الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

مدحـت الـعـدل فى صالون صباح الخير.. حكايات العدل من المنصورة لشبرا

رحلة طويلة قطعها الشاعر والسيناريست الكبير مدحت العدل من البدايات فى المنصورة حتى التألق فى شبرا.. وبينهما ذكريات عمر عاشه فى أسرة فنية أصبحت من أهم صناع الدراما والسينما فى مصر والعالم العربى.



وبرفقة شقيقه الفنان رمزى العدل, حل مدحت العدل ضيفاًعلى صالون «صباح الخير» ليحكى عن خلاصة تجربة فى الفن والحياة ويكشف عن مشاريع فنية مقبلة وأخرى قيد التنفيذ.

حكى مدحت ورمزى أطرافا من سيرتهما الذاتية ورحلة العائلة فى الإنتاج السينمائى والفنى.

 

صباح الخير: ما آخر أخبار دواوينك الشعرية يا دكتور؟

- مدحت العدل: الديوان تحت الطبع، وأنهيت قبل أيام تسجيل آخر قصيدة بصوتى، لأن أغلب الناس أصبحوا لا يقرأون، والأسهل بالنسبة لهم أثناء قيادة السيارة الاستماع بدلا من القراءة، فديوانى الأول سمعه أخى رمزى كاملا أثناء سفره إلى الغردقة بالسيارة، رغم أنه قارئ نهم.

صباح الخير: هل فعلا الدواوين المسموعة أسرع فى الوصول إلى محبى الشعر، أم إن قراءة الشعر ضرورية؟

- مدحت العدل: هى أسرع بالنسبة للجيل الجديد, والديوان مطبوع ومكتوب، وإيقاع الكلمات منصوص عليه من خلال علامات الترقيم، وهذا يتضح فى طريقة الإلقاء.

وميزة الصوت أنه يتيح نقل الإحساس، ولا يعطى فرصة للوقوع فى خطأ أو لبس المعنى والبعض يستعين بالنسخة الصوتية للديوان فى أثناء قراءته.

صباح الخير: الملاحظ فى العدل أن كل فرد من الأسرة متخصص فى مجال دراسة محدد، لكنهم تجمعوا فى النهاية فى منظومة فنية سواء الجيل الثانى أو حتى الثالث؟

- رمزى العدل: أنا خريج كلية علوم قسم جيولوجيا، لكن أنا باحب التمثيل من وأنا عندى 8 سنين, كنا فى المنصورة، قبل ما نيجى شبرا، لأننا جينا شبرا وقت ما كنت فى الجامعة، وكنت مقيم فى المنصورة حتى الثانوية العامة، والتمثيل تسبب فى إنى لما دخلت الجامعة سقطت فى أول سنة، ودى كانت حاجة غريبة لأنى طول عمرى متفوق، فلما سقطت أول سنة.. قررت الأسرة كلها  أن تأتى للقاهرة وسكنا بحلوان قبل شبرا.

ولما كان عندى 10 سنين قريت طه حسين وتيمور والعقاد وسوفوكليس والتراجم فى دار الكتب فى المنصورة، لكن التمثيل كان فى دماغى ومش عارف أعمله، لأن لما كان الأستاذ يختار أعضاء فريق التمثيل، فكان بيختار بالحجم، وكان بيجى عليا ويقول لى: روح، لأنى شكلى صغير،  فلما جيت الجامعة عرفت إنهم عاوزين ناس، فى فرقة مسرح الجامعة ودخلت.

يحكى رمزى العدل عن امتحان التمثيل فى المدرج قال: لقيت أجسام ضخمة وطلبة كبار فقلقت وقلت لنفسى: أنا هامتحن إزاى وسط العالم دى؟ ولما جه علىَّ الدور فى الإلقاء كان مشهد من مسرحية «مصرع كليوباترا» ولأنى بامثل من وأنا فى المدرسة بدأت الأداء وقمت منفعلا وطلعت عقد السنين كلها، ففوجئت  بالدكتور فوزى حسين أستاذ فى الجامعة ورائد اللجنة الفنية «فط» من على المنصة وجا لى، قال لى: «أنت عندنا هنا فى الكلية»؟ فقلت له: أيوا، فقلت له: علوم، فقال: هنستفيد بيك 4 سنين، ومن هنا بدأت المشكلة، ما بقتش أعمل أى حاجة إلا التمثيل، تفرغت فقمت ساقط أول سنة، وتانى سنة.. ما بطلتش تمثيل، فاتفصلت من الجامعة.

ما حدش عرف إنى اترفدت إلا أبويا بس.

أكمل رمزى: أبويا قال لى: خلاص.. روح تجارة، فقلت له: طب ما أدخل معهد تمثيل، قال لى: إلا التمثيل، وكان عمره ما اعترض عليا أبدا، فاضطريت إنى أعيد ثانوية عامة تانى، لأن كان من أحلامى وأنا صغير أشتغل فى الصحراء فى البترول، وعدت ثانوية عامة تانى، ودخلت كلية علوم تانى جامعة عين شمس، ونفس التخصص جيولوجيا، والغريب أنى اتخرجت بامتياز مع مرتبة الشرف.

أكمل: فلما اتخرجت واشتغلت معيد سنة وبعدين جالى شغل فى البترول، فقلت: طب ما البترول دا بيسافروا.. أسبوع فى الجبل وأسبوع أجازة.. طب ما أدخل معهد التمثيل، ورحت مقدم معهد فنون مسرحية، فنجحت، فبقيت أحضر أسبوع وأسافر أسبوع، وفضلت أربع سنين لحد ما أخدت بكالوريوس معهد فنون مسرحية، بعديها دخلت سامى العدل أخويا المعهد.

لكن؛ لماذا لم يكمل رمزى العدل طريقه فى التمثيل، فيما استمر سامى؟

- رمزى العدل: كان عندى التزام عائلى، اتجوزت قبل ما أتخرج بـ6 أشهر، وكان قدامى خياران، أكمل تمثيل ولا جيولوجيا، ولأنى بقيت مسئول عن أسرة، فما قدرتش آخد القرار بالاستمرار فى التمثيل وكملت شغل.

ويكمل: الأجرأ منى كان متجوز ومخلف وخد قرار يسيب الطب ويكمل فى الفن والشعر كان مدحت.

صباح الخير لمدحت العدل: وكيف استطعت يا دكتور اتخاذ هذا القرار وأنت طبيب؟

- مدحت العدل: كنت طبيبا وبكتب شعر عادى جدا  وبأكتب أغانى, معايا ماجستير فى طب الأطفال وكنت باعمل دكتوراه وبمارس الطب وبكتب أغانى، لغاية ما كتبت فيلم «آيس كريم فى جليم»، قررت ترك الطب بعده، لأن الفيلم لما نجح لقيت كل شركات الإنتاج عايزانى، خلاص أنت كدا بقيت «وونتد» مطلوب, وكان عندى وقتها 35 سنة.

- رمزى العدل: أنا فاكر الفترة دى كويس عمرو دياب هو اللى أصر على أن مدحت يكتب أغانى الفيلم،لأن عمرو بيثق فى مدحت جدا، بمعنى لو أغنية بتاعة حد تانى جت لعمرو بيديها لمدحت.. يقول له: حلوة ولا مش قوى،وفى آيس كر يم فى جليم عمرو ضغط على خيرى بشارة علشان يجيب مدحت.

مدحت العدل: لما قعدت مع الأستاذ خيرى بشارة وحللت له فيلم «آيس كريم فى جليم» نفسه، وكان المنتج مدينى «ساين نوتس» كدا أقراها لغاية لما خيرى ييجى، فأنا قريت بسرعة كدا، فخيرى قال لى: «هقولك تكتب أغانى إيه»، فقلت له: لا استنى بس.. تعالى نتكلم فى الموضوع نفسه، فالأبطال من سنى.. فقعدت ناقشته فى كل كبيرة وصغيرة.

