الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

أفلام أثارت جدلا

«Limbo».. أحلام الفن والهوية والحياة

مشهد من فيلم ليمبو
مشهد من فيلم ليمبو

عازف سورى، أجبرته ظروف الحرب على الابتعاد عن أسرته، فاتجه إلى إحدى قرى أسكتلندا، معزولا هو ومجموعة من الشباب من دول مختلفة، ولكن جمعهم نفس الظرف، ينتظرون البت فى طلبهم اللجوء السياسى الذى قدموه، منتظرين الحلم وجنة اللجوء.



الفيلم يبدأ بالشاب السورى «عُمر» فى إحدى جلسات التأهيل والتعايش للاندماج فى المجتمع الجديد، لديه إصابة فى يده وجبيرة تمنعه من العزف على العود الخاص به، ورغم هذا لا يتخلى عن العود ويحمله معه فى كل مكان يسير به كأنه أصبح هويته فى بلد غريب ليس له أى هوية أخرى سواه، عمر يتواصل مع أسرته الهاربة إلى تركيا، ويؤنبه والده طوال الوقت لتوقفه عن العزف، ويذكره بأن الطائر الذى لا يغنى ميت.

العود هو صوت عمر وهويته، وعدم قدرته على العزف ارتبطت بشعوره بالتيه والغربة وعدم التحقق، وكل ذلك التخبط الذى عكسه بأداء أكثر من رائع النجم أمير المصرى، تائه يحاول الاهتمام بأسرته وهو عاجز عن الاهتمام بنفسه، يحاول التعايش مع  زملاء سكنه الذى يعانى كل منهم التخبط والبؤس، باحثين عن أى أمل فصديقه الباكستانى الذى كل حلمه أن يرتدى بدلة ويسير بها دون الخوف من دوريات الشرطة، وأن يتناول قهوته فى مكان عام، والآخر الذى يحلم بأن يصبح نجم كرة قدم، رغم أن عمره أصبح غير ملائم ولكنه ليس لديه سوى الحلم.

كل هذه الآلام والمشاعر ترجمها المخرج بمشاهد صامتة أحيانا، خاصة لحظات تخبط عمر وانزوائه فى أحد أركان غرفته وهو يتذكر أسرته أثناء مشاهدة فيديو يجمعه بهم.

فيلم Limbo رغم تلك الحالة من الألم والتخبط يحمل لمحة كوميدية تخفف وطأة المعاناة على المتفرج، وذلك مع طرحه لمشكلة تواجهها عدد من الأسر السورية التى تفرقت بعد الحرب وتناولها المخرج بن شاروك باستغراق شديد وتفهُم للوضع والألم.

أداء النجم أمير المصرى، بارقة أمل، ويؤكد أن طريق الفنانين المصريين للعالمية ما زال مفتوحا ما دامت الموهبة والفرصة متاحة، ويبدو أن أمير أجاد استغلال تلك الفرص واجتهد بشكل واضح.