الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

الحكـــم على الشــــكل والمنظـــر.. والمضمـــون غـــائب! روحها حلوة يعنى: شكلها وحش !

 روحها حلوة .. دمها خفيف، هذان التعبيران فى ظاهرهما ثناء، لكن باطنهما علامة مسجلة بأن الشخص صاحب أحد التعبيرين أو كليهما شخص يفتقر إلى الجمال .. بالمناسبة سواء أكان رجلا أو امرأة  لكن للرجل أيضا يوجد تعبير معروف وهو «الراجل مش بشكله»!



 عندما يقال لأحد وتلك الكلمات .. يترجمها عقلنا فورًا بأن الإنسان الذى يتحدثون عنه ليس وسيمًا أو البنت ليست جميلة .. 

 نحن فى مجتمعاتنا الشرقية نتصرف بتلك الطريقة .. فمثلاً أم أو سيدة .. تعرض عروسة على شاب ما .. فتقول له «جايبالك عروسة هايلة» فيسألها الشاب فورًا «حلوة»، فتصمت لحظات ثم تجيب «كفاية روحها»!

 فيشعر الشاب أن السيدة تعرض عليه جثة هامدة، ماتت ولكن روحها مازالت صامدة رافضة للصعود إلا بعد عقد قرانها !

 وأحياناً أخرى  شاب يحب فتاة ويعرفها على أمه فيسألها عن رأيها، فإذا لم تعجبها ملامحها فترد «روحها حلوة ودمها خفيف» 

 هناك دراسة مهمة من جامعة SKS البريطانية .. تمت تجربتها على 64 شخصا تظهر أن 56 % من الرجال، صنفوا جمال المرأة على أساس تصرفاتها وليس بقدر جمالها الخارجى. 

 وقد سُئل المشاركون خلال الدراسة حول تصنيف الجاذبية لمجموعة من وجوه متوسطة الجمال، فظهرت وهى تنظر مرة لليمين، ومرة لليسار، فوُجد 6 من كل عشرة أن  الوجه الأكثر جاذبية هو الذى تم توجيهه مباشرة نحو النقطة أى الوجه مباشرة والتركيز  فى نظرة العين. 

 أرجو الانتباه أن تلك الدراسة فى لندن والرجال إنجليز، والحقيقة لا أعلم ماذا ستكون نتيجة دراسة مثل هذه لو تمت بمصر !

فنحن شعب أغلبه يحب  المظاهر ويقيم بكمية الميكب. والدليل الحادثة المشهورة التى تزوج فيها رجل أعمال كبير، فتاة من دولة عربية صارخة الجمال واكتشف بعد سنة ونصف ، أن الفتاة كانت رجلا ومتحولة جنسيًا!

 الغريب فى الأمر أن صاحب الروح الحلوة حقًا سواء رجلا أو سيدة .. من المستحيل أن نراه قبيحا ونجلس لنبرر له .. أو نحاول  تجميلهبمبررات !

 فى كل الأحوال جمال الشكل يزول مع الزمن وسطحى وكل تلك الحقائق ولكن.. بالفعل إذا كان الشخص جميل الروح فسينطبع هذا على شكله الخارجى بدون شك .. 

 مثل قيس وليلى ! هل رأيتم صورة ليلى التى جُن بها قيس وكتب فيها أشعار الحب والهيام ؟! ولم تر عبلة يقينًا أو جولييت مثلاً لا أحد يحب شكلا ربما يرغب فيه ولكن كلنا .. نحب الروح .

وتؤكد لنا الدكتورة عزة كريم أستاذ علم الاجتماع بجامعة المنوفية أن هذا الموضوع يطرح قضية مهمة وهى العلاقة بين الشكل  والمضمون.. أيهما أفضل ؟!

أحيانا  ينعكس الشكل على المضمون وأحيانا ينعكس المضمون على الشكل، لكن بالنسبة لحلاوة الروح فنحن نقول دائما «الكتاب بيبان من عنوانه» أو عندما تتحدث عن البشر، فالقضية تختلف كثيراً، لأن الروح هى مضمون الشخص، فممكن تكون سيدة غاية فى الجمال، ولكن تصرفاتها أو طريقة حديثها غير لائقة فنقول وقتها: «تغور بحلاوتها»، لكن نحن شعب «مبرراتي» فعندما نرى سيدة أو فتاة تفتقر الجمال نبرر فنقول «روحها  حلوة».

نحن كبشر نحب أن ننظر للجمال، ولكن بحب أن نعرف كيف يستمر الجمال ونظل نراه جميلا يجب أيضا أن يكون المضمون جميل فلو كان المضمون  سيئا سنكره الجمال وقتها .. 

 المضمون أهم لأنه يعكس صفاتا وقيما أخلاقا وروحا طيبة لذا لا داعى للتبرير .