الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان
الحياة الحلوة

الحياة الحلوة

عندما قررت يوماً إصدار مجلة ترفيهية تحمل إسم 24 ساعة ، إقترح على صديق العمر  ورفيق الدرب الكاتب المبدع رؤوف توفيق ، وهبه الله الصحة وأطال فى عمره أن أضيف عبارة من الحياة الحلوة لتكون 24 ساعة من الحياة الحلوة تيمناً بفيلم الحياة الحلوة للمخرج الإيطالى العبقرى فيديريكو فيللينى  الذى  يصادف يوم 20 يناير الذكرى المئوية لميلاده ، وهو عمل حقق نجاحا مذهلا و يُعد من التحف الخالدة فى تاريخ السينما العالمية. فيلم «الحياة الحلوة»  يمثل نقلة حقيقية فى مسيرة هذا المبدع فى مرحلة نضوجه فى سن الأربعين على صعيد الشكل و المضمون، رسخت إسم فيللينى مبدعاً .



فيلم يلخص حلم المخرج، عندما تزور نجمة هوليودية مشهورة «الممثلة أنيتا إكبرج» ويتعرف عليها صحافى «مارشيلو ماسترويانى» فيأخذها فى جولة بالمدينة حتى تجد قطة جائعة فتصر على شراء حليب لها، وما أن يذهب الصحافى لشراء الحليب ويعود، يفاجأ بها فى بركة «الأمانى»، فتدعوه ليغرق بالماء.. ويطاوعها فيذهب ببدلته الرسمية ويمرر يده على قسمات وجهها متحسسًا جمالًا ربانيًا لم ير مثله من قبل فيقول لها: «أنت أول امرأة خلقت فى هذا العالم، أنت الحبيبة والزوجة والعشيقة والأم والأخت.. أنت الأرض»، وهى تقوم بتقطير حبات المياه فوق رأسه وكأنها تعمده، فيجسدان بذلك صورًا جمالية لمشهد محورى يجسد حالة الأمانى الضائعة التى تعيشها شخصيات الفيلم تحت أقدام تماثيل تعبر عن الحب المطلق.

المشهد أحد المشاهد الخالدة فى السينما الإيطالية والعالمية. فاز الفيلم بالسعفة الذهبية لمهرجان «كان» والأوسكار عن الأزياء، وترسخت مكانته كواحد من أعظم الإنجازات فى تاريخ السينما.

ولد فيللينى فى مدينة ريمينى، وأبدى اهتمامًا بالفن المسرحى والدراما منذ سن مبكرة، صنع ملابس للدمى حيث وضع عروضًا صغيرة (عروض حجرة) للدمى.

تلقى فيللينى تعليمه الابتدائى فى مدرسة الدير، وفى أوقات فراغه كان يقرأ الكاريكاتير ويرسم الصور منه، كان البطل المفضل للمخرج «نيمو الصغير» من رواية الغرافيك للأمريكى وينسور ماكاى. ظل السيرك يُخيّم على مشاعر فيللينى، منذ لحظة معرفته به، حتى حاول الهروب أكثر من مرة مع فرقة السيرك، وفى أواخر الثلاثينيات من القرن العشرين، انتقل إلى روما، والتحق بكلية الحقوق بجامعة روما نزولًا عند رغبة والديه، وتأجلت خدمته فى جيش موسولينى. وفى الأربعينيات، افتتح وأصدقاؤه استوديو الفن «وجه مضحك».

تمكن فيللينى من العمل صحفيًا، ومؤلفًا للقصص، وكاتبًا للسيناريو.

تأثر فى بداية حياته المهنية بحركة الواقعية الجديدة، ومن خلالها طوّر أساليب مميزة، فأضاف شكلًا جديدًا إلى قاموس السينما. تمتلئ أفلامه بالعاطلين والمشردين والمجرمين والقديسين والأمهات والمنبوذين. كان يُسلط الضوء على من هم أكبر من الحياة أو من يبحثون عن معنى الحياة فى لوحات مصورة وزوايا كاميرا تقدم سينما رائعة. وصار جزءًا لا يتجزأ من ضمير إيطاليا المعاصرة.