الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان
الحياة والموت

الحياة والموت

بمجرد ذكر كلمة الموت يشعر الناس بالانقباض ويردون بعبارة «بعيد الشر» أو «بعيد عننا وعن السامعين» أو «يديك طول العمر».



الكل يخاف الموت وهذا طبيعى فالناس عدو ما تجهله.. أنا شخصيًا ليست لدى مشكلة مع الموت على الإطلاق.. ربما لأنى تعرفت عليه عن قرب.. أنا فقط أخاف على فراق من أحبهم ما دمت على الأرض.. وإن كنت أعلم علم اليقين وعلم مجرب أن من يتركوننا يذهبون إلى مكان أفضل.

الكوفيد أو الكورونا هذا الفيروس المقيم بيننا جعلنا كل يوم نقرأ أخبار وفيات، فى أسبوع واحد فقدنا وحيد حامد، حاتم على، هادى الجيار هذه  هى الأسماء حتى كتابة المقال، وحتى يحين موعد نشره، ربما ستضيفون أسماء أخرى إذا ما استمر الوضع على هذه الوتيرة.. أتحدث عن المشاهيرالذين نعرفهم جميعًا وهو أمر عام، أما الخاص فعند كل واحد فينا حكايات وأسماء حدث ولا حرج.

مع تكاثر أعداد المنتقلين إلى حياة أفضل يومًا بعد يوم هناك سؤال كانت تردده صديقة لى دون توقف بعد وفاة والدها الذى كانت شديدة التعلق به.. ما الذى يحدث له بعد الموت؟

الناس فى النظرة للموت نوعان: نوع ينظر إلى الجسد ويؤمن أنه فانٍ، وأن من يموت يصبح هو والأرض سواءً عندما يتحلل جسده.. وهذا عمليًا صحيح، فالجسد مجرد وعاء عندما ينتهى دوره فى الدنيا.. يفنى ويختفى.

هذا النوع يفكر فى هذه الجزئية فقط.. دون تف كير فى الروح وكأن الجسد والروح تكوين واحد.

والنوع الثانى وأنا منهم هو المؤمن أننا عبارة   عن أرواح.. تزور الأرض تسكن أجسادًا ثم تعود من حيث أتت لترتاح راحة أبدية.. بعد عذاب الأرض وأهلها.

إذا ما صدقنا أننا على الأرض فى رحلة.. مجرد رحلة.. تطول أو تقصر عندما يقترب منا الموت لا يجب أن نخاف بل نتاكد أننا نذهب إلى مكان أفضل.

طبعًا من السهل أن نقول كلامًا كهذا على الورق.. وسهل للبعض مثلى مثلًا أن أقول هذا عندما أتحدث عن نفسى ولكن لا أحد يستطيع تقبل فكرة كهذه ومجرد التفكير باحتمالية هذا - لمن نحب أبعد الله عنكم وعنا كل تجارب بعد وفراق - من الممكن أن تملأ القلوب رعبًا.. لذا من نعم الله علينا إننا لا نعرف موعد وفاتنا ولا نعلم من يموت قبل من.

موضوع مقبض؟ ربما ولكن الموت فعلًا أصبح يحيط بنا من كل ناحية ويفرض علينا مواجهته غصبًا عنا.

ولأنى شخص متفائل، لا أحب الموضوعات المقبضة سأستغل كثرة الموت لأذكركم أن تعيشوا.

ارتدوا ملابسكم الجديدة.. افعلوا كل الأشياء المؤجلة التى تقولون لأنفسكم سأفعلها يومًا ما..لا تحبسوا كلامًا فى قلوبكم.. قولوا لمن تحبونهم أنكم تحبونهم.. احضنوا أحباءكم وأولادكم (مع الاحتراس من الكورونا).. سامحوا من أساءوا لكم.. ابتسموا كثيرًا.. لا تضنوا على أحد بشىء..صححوا أخطاءكم.. اعتذروا.

لا تكونوا على قيد الحياة فقط.. بل عيشوا..فالحياة أقصر من أحلامنا.