صباح الخير: هل غيّر فى الفيلم؟

- مدحت العدل: كتير.. عاوز أقول إن أنا أخدت هذا الفيلم مكتوب 4 ورقات وقتها كنت راجع من 15 شهر سفر للسعودية، حتى أغنية «يعنى إيه كلمة وطن» أنا كاتبها فى السعودية.. مش كاتبها لفيلم «أمريكا شيكا بيكا» فهو خيرى لما قعد معايا وقال لى: اكتب لى بس.

يقول مدحت العدل: بدأت أكتب أغانى الفيلم وبعد يومين تلاتة خيرى طلبنى فى البيت وسألنى: كتبت حاجة؟! قلت: أيوه، قال له: فقال لى: «طب قول لى الكلمات»، وتعالى لى.. دلوقتى.. إحنار عاوزين نعيد كتابة الحوار بتاع الفيلم.. مش عاجبنى.

 لما قررت ترك الطب والتفرغ للشعر كنت بحضر لرسالة الدكتوراه لكنى وقفت الرسالة.

يمكن قرارى الجرىء ده يعود لطريقة تربيتنا، أثر أبويا فينا.. أبونا كان شخصية تقدمية، جايز أكتر مننا.. لأنه كان راجل مهندس.. مسيس.. اشتراكى.. ماسك الاتحاد الاشتراكى، فإحنا الحوار العادى فى بيتنا الصبح واحنا بنفطر فول.. الجدلية.. المادية وماركس ولينين فهو راجل عودنا كل واحد ياخد قراره ويتحمل تبعاته، عايز تسأل تعال اسأل وأنا هقولك.

صباح الخير: ماذا عن أثر الراحل سامى العدل على إخوته؟

- مدحت العدل: سامى شخصية كاريزمية عجيبة جدا، كل شبرا عارفة بيتنا بسبب سامى وقبل ما يمثل كمان. يكمل: من ساعة ما دخل سامى معهد التمثيل وهو بدأ يشتغل أول ما اتخرج، كان عايز ينتج وخلى أحمد عدوية يوقع على أول فيلم كان عاوز ينتجه.

قطع مدحت العدل الكلام: ممكن أقول لكم قصيدة ونكمل؟

وألقى مدحت قصيدة إهداء لكل من أثروا فى حياته كما قال، وهى إحدى قصائد الديوان الجديد المنتظر صدوره خلال أيام بعنوان «فوضى المشاعر» الذى يضم قصائد عن الشك والتصوف وقصائد أخرى عن فوضى مشاعره فى سنه الآن التى يحاول فيها «لملمة قناعاته»، حيث تغيرت لديه قناعات كثيرة.

صباح الخير: قناعات مثل ماذا التى تغيرت.. فى مرحلة النضوج؟

- مدحت العدل: أول ما تغير لدىَّ هو أنه لا يوجد شىء ثابت، وعليك أن تعمل عقلك فقط وضميرك عشان تقدر توصل للى تعتقد إنه الحقيقة، أنا دلوقتى باعمل فيلم «الراهب» أنا ممكن من 20 سنة ما أعملوش، أعمل مثلا «حرب الفراولة» لكن فى سن معينة أتكلم على الراهب والعلاقة بربنا، وهل الدين إن أنت تروح تقعد فى جامع لوحدك تصلى، ولا الدين إنك تمشى فى وسط الناس وتقابل المشاكل والشيطان يقابلك وأنت معدى، هذه الأفكار المجردة والمطلقة ما بتجيش غير فى سن معينة وثقافة معينة، فاللى كنت باعتقد فيه زمان اتغير.

يعنى طول عمرى بابص ليوسف إدريس وأقدره لأنه رمز للتمرد، ودايما كنت شايف نجيب محفوظ أكثر تحفظا، لكن لما كبرت ورجعت أقرأ نجيب، لقيته فى الحرافيش يعيد خلق العالم من خلال ملحمة وإحنا صغيرين اتخدعنا من اليساريين يعنى كل البديهيات اللى أنت اتربيت عليها مفيش حاجة بديهية ولا حاجة مسلمة، كل شىء بأعيد تقييمه من جديد.

صباح الخير: كيف بدأتم فكرة الإنتاج وكيف كانت بدايات العدل جروب؟

- مدحت العدل: أول حد بدأ الإنتاج كان سامى العدل بـ «العدل فيلم» وأنتج لى شخصيا فيلما من أصعب الأفلام اللى كان مع حسين القلا وخاف ينتجه هو «إشارة مرور» وأنتج لى «حرب الفراولة»، فلما جينا نعمل «صعيدى فى الجامعة الأمريكية» سامى مارضاش يدخل معانا فى إنتاجه.

يكمل مدحت: كنت قابلت هنيدى بالصدفة، فقال لى: احنا مش هنعمل فيلم مع بعض بقى.. نفسى أعمل كدا واد صعيدى فى الجامعة الأمريكية».. فقلت له: خلاص.. صعيدى فى الجامعة الأمريكية،.دا فيلمك اللى هتعمله، كتبت معالجة وروحت لسامى الله يرحمه، وقلت له: أنا بعمل فيلم اسمه كذا لهنيدى.. قال لى: لا.. أنا ما أنتجش دا سهرة تليفزيونية.

يتابع: وقتها قررنا نعمل شركة اسمها «العدل جروب» ننتج بها «صعيدى فى الجامعة الأمريكية» يعنى عملنا شركة عشان ننتج فيلم، كنت أنا وجمال ومحمد.. وسامى مش معانا، فطبعا الفيلم لما كسر الدنيا بقت هناك شركة قائمة، جمال ما كانش له فى السينما ومالوش علاقة بالموضوع أصلا، ثم تكتشف إنه منتج من أشطرالمنتجين فى العالم العربى فى الإدارة وفى اختيار الموضوعات، كثير من مسلسلاتنا فكرة جمال، يعنى هو عايز يعمل حاجة عن الإدمان، فيعمل «تحت السيطرة» «سجن النسا» مسرحية لفتحية العسال.

ولما شاف «ذات» راح جاب كاملة أبوذكرى ونيللى كريم فعمل لهم زيارات لسجن النسا فى القناطر، وجميع القصص الموجودة فى مسلسل «سجن النسا» قصص حقيقية مروية من السجينات.

يكمل مدحت العدل: «ريا وسكينة» لما جات لجمال، عبلة كاملة قالت له: ما تعملهاش يا أستاذ جمال دى وحشة جدا، قال لها: أنا عاجبنى ريا وسكينة.. عاجبنى إن أنا أعيد وأروى مين هما ريا وسكينة» وكان ساعتها صلاح عيسى - الله يرحمه - عامل الكتاب بتاعه، فهذا الكتاب كان سببا عظيما فى نجاح هذا المسلسل.

مش عايز أقول على مسلسلات أنا كاتبها «من إيه تو زد» وما كتبتش اسمى عليها، لأنى باعمل لشركتى، يعنى فى فيلم عمرو دياب كنت ممكن أصلح غنوة وما أحطش اسمى عليها، مسلسل «فوق مستوى الشبهات» أنا كاتب فيه أول حلقات وهما مشيوا عليها، واسمى نازل مشرف على العمل بناء على طلب البطلة «يسرا» لأنى هى اللى أصرت إن اسمى يكون موجود.

 كمان فكرة مسلسل «بـ100 وش»، هو اللى اختار الأبطال وكاملة أبوذكرى وكان الإخراج أصلا أحمد مدحت، وهو قال: لا.. كاملة بتهتم بكل التفاصيل و.. «واحة الغروب»، هو اللى اشترى الرواية وأصر إنها تتعمل، لأن هو حس إن دى هتبقى فى الـ «سى فى» بتاع الشركة، المسلسل الوحيد اللى ما كانش عايز يعمله «حارة اليهود».

صباح الخير: ليه؟

- مدحت العدل: قعد يقول لى «لأ».. يعنى هتقول إيه فى حارة اليهود»؟ فقلت له: يا جمال.. حارة اليهود اسم فى حد ذاته يبيع.. اللى جوا أنا هعرف أعمله»، وحاجة عن اليهود فى مصر كانت فكرة باكتبها لما كان ماندو العدل فى أولى ثانوى، وقعدت أقرأ كل المراجع والموسوعة اليهودية لعبدالوهاب المسيرى أول ما أنا حكيت له «لاين» ولد ضابط مسلم بيحب بنت يهودية هو فى ثانية لقط، وبنى لينا ديكور متكلف 10 ملايين جنيه لحارة اليهود.

يتدخل رمزى العدل قائلاً: «واحة الغروب» دى بقى خلت جمال العدل يبنى قلعة «شالى» اللى فى سيوة كاملة فى الاستوديو.

صباح الخير: بعدما نجحت العدل جروب.. ألم يطلب سامى العدل الانضمام؟

- مدحت العدل: دخل معانا فى «همام فى أمستردام», وقال: أنا معاكو.. واحنا ما نقدرش نقول له لأ، سامى أقرب واحد لرمزى، وأقرب واحد ليا، وأقرب واحد لجمال، وأقرب واحد لكل واحد.. بس بطريقته.

مدحت العدل: سامى كمان هو اللى قدمنى للوسط الفنى، أنا كنت بأكتب شعر وأنا بأتكسف أقول إن أنا باكتب شعر.

صباح الخير: كان عمرك أد إيه؟

- مدحت العدل: أول مرة كنت أكتب شعر كنت فى تالتة إعدادى، وكنت بأقلد إذاعة الأغانى، يعنى أحمد رامى، فبأكتب على نفس النسق لغاية، ما قابلت الموسيقار الكبير محمد سلطان، وكان بيقص شعره جنبى علطول فى محل حلاقة فى شارع شهاب، 5 سنين مكسوف أقول له إنى باكتب أغانى، لكن ما قدرتش.

أضاف: كان على الحجار ومحمد الحلو أصحاب سامى، وببيجوا البيت عندنا، وسامى فى مرة قال لهم: دا مدحت بيكتب أغانى، فابتديت، ساعتها بقى كتبت لمحمد الحلو «محال»، و«جت م الغريب ولا جاتش منك» وكنت طالب فى الكلية، ما كنتش لسه اتخرجت.

واستمررت بمجهودى بجانب الطب.

رمزى العدل: أنا متذكر جيدا أول أغنية سامى أخدها منك، كنت فى ثانوى غالبا، وهو كان بيعمل مسلسل للإذاعة وخلاك كتبت وقبض الأجر.

 

تصوير: شريف الليثى
تصوير: شريف الليثى

 

صباح الخير: ماذا لديكم من ذكريات عن بيت العدلية فى حى شبرا.. أيام الذكريات الحلوة؟

- رمزى العدل: أنا جيت شبرا وأنا فى أولى علوم، يعنى تالت سنة فى الجامعة، فبالنسبة لى شبرا الذكريات فيها مش كتير، إنما إخواتى أولاد مدارس شبرا.

مدحت العدل: أنا جيت شبرا وأنا فى أولى ابتدائى، وجمال أصغر منى بسنة، فشبرا كانت زى ما يكون أخد حتة من لحم مصر وحطيتها تحت الميكروسكوب.. هى دى شبرا، كل الجنسيات، كل الديانات، عمارتنا فيها مثلا شقتين مسلمين والباقى كلهم مسيحيين، العمارة فيها ترزى وفيها وكيل وزارة، مصر كانت واحدة، الناس كلها بتاكل شبه بعض، بتلبس شبه بعض، بنتكلم شبه بعض، وفى ديوانى «شبرا مصر» قلت هذا الكلام، من عم صبحى جامع القمامة بتاعنا، كان اسمه عم صبحى، دا كان بيفطر عندنا ويشرب الشاى عند طنط «أم مجدى» تحت، وابنه قاعد جنبى فى الدكة فى المدرسة، دا كان حال المجتمع، فشبرا كانت بالنسبة لنا حد بيعلمك كيف تتعامل مع المختلف.

كنت بلعب كورة فى جميع شوارع شبرامع ينى ونقولا وأندريا وكل اللى أنا ذاكرهم فى القصيدة دول كانوا يونانيين مولودين فى مصر طبعا وأبوهم - كأنه مدرب محترف يعنى - فكان بيأجرنى أنا وجمال نلعب معاهم فى شبرا الخيمة بفلوس واحنا عيال.

صباح الخير: مين كانوا أصحاب سامى العدل اللى بييجوا بيت شبرا؟

- مدحت العدل: أحمد زكى، شهيرة، عادل إمام، صلاح السعدنى، كل دول كانوا فى بيتنا.

رمزى العدل: كان معايا فى الجامعة عادل إمام، وصلاح السعدنى، وكانوا ييجولى البيت وأنا أروح لهم الجيزة، ولما دخلت المعهد الدفعة اللى بعدى بسنتين كان أحمد زكى، وشهيرة، سامى كان دخل وكنا فى فريق التمثيل فى الجامعة مع الضيف أحمد، وطبعا عادل أيامها ما كانش بيعمل كوميدى، كان بيعمل «تشيكوف», وكان عبدالعزيز مكاوى الله يرحمه بيخرج.

صباح الخير: وإيه اللى اتغير من وجهة نظرك؟

- مدحت العدل: قيمة العمل ما بقتش موجودة، الانفتاح اللى جعل القيمة للقرش، وليس للعلم، كنا بنحترم المدرس بتاعنا، الأستاذ عبدالمجيد الله يرحمه، دا بالنسبة لنا قيمة.. لو كان معدى واحنا بنلعب كورة كنا بنستخبى.

انقلب الهرم فى السبعينيات وظهر الانفتاحيين وعمارات بتتبنى، خلال يومين، هذا الفساد عمرنا ما حسينا بيه، كان أقصى فساد إنك تاخد بون بنزين أو تاخد فرختين من الجمعية قبل زميلك.

فقيم احترام الكبير ما بقتش موجودة، ودلوقتى تندهش من اللى يقولك «وأنا احترمه ليه يعنى.. هو عشان اتولد قبلى» يعنى إيه؟!

ولما جاءت السبعينيات طلع الكلام الدارج: اللى معاه جنيه يساوى جنيه، جاب الجنيه منين مش مهم.. فتح الدرج واترمى له.. المهم معاه جنيه، بقى دا القيمة، وانتهت قيمة العمل.. طلع بقى توفيق عبدالحى ورشاد عثمان، وابتدت طبقة طفيلية بتسيطر على كل حاجة بفلوسها وبلهجتها وبأخلاقياتها، إضافة إلى الأحوال الاقتصادية اللى دعت كتير جدا من المصريين للهجرة فى أكبر حركة هجرة جماعية فى تاريخ مصر لدول الخليج فى السبعينيات.

وبعد شوية انهارت الأسرة المصرية، رب العائلة غايب عنها بقاله 10 سنين وقيم الأسرة جابوا لنا الأفكار النفطية.

صباح الخير: أنت رئيس جمعية المؤلفين والملحنين آخر أنشطة الجمعية إيه خصوصا فيما يتعلق بحقوق الملكية الفكرية؟

- مدحت العدل: جمعية المؤلفين والملحنين هى من أقدم الجمعيات فى العالم، بقالها كذا وسبعين سنة، استلمت الجمعية واحنا تابعين لجمعية «ساسان» فى باريس،أنا رحت مرة وأنا رئيس جمعية، وأول مرة رحت لوحدى وما بقتش قادر أستوعب أوى فكرة قوانين الملكية الفكرية، وقابلت دكتور عظيم لازم أجيب سيرته اسمه دكتور عمرو شكرى كان فى مهرجان القاهرة السينمائى، ومعاه دكتوراه فى الملكية الفكرية من إنجلترا، ولما سافرت باريس أخدته معايا مستشار، وقلت لهم حضراتكم طلعوا لنا البروتوكول اللى بينا وبينكم، ودخلنا معركة قانونية ووصلنا فيها إن فيه فلوس كتير جدا بتضيع على الأعضاء اللى منهم ناس غلابة، وانتهى الأمر بأننا فرضنا عليهم أشياء معينة، حيقبلوها أهلا وسهلا، مش حيقبلوها حنغير الجمعية، ونروح أى جمية أخرى بشروطنا احنا.

 

 

 

صباح الخير: كثير بيسألوا هل فكرة المنصات اللى بتذيع أغانى وأفلام ودراما.. فى صالح الدراما؟

- مدحت العدل: بالنسبة لانتشار الأعمال، فهو مع الدراما، أولا بيتيح كتاب جدد.. نفس جديد، أنا مش ملزم أعمل 30 حلقة قاتلة للإبداع بلا أى معنى، لكن زى ما كل حاجة لها مزايا فلها مضار، لما تكتر المنصات بتبقى عايزة ماتريال، بالإضافة لما تبقى مثلا منصة من أشهر المنصات.. كل السموم اللى ممكن تتخيلوها فى الدنيا موجودة فى المسلسلات، زنى محارم.. إلحاد، كل الثوابت بتدمر فى أعمالها طبعا أقصد نت فليكس وكل هذه الشبكات والمنصات تتسرب إليك بالراحة فى جو رائع وممتع.

مدحت العدل: طبعا النهارده ما فيش حجر على فن ولا غناء ولا غيره.. مطلوب أعمال جيدة بترد على أعمال رديئة.. فيه حرية. فلما كانوا بيسألونى على أغانى المهرجانات، وهانى شاكر صاحبى وحبيبى وزملكاوى، دافعت عن أغانى المهرجانات فكلمنى هانى شاكر اتخانق معايا قال لى: أنت إزاى تدافع عن حمو بيكا، يا عم أنت مش جهة رقابة، أنت راجل رئيس نقابة.. يعنى العضو عندك دا لو عيان تروح تعالجه، لكن انت مش بوليس المزيكا، اللى أعرفه إن مفيش حاجة اسمها تمنع نوع مزيكا، أنا أمنع كلام مسف، ودا فيه رقابة تمنعه، لكن انت ما تقوليش أغانى المهرجانات، لأ، انت مالك، فى ناس بتحبها، أنا حر، أنا بأحب أغانى المهرجانات، هتمنع ذوقى، ما تفرضش عليا ذوقك، فأنت ما تقدرش تمنع حد, الذوق لازم ينافس! هو ده إللى أنا بقوله.

يتابع: كنا بنشوف «ثرثرة فوق النيل» ونتفرج على «البوسطجى» ونشوف «المستحيل» ونشوف «شىء من الخوف» و«زوجتى والكلب»، وفى الوقت نفسه كان فيه «شنبو فى المصيدة»، لازم يبقى فيه دا ودا، فى كل حتة فى الدنيا نسبة الحاجات الجيدة قليلة، أمريكا اللى بتعمل ألف فيلم فى السنة، الأفلام الكويسة ما بتزيدش عن 50 فيلم، لأن دا محتوى الناس محتاجاه.. دا بيزنس استهلاكى.

صباح الخير: على فيلم «الراهب» وهو فكرة واضح إنها ثقيلة.. لماذا لم تنفذ للآن؟

- مدحت العدل: أولا لأن المنتج توفاه الله - وسيبك من المنتج.. ممكن احنا ننتج، ولكن حصلت خناقة بين البطل هانى سلامة وبين الـمخرجة هالة خليل، فهانى صور أسبوع وبعد كدا ما كملش، اتخانقوا مع بعض، وأنا مش هغير هالة خليل، لأن أنا وجهة نظرى العمل هو عمل المخرج والمؤلف، وهانى سلامة مش عايز يعتذر، علشان كده فى حالة جمود أو توقف لعمل من الأعمال اللى نفسى إنها تطلع.

صباح الخير: ومسرحية شريهان؟

- مدحت العدل: سجلنا وصورنا المسرحية كاملة بأغانيها.. يعنى جاهزة تتعرض بكرة.

كنا عاوزين نعمل مسرح زى «برودواى» فالحقيقة عملنا حاجة لما الناس تشوفها هتفخر إن احنا عملنا بشريهان أحلى ميت مرة من شريهان اللى شوفتوها قبل كدا، وأنا اللى كاتب النص، والحقيقة جمال لم يبخل بأى شىء فى الإنتاج ومهندس إضاءة من أمريكا وكل الولاد اللى بيرقصوا من بره مصر، كان فى ذهننا إن احنا نعمل كذا مسرحية، فالحقيقة المسرحية خدت وقت وفلوس كتير جدا لغاية ما خلصت.

يتابع: المشروع اللى اسمه «شريهان» جمال العدل عايزه ما يبقاش مسرحية واحدة، عايز يبقى مثلا 3 أو 4 مسرحيات، «سيزون» لشريهان، دا اللى احنا بنأمل فيه، تعطلت أشياء.. لكن المسرحية جاهزة للعرض وجاهزة للتصوير يعنى ممكن تتعرض بكرة، لكن التوقيت وإزاى وليه؟! مش عاوز أتكلم فى وجهة نظر إنتاجية لأن أنا مش منتج.

صباح الخير: المهندس رمزى.. بعد كل هذه السنين عدت للتمثيل فى فيلم «مولانا».. إيه اللى أعادك للتمثيل بعد كل هذه السنوات؟

- رمزى العدل: كانت صدفة.. أنا عمرى ما مثلت أمام الكاميرا، أنا مثلت مسرح كتير، ومثلت فى «شاهد ما شافش حاجة» دى سنتين، بس ما اتسجلتش تليفزيون، كنت فى دور وكيل نيابة اللى عمله سعيد طرابيك بعدى، وبعدين بعدت خالص عن القصة دى وانتهى حلمى، إلى أن قرروا عمل فيلم «مولانا»، إخراج مجدى أحمد على وبينتجه محمد العدل، وبيفكروا مين يبقى الرجل الصوفى، اللى هو كان «الماستر مايند» للداعية مولانا «عمرو سعد» فكان مطلوب راجل كبير يكون وشه الناس ما شافتوش قبل كدا، فمحمد العدل قال لمجدى: إيه رأيك نجيب رمزى العدل»؟! مجدى عارفنی كويس إنى الباشمهندس بتاع البترول، وإحنا أصحاب وبنتقابل ومش فى دماغه خالص إن أنا فى السكة دى، فقال له: والله هو شكلا ينفع بس هو بيعرف يمثل؟ قال له: دا خريج معهد فنون مسرحية.

كلمتنى هالة خليل على مسلسل «بالحجم العائلى»، وأخيرا عملت دور النصاب فى خيانة عهد، فكان دور لطيف.

صباح الخير: وما الدور الذى تجهز له حاليا؟

- رمزى العدل: أصور فيلم مع «نيفين شلبى» كان اسمه «سوء الرجالة» والدور صغير فكرته أعجبتنى جدا، لكن غيروا اسمه وبقى «النهارده يوم جميل».

 

 

 

صباح الخير لمدحت العدل: تطبيق الـ «تيك توك» قدم مواهب وحضرتك تبنيت منه حسين نصار.. كيف تم ذلك؟

- مدحت العدل: فى حد بعته لى، فعجبنى لأن دمه خفيف جدا، وكنت قبلها باجهز لمسلسل لم يكتمل «عاوزة ورد يا إبراهيم»، وكنت قابلته من الناس اللى حيمثلوا وعجبنى فى الفيديو.

صباح الخير: الجيل الثانى من العدلية.. كلهم فى المجال عن تخطيط أم هى صدفة؟

- مدحت العدل: هما عايشين داخل هذا العالم، ماندو خريج معهد سينما، وكريم خريج معهد سينما، وأحمد سامى العدل خريج معهد سينما فى كندا، وريم استايلست شاطرة جدا وبتدرس فى إيطاليا، وهى بنت الدكتور محمد، وماندو ابن جمال وكريم ابن محمد.

صباح الخير: ألم تفكروا فى تنظيم مهرجان سينمائى على غرار الجونة؟

- مدحت العدل: العدل جروب كيان إنتاجى كبير، فكرنا نعمل مهرجان كبير فى المنصورة، شايفين إن المنصورة تستحق وجديرة بأن يتعمل لها مهرجان سينما.