السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

إسعاد يونس فى صالون صباح الخير عرفت أصالح نفسى ولقيت السعادة فى العطاء

كتبها وأعدها للنشر: مصطفى عرام



 

فى صالون صباح الخير حكت إسعاد يونس عن كواليس وعوامل نجاح برنامجها الجماهيرى الذى أعاد المصريين للزمن الجميل. وقالت أن فكرة برنامج «صاحبة السعادة» كانت نتاج تفكير ومناقشات امتدت لفترة طويلة، رفضت خلالها عروضًا لتقديم برامج سياسية.

وبعد مراجعة وتفكير عميق قررت إسعاد كما قالت أن تخاطب جمهور «حزب الكنبة» على حسب تعبيرها؛ لأن هؤلاء هم من يمتلكون فى أعماقهم الهوية المصرية وحافظوا عليها رغم الإضطراب الإجتماعى الذى حدث فى فترة ما.. فكانت فكرة برنامج «صاحبة السعادة».

وأضافت صاحبة السعادة إنها تفضل العمل بطريقة الورشة مع الشباب الأصغر سنا؛ لأنهم كما قالت أكثر إطلاعًا ودراية بكل المستجدات. ولفتت إلى أنها تشجع كل ما هو مصرى، فكانت حملة تشجيع الصناعة المصرية من خلال برنامجها, إضافة إلى حلقات أخرى أرادت فيها تذكير الأجيال الجديدة بعراقة شعب وحضارة هى الأقدم فى العالم.

 

حكت إسعاد يونس عن كيف بدأت مسيرتها الفنية والإذاعية وقالت إنها لا تهوى الملابس غالية الثمن رغم قدرتها على شرائها وأنها تفضل التنوع فى الملابس البسيطة، مؤكدة أنها لا ترتدى باروكة كما يظن البعض.

وحضرت صالون صباح الخير مع صاحبة السعادة ابنتها نورها حتى وصفتها إسعاد قائلة: «نورهان.. ابنتى.. بكرية حياتى، ما اعرفش اتحرك من غيرها، فهى عكازى وذراعى وكل حاجة، وهى أم من 5 سنين».

• ماذا حدث للمصريين خلال 30 عامًا مضت ليتغيروا؟ 

- حدثت لنا جميع «رجة» أو هزة شديدة، وهنا سأتحدث عن نفسى ولماذا فكرت فى ذلك بشكل شخصي، لأننى كنت أرغب فى إنقاذ نفسى مبدئيا، لأننى انتابتنى حالة أشبه بفقدان الذاكرة، فقد نسيت ماذا قرأت من قبل، و«نسيت أنا كنت عايشة إزاي»، ونسيت قناعاتى وما كنت أعتقد فيه، «لأن فيه حاجات كنت مصدقاها واتضح أنها مش حقيقية»، ومقولات كثيرة كنا نرددها «وطلعت أى كلام».

وهناك من عبثوا فى أجندة ذكرياتنا، فاختلطت الأمور، فبدأت أتساءل «هو أنا كنت صح ولا غلط؟، هو مش كان فيه أسلحة فاسدة فى 48» فمثل هذه الأمور دفعتنى لمراجعة كل ما مضى من قناعاتى لأعرف «أنا كنت فين.. وعاوزه أسمك فى إيه قوى عشان أكمل.. لأنى مش عايزة أكمل بالشكل دا».

قبل برنامج «صاحبة السعادة» ظلت لمدة 5 أو ست سنوات، فى كل شهر رمضان تأتينى عروض لقراءة مقالاتى، أو أن أقدم برنامجا سياسيا ساخرا، لكن لم أحب هذا الشكل أو هذه الصيغة، ودائما كنت أقول «المقالات بتتقرى بالعين مش بالفم، يعنى ما ينفعش تقعد تقرأها تانى»، «أنا كنت عاوزه أكلم الناس».

صباح الخير: من الذى تعرض أكثر لاضطراب الهوية الفترات الماضية؟

صاحبة السعادة: أعتقد أنهم الجيل الأصغر أى الشباب، فهؤلاء هم من  هاجموا القديم وظهرت موجة وقتها لمهاجمة كل الكبار فى جميع المجالات والـ«سوشيال ميديا هى الأخرى ساهمت وضللت كثيرين، لكن من كان لديه ميزان، استطاع أن يحدد ما الذى يحتفظ به وما الذى يقبله من الجديد.

ولذلك رأيت أن «حزب الكنبة» كانوا  هم رصيدى فى الملف الذى فتحته فى برنامجي.

صباح الخير: لذلك كان هدف البرنامج استعادة هؤلاء؟

صاحبة السعادة: الهدف كان استعادة هذه الهوية من خلال هؤلاء، وذلك فى وقت تشعر فيه بتراجع كل شىء إلى درجة الـ«ولا حاجة»، وثقافات أخرى تدفعك لمهاجمة بلدك كأنك بلا أصل وبلا جذور.

أضافت: «احنا اتساقنا إلى الإرهاب العنصرى بيننا وبين بعضنا، والسبب هو الـ«سوشيال ميديا»، وفجأة أصبح صوت ضمير كل هؤلاء الناس مسموعا، وكل ما يقال على المقاهى أصبح مسموعا فى المايكروفونات، مثل هذه الحالة سببت لنا «ارتجاج».. «فاحنا عمرنا ما كنا كدا».

سبب «الرجة» أو الهزة أن كل واحد «لقى فى إيده مايكروفون.. ولقى سماعة.. ولما بيكتب استيتوس أو منشور على السوشيال ميديا.. فبييجى له كومتس.. زى مثلا يقولك.. أنا شتمت إسعاد يونس.. ويبدأ أصحابه يؤيدوه وهييه» وكلها انتصارات وهمية.

صباح الخير: هل نحن المجتمعات الوحيدة فى العالم التى تستخدم الـ«سوشيال ميديا» خطأ؟

- صاحبة السعادة: لا أعتقد ذلك فالحالة ليست مقصورة علينا، بل موجودة فى جميع المجتمعات، بل كل العالم، فمثلا الرئيس الأمريكى «ترامب» كان يكتب أى «تويتة» أو تغريدة وعليك أن تتابع التعليقات عليها، فيها كل شىء «هلس.. وعبط ورخامة.. ووو».

صباح الخير: هل نحن المجتمع الذى أثرت فيه الـ«سوشيال ميديا» بشكل أكبر؟

صاحبة السعادة: نحن سريعو التأثر ببعضنا، لكن العالم حولنا لا يتأثر إلى هذه الدرجة، إضافة إلى ظهور من أصبح له رأى فى كل شىء حتى لو كان مش فاهم، وبقى يكتب إيه ده على السوشيال ميديا.

صباح الخير: هل هذا معناه أن الرأى غير محدد أو أن فئات كثيرة لديها رأى هى غير مقتنعة به فعلا، أو ليس لديها رأى أساسا؟

صباح السعادة: كثيرون عاشوا سنين طويلة وليس لديهم رأى فى أمور عديدة، هم كانوا غير متابعين أساسا أو غير مهتمين، لكن الفكرة أننا لدينا صفة «السخرية» فنحن نسخر من أى شىء، و«نتريق على أى حد.. وأنت مش قاصد على فكرة.. فتأخذك التريقة والإفيه» وهى ظاهرة عامة في الشعب المصرى كله، وهذا شكل اتجاهات من الذى عنده الحقيقية وتحول هذا إلى سخرية مزيفة فى غير محلها، أصبح طول عمرنا كدا.. بس مافيش حاجة اتكبرت كدا قوى زى الأيام اللى فاتت»، لكن لو نظرت ستجد الميل إلى السخرية هناك من رأى أنه يتحقق لما ينتقد شخصية كبيرة أو يتطاول على مسئول، وهو تحقق زائف.

بدليل أنك لو قابلك هذا الشخص المتطاول فى الشارع، فلن تجده بنفس الطباع التى يعبر بها عن نفسه خلف الشاشات، وهو نفس الشخص اللى يجلس طوال الليل أمام الكيبورد «يفتي» ليس هو نفسه الشخص الذى تقابله فى الشارع.

فهو متقمص دورا أو صفة شخص آخر، لكن فى الواقع إذا قابلته ستجده مهذبا صاحب ذوق وأدب جم مثل أى إنسان طبيعي، يخشى ربه ويخشى الناس.. أى يوجد حياء غير موجود على لـ«سوشيال ميديا» من نفس الناس.

صباح الخير: من أين جاء هذا التناقض؟

صاحبة السعادة: حاولت أتقصى وراء ذلك من خلال التعليقات «الكومنتات» الخارجة أو الغريبة، فأذهب لصفحة الشخص وأتفحصها من بدايتها خصوصا لو كان شخصية عامة، فأجد أنه لا يشبه «الكومنت» أو التعليق الذى كتبه، فلم أتوصل لحل. منذ فترة قليلة قرأت «تويتة» أو تغريدة لأحد الأشخاص باسم «سامى فهمي» وفى البروفايل واضع صورة للفنان المصرى سامى فهمى بطل مسلسل  «ميزو» وكاتب «انتوا ازي تشتموا فلان الفلانى اللى فى تركيا.. وتقولوا عليه إن هو خاين.. والله دا راجل عظيم وفنان عظيم وانتوا اللى واللي.. ونازل شتيمة فى الناس دفاعا عن شخص..» فأنا لنفسى «لا يمكن دا سامى فهمى خالص.. فروحت على صفحته.. لقيت سامى فهمى كاتب بيان طويل.. يابنى انت مش سامى فهمى حاطط صورتى ليه.. ومفترى على بمقولة.. وأنا كـ«إسعاد» اتشتمت فى الموضوع، لأن الراجل دا جبناه فى حلقة «ميزو» فالبوست أصبح كـ «البلونة»، ولما بحثت عنه وجد أنه «واحد اسمه سامى خليل فهمى.. صاحب شركة دعاية» بعيدًا عن مجال عمل سامى فهمى.

لكن سامى فهمى رجل عاش فى أمريكا 30 سنة، ويمتلك مطاعم، وأطلقوا عليه هناك «العمدة المصرى»، وكان يساعد الشباب التى تذهب إلى هناك، وعاد إلى مصر لأنه يريد أن  يستمتع بالحياة هنا، لأنى لما سألته فى البرنامج «انت إيه اللى رجعك؟»،  فقال لى «أنا عاوز أعيش العهد دا، عاوز أقعد هنا فى عهد الرئيس السيسى وعاوز أشوف الكبارى وأشوف البلد بقى شكلها حلو».

فذلك الشخص يدعى أنه سامى فهمى لو لم تتقص وراءه.. لصدقت أنه سامى فهمى الذى نعرفه، ولأصبح متهمًا فى شيء لا علاقة له به.

صباح الخير: غالبية دول العالم وضعت قوانين للتحكم  فى الـ« سوشيال ميديا » فى حين هنا توجد آراء تجد أن التحكم فى الـ«سوشيال ميديا» ضد الحريات؟ وهل توافقين على وجود رقابة عليها؟.

صاحبة السعادة لا بد من قانون ينظمها، فى الخارج يوجد قانون، لذلك لا تجد الفوضى التى تراها هنا على الـ« سوشيال ميديا»، فى الخارج الآراء مفتوحة.. لكنهم يعرفون القنوات التى يمكنهم التعبير من خلالها عن آرائهم، لكن هنا الأمر غير منضبط.

دعنى أخبرك بشيء يؤلمنى فعلا، توجد مواقع على الإنترنت عليها جميع الأفلام المصرية «مقرصنة»، وعليها عدد مهول من المشتركين بالملايين، لدرجة أن كاتبًا سينمائيًا يتساءل قائلا «ما هو موقع إيجـ.. طالما لديه كل هذه الأفلام.

لماذا لا ينتج؟»، فرد عليه البعض «ما هو لو أنتج أفلام.. هياخد فلوس مننا عشان نتفرج.. وإحنا هربانين من المنصات اللى ليها اشتراكات عشان نتفرج على المقرصن»، فالأمور معكوسة، ونحن فى حاجة لقوانين رادعة، لما كان بإمكان مالك الموقع أن يستمر.

فهذا موقع ينحر فى قلب صناعة السينما والأفلام منذ سنوات، وقدمت ضده 18 بلاغا، من دون أى تأثير، والجديد أنه «يُقرصن من على المنصات أيضًا».  

صباح الخير: ما زلنا لا نمتلك ثقافة بلورة الرأي.. أو ثقافة إبداء الرأي.. فنحن إما متطرفون إلى أقصى اليمين أو أقصى اليسار.. وهذا لم يكن موجودا لدى المصريين.. ما السبب؟ 

صاحبة السعادة:لأن المتاح كان الجرائد الورقية، أو قنوات التليفزيون، ثم بعد ذلك المواقع ولم تكن أشكال الميديا هذه قد ظهرت، فمثلا قبل فترة تعرضنا إلى حالة كان كل مستخدم للـ«سوشال ميديا» يقدر يفتح بثا مباشرا على الهواء لمدة 11 ساعة من موبايل فى الريف كأنه الـ«سى إن إن» ويقول أى كلام، فالمجال أصبح مفتوحًا. صحيح  فى الخارج هذا موجود، لكنه محكوم بسيف القانون، بمعنى يوجد «لفظ» يضعك فى سياق النقد، ولفظ آخر يضعك فى سياق الخروج عن الآداب. 

صباح الخير: لديك نشاطك الإنتاجى، وكذلك برنامج.. فكيف تنسقين بينهما خصوصا فى ظل المجهود الضخم الذى نشاهده وكيف تعدين للحلقات واختيار موضوعاتها.. وحلقات برنامجك كلها ناجحة، لا توجد حلقة لم تحقق انتشارا ونسبة مشاهدة عالية؟ 

صاحبة السعادة: أولا أنا ألتزم بالتصوير حسب متطلبات البرنامج، فى فترة قد أكثف تصوير الحلقات نظرًا لظروف فريق العمل، وفى فترة أخرى يكون التصوير أقل كثافة، فأنا ضوابطى ميعاد إذاعة الحلقة وميعاد الضيف وظروفه الشخصية.. «أنا تحت أمر الاتنين دول». 

بالنسبة لإعداد الحلقات، فأنا أعمل بأسلوب «فريق العمل»، فلم أكن أبدًا مستبدة برأيى ولا أحب ذلك، ودائمًا أحب العمل مع الأصغر منى لأنهم أعلم منى، قد يكونون أقل خبرة لكنهم أكثر علما وانفتاحا على الدنيا وأكثر حماسا وتحديًا، فأنا مع رئيس التحرير أحمد فايق وباقى الفريق محمد عبدالعزيز ومروة حبيب ومروة حربى وأحمد عبدالجليل مع المخرج وفريقه.. بالنسبة للأفكار فنحن لسنا برنامجًا مسايرًا للأحداث كما أننا نعد ملفا كاملا فى كل حلقة،  فنناقش الملف من جميع الزوايا.

فمثلا لما أردنا الترويج للصناعة المصرية، القصة بدأت لما كان أحمد فايق فى أسوان، ووجد لدى أحد المحال علبة عصير قها، فصورها بالتليفون وقال لى «أنا لقيت قها» فقلت له «هات العلبة.. هى إزاى مش بتنزل فى إعلانات.. إزاى المنتج مش موجود فى السوق غير فى أماكن توزيع خاصة؟».

فلما نفذنا حلقة قها، اكتشفنا أن «السوق عطشان جدا للمنتج الخاص بقها»، لأن المنتجات الأخرى طبعا جيدة لكن غالية أحيانا، ولا تصل للناس بجميع مستوياتها أحيانا أخرى. 

فقررنا أن نبدأ من «قها» ثم «سافو» و«كرورونا» و«صابون نابلسى» و«باتا»، فوجدنا حالة غير عادية فى الإقبال والإشادة خصوصا أن «قها» ممتاز، «الصلصة صلصة.. والزيت زيت وخالى من المكونات الضارة» خصوصا أن الرقابة على المنتجات شديدة، لا يوجد ما يسمى بألوان أو ما شابه، فالمنتج المحلى نقى جدا وجيد فعلا ورخيص، وكان هذا أول الخيط للمنتجات المصرية.

فبدأنا نتتبع المنتجات واحدًا تلو والآخر ثم نعيد الاتصال، وبعد سنة استضفنا رؤساء مجالس الإدارات ومعهم الميزانية الخاصة بشركاتهم، أكدