الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

عادل العسومى: خط السيسى الأحمر أعاد ترتيب الأمور فى ليبيا

التحديات التى تشهدها المنطقة العربية فى المرحلة الراهنة، ودور العمل العربى المشترك فى مواجهة الأطماع التركية والإيرانية، والدور المصرى المحورى فى دعم ومساندة القضايا العربية والعمل على تسويتها كانت أبرز القضايا التى ناقشتها «صباح الخير» مع رئيس البرلمان العربى عادل العسومى الذى فاز مؤخرًا برئاسته بالتزكية.



 

• فى البداية كيف يمكن قراءة المشهد السياسى العربى الراهن؟

 - مما لا شك فيه أن هناك العديد من التحديات التى تواجه منطقتنا العربية نتيجة النزاعات والانقسامات والتدخلات الأجنبية التى تشهدها أراضى بعض الدول العربية مثل اليمن وسوريا وليبيا، وهذا يعكس مدى المسئولية التى تقع على عاتقنا منذ الوهلة الأولى لتولينا لمنصب رئيس البرلمان العربي، ولكن ثقتنا الدائمة بأننا أمة عربية قادرة على تجاوز كافة المحن والأزمات والتحديات يؤكد لى أننا سوف نسترد قوتنا فى القريب العاجل.

وبدوره، سوف يبذل البرلمان العربى قصارى جهده لتحقيق الأهداف التى تم تأسيسه من أجلها وتحقيق دوره فى حماية مصالح الأمة العربية وتلبية تطلعات شعوبها. 

• ماذا عن الدور الذى تطمح لتحقيقه كرئيس للبرلمان العربى؟

- يظل البرلمان العربى صوت وضمير الأمة العربية، والمعبر عن آمالها وتحدياتها، فنحن فى البرلمان العربى لدينا دور كبير من أجله تم تأسيس هذا الكيان العربى، وسوف نعمل جميعًا خلال المرحلة القادمة على تعزيز وترسيخ هذا الدور فى إطار منظومة العمل العربى المشترك، بالإضافة إلى تفعيل هذا الدور  إقليميًا ودوليًا، ووضع خطة عمل تُمكّن البرلمان العربى من القيام بدور فاعل فى ضوء ما تشهده الدول العربية فى الوقت الراهن من تحديات.

• ما تقييمكم للجهود المبذولة لحل الأزمة الليبية فى ضوء التطورات التى شهدتها؟

 - فى هذا الشأن تحديدًا، ينبغى أن نشيد جميعًا بدور القيادة السياسية المصرية بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسى لجهوده المخلصة التى يبذلها من أجل التوصل إلى تسوية سياسية نهائية للأزمة الليبية. وقد كان تأكيده أن ليبيا تعد خطًا أحمر، خطوة مهمة على الأشقاء فى ليبيا أن يدركوا معناها ويعملوا عليها لتوحيد كلمتهم والتصدى بكل حزم وقوة لكافة المحاولات التى تستهدف النيل من مقدرات الشعب الليبى وتهديد وحدته الوطنية.

• وعلى صعيد التطور الذى شهده السودان الشقيق فى ضوء اتفاق جوبا؟

- استطاع السودان بفضل التوافق وتقريب وجهات النظر بين أطرافه وفى ضوء الجهود العربية الداعمة له أن يحقق خطوة نحو الأمام فى مسار تحقيق أمنه واستقراره، ومما لا شك فيه أننا جميعًا لن نتوانى عن تقديم كافة أوجه المساعدة والدعم للسودان وشعبه، وعلينا أن ندرك مدى صعوبة المرحلة التى يمر بها، والتى تحتم علينا تضافر الجهود وتحمل الجميع مسئولياته، سواء إذا تحدثنا عن الأطراف الداخلية أو الدول العربية أو جامعة الدول العربية، فهدفنا النهائى هو تحقيق الأمن والسلام والاستقرار للسودان، وأن يعود مرة أخرى كفاعل قوى فى محيطه العربى والإقليمى وكذلك على المستوى الدولى.

 • التدخلات الخارجية فى الشئون الداخلية للدول العربية لا تزال مصدر خطر.. ماذا عن دور البرلمان العربى فى هذا السياق؟ 

- هناك خطر داهم يهدد الأمة العربية، فهناك من يسعى للتدخل فى الشئون الداخلية لدولنا العربية وفرض سيطرته عليها وتسيير شئونها لتحقيق أغراض ومصالح خبيثة، وأخص بالذكر هنا التدخلات الإيرانية والتركية،  فهذه الدول تسعى إلى نشر الفوضى والفتنة، سواء بين الدول العربية أو بين أبناء الوطن الواحد، لتحقيق أطماعها التوسعية. ولكن نحن لن نتوانى عن التصدى لهذه التدخلات وسنبذل قصارى جهودنا لإحباط مخططاتها. ففى الوقت الذى تشهد بعض الدول العربية توترًا وتدهورًا فى أوضاعها الداخلية، تظل هناك أيضًا دول عربية قوية وشجاعة وقادرة، وهى بمثابة خط الدفاع ضد هذه التدخلات الأجنبية. ولعل خير مثال على ذلك هو كلمة الحسم التى أعلنها الرئيس عبد الفتاح السيسى إزاء القضية الليبية، وأيضًا موقف كل من المملكة العربية السعودية والإمارات والبحرين إزاء الأزمة اليمنية. على صعيد آخر، من المهم أن نتحرك دوليًا لفضح الأغراض والمخططات التركية والإيرانية التى تهدد استقرار وسلام وأمن دولنا العربية.

• وماذا عن الموقف العربى من تطورات الأزمة اليمنية؟

- فى ظل التدخلات الإيرانية فى الشأن اليمنى لتحقيق أطماعها من خلال دعمها لميليشيا الحوثى الانقلابية بكافة السبل لاستمرار الصراع على الأراضى اليمنية و تهديد أمن و استقرار اليمن ودول الجوار، يبدو جليًا مدى الخطر الذى يحدق بمصير هذه الدولة وشعبها، ولا شك أن استمرار الصراع يوفر المناخ لتحقيق أطماعها الخبيثة، ودورنا كبرلمان عربى هو العمل على كشف وفضح هذه المخططات أمام العالم ومواجهتها بحزم.

• وكيف ترى الجهود المبذولة لتحقيق المصالحة الوطنية الفلسطينية؟

- ما تشهده القضية الفلسطينية حاليًا من حوار جاد لتحقيق المصالحة بين الأشقاء فى فلسطين خطوة مهمة لطالما ناشدنا لتحقيقها، فتحقيق المصالحة الفلسطينية يمثل أولوية ملحة لتوحيد كلمة الفلسطينيين. وبدوره، سوف يواصل البرلمان العربى جهوده التى يقوم بها منذ تأسيسه تجاه القضية الفلسطينية لدعمها وتحقيق الحل العادل الشامل بإقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس.