز المركزى للمحاسبات يصعب معها الدخول فى منافسة لشراء اللاعبين بأسعار فلكية عكس الأندية المملوكة للمستثمرين والذين لا يعانون أى مُشكلة فى الإنفاق الكبير.