السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان
وصمة الدولة المدنية

وصمة الدولة المدنية

هل نداويها بالتى كانت هى الداء؟ أم نداويها بالذى هو العلاج؟ هل نستمر فى بلبعة المسكنات ذات الصبغة الدينية؟ أم نتوقف عن التسكين ونسعى إلى العلاج الجذرى؟ هل نقول أن احتكار اسطوانات الأكسجين والمغالاة فى أسعارها حرام؟ أم نعاقب المحتكر والمغالى بالقانون؟ هل نعلن أن تخزين أدوية كورونا من كبائر الذنوب؟ أم يعاقب من يقدم على ذلك بالقانون؟ هل نبرئ ساحتنا المدنية أمام المواطنيين فنؤكد لهم أن الغرامات المطبقة على مخالفى إجراءات كورونا جائزة شرعًا؟ أم ننشر فكر المواطنة والمساءلة ونصحح مفهوم الحرية الشخصية الذى  إن تعارض وسلامة الآخرين يصبح تعديًا وبلطجة؟ هل يحتاج من يخشى على نفسه من خطر العدوى بكورونا المستجد أن يحصل على موافقة دار الإفتاء بالتغيب عن صلاة الجمعة؟ أم يحتكم لصوت العقل والمنطق؟ هل تحذير الناس من تلقى علاجات وصفات علاجية لكورونا يحتاج تدخل مشايخنا الأجلاء بالرأى الفقهى؟ أم يحتاج ذراعين: الأولى تحصين الناس ضد الجهل والشعوذة والثانية تطبيق عقوبة قانونية صارمة على من يظن نفسه طبيبًا وهو ليس كذلك؟ هل تلقى لقاح يقينا شرور كورونا من عدمه يحتاج الرأى الفقهى لفضيلتى الإمام الأكبر ومفتى الديار المصرية؟ أم يحتاج الرأى الطبى لأساتذة الفيروسات وخبراء الأوبئة؟ هل التعامل مع ظاهرة التخلص من الكمامات المستخدمة بإلقائها فى الشارع يحتاج فتوى من دار الإفتاء بأن هذا حرام شرعا؟ أم تحتاج «عسكرى» يحرر مخالفة قذارة واستهتار؟ هل إصرار المصاب بكورونا على صلاة الجماعة فى المسجد تنتظر رأى المفتيين ليخبرونا إنها حرام شرعًا؟ أم تنتظر إخضاع هذا الشخص لكشف للتأكُّد من قواه العقلية؟ هل من يشعر بالحرج حين يمد أحدهم يده للسلام أو «بوزه» للتقبيل يحتاج فتوى تخبره ألا داعى للحرج وأنه لا مانع من الامتناع عن السلام والتقبيل اتقاء لشرور الفيروس؟ أم يحتاج تعديل مسار الثقافة لإعلاء قواعد الصحة والوقاية على البوس والأحضان؟ هل ماسبق يعنى محاربة الدين والمتدينين؟ أم يعنى محاربة الإصرار على إقحام رجال الدين فيما لاعلاقة له بالدين؟ هل القول بأن من تخصص فى علوم الدين ودرس الفقه وأتقن التفسير لا يصح أن يتدخل فى علوم الفيروسات وأولويات اللقاحات وتركيبة الدواء فيه تعد على الدين أو تقليل من شأن العلماء الأجلاء الأفاضل؟ أم إنه حماية لمكانة الدين وهيبته لا سيما وأن الله تعالى أمرنا بالبحث والتقصى والتفكر وتدبر شئون حياتنا بالعلم والاجتهاد واستخدام العقل لا الإذن فقط؟ للعلم فإن هذا الفصل بين الاختصاصات هو احترام وتبجيل لرجال الدين الذين تم إقحامهم فى مسائل دخول الحمام والخروج منه وركوب الطائرة والنزول ومنها وتلقى اللقاح والعلاج من الفيروس حيث تضارب الاختصاصات قد يؤدى إلى دولة من «آيات الله» نحن فى غنى عنها. بيننا كثيرون يظنون أن «الدولة المدنية» شبهة ووصمة.