الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

الشتاء.. فصل الاكتئاب والحب!

يأتى فصل الشتاء بصوت فيروز الدافئ ونسماته العطرة والهادئة، ويعلن عن وجوده بقطرات المطر، وهناك من يتخذه بداية لفصل الكآبة والحزن وعلى النقيض يجد آخرون الشتاء بداية الرومانسية والتعبير عن الحب والسلام والسكينة.



الشتاء فصل له مميزات تجعله مختلفًا عن غيره من الفصول، ولهذا يقع الكثيرون فى حبه بدون إدراك منهم، ويقعون فى الحب من خلال تلك التفاصيل التى تجلب لهم الراحة والسرور، بينما يدخل آخرون مراحل اكتئاب شديدة فى هذا الفصل اللغز .

 

بمجرد لملمة فصل الصيف أوراقه، وظهور تباشيرالخريف يبدأ الواقعون فى حب فصل الشتاء بإطلاق صيحات الفرحة والانبهار.

فحسب الدراسات هناك علاقة كبيرة بين الحالة الجوية والحالة النفسية .

وبالنسبة للبعض، كما تقول الدراسات فهو فصل عذوبة المشاعر والإحساس، حيث تتولد العاطفة الدافئة التى تنشط خلايا المخ وتنشط الخيال والقدرة على الإبداع، وهو ما يقود إلى حالة من الرومانسية أو الإبداع أو الابتكار على جميع المستويات.

برودة الشتاء عند بعض النساء يزيد من فسيولوجية وسيكولوجية المرأة وتجدها دائما تسعى إلى الحب والود وتزداد رغبتها فى الرومانسية والحنان، فنجد أن عاطفة المرأة فى فصل الشتاء تكون أقوى.

أما أغلب الرجال، فهم أهدأ فى فصل الشتاء، وأكثر تفاعلاً من الناحية الاجتماعية بعكس فصل الصيف الذى يكون فيه الرجل أكثر انطلاقًا وأنانية وحبًا للسفر.

كثير من الفتيات ينتظرن فصل الشتاء حتى تعاودهن ذكريات الحب الأول إلا أنه رغم ارتباط  الشتاء بكثير من قصص الحب؛ فإن الأطباء النفسيين يحذرون من الاكتئاب الشديد لدى أخريات خصوصًا مع  بداية انخفاض درجات الحرارة- حيث الغيوم والنهار القصير.

لم توضح الدراسات أسباب التباين فى المشاعر بالنسبة للشتاء لدى البشر، لكنها تؤكد أن  «بعض الناس المهيئين جينيًّا للإصابة بالاكتئاب لديهم مرونة أكثر فيما يتعلق بالقدرة على مقاومته، ما من شأنه أن يساعد على فهم العوامل التى قد تمنع الإصابة به».

وفى عينة بحث شملت 23 متطوعًا (13 فتاة و10 ذكور) تتراوح أعمارهم بين 20 و32 عامًا.

خضع المتطوعون لنوعين من «مسح الدماغ» مرتين فى الشتاء بهدف قياس مستويات هرمون «السيروتونين» فى الدماغ.

وتوصل الباحثون إلى أن بعض الأشخاص الذين  ُيتوقع إصابتهم بـ«الاضطراب الموسمى العاطفى« بسبب امتلاكهم الجينات المسببة له، تحكموا فى كمية نقل «السيروتونين»، ما يعنى قدرتهم على تنظيم كميته التى تفرزها أدمغتهم، وبالتالى يجعل التحكم فى الاكتئاب أكثر مرونة.

ووجدت الدراسة أن النساء اللاتى لديهن مرونةتساعدهن على التحكم فى هذا الاضطراب  يعملن على تنظيم «السيروتونين» فى الدماغ، بحيث يتم ضخه بشكل أكثر فى فصل الشتاء بمعدلات أكبر من الرجال، وهذا يعنى أن مستويات السيروتونين بقيت دون تغيُّر خلال الانتقال بين الفصول، وذلك على الرغم من أن الاضطراب العاطفى الموسمى عادةً ما يؤثر على النساء (بصورة عامة) أكثر، مقارنة بالرجال.

وبشكل عام، حافظ الأشخاص الذين يتمتعون بمرونة نفسية وبيولوجية على مستوى «السيروتونين» نفسه عبر الفصول، مما كوَّن لديهم مقاومةً لأعراض المرض.

وانتهى الباحثون إلى أن الأشخاص ذوى الاستعداد العصابى العالى أكثر عرضةً للإصابة بـ«الاضطرابات العاطفية الموسمية» عند مواجهتهم ظروف الحياة أو التغيرات البيئية الصعبة.

وأشارت دراسات أخرى إلى أن الأشخاص الذين يعملون بـ«وقت متناوب» بين الليل والنهار أكثر عرضةً للإصابة بأعراض «الاضطراب العاطفى الموسمى».

وأظهرت نتائج دراسات أجريت وجود علاقة بين العُصابية و«الاضطرابات العاطفية الموسمية»؛ إذ إن الأشخاص ذوى الدرجات العصابية الأعلى كانوا أكثر عرضةً للإبلاغ عن تعرضهم لتغيرات خفيفة أو معتدلة فى مزاجهم وسلوكهم، وأن المصابين بـ«الاضطرابات العاطفية الموسمية» أو اكتئاب الشتاء يُظهرون ميلًا للتأقلم مع معاناتهم من خلال تجنُّب التفاعل مع الآخرين، والإفراط فى الأكل أو الهروب إلى مشاهدة التليفزيون أو النوم لفترات طويلة.

ولمواجهة اكتئاب الشتاء ينصح بالتنزه فى ضوء النهار لمدة نصف ساعة يومياً؛ إذ يساعد ضوء النهار على إفراز هرمون السعادة «السيروتونين»، الذى يعمل على تنشيط الجسم وتحسين المزاج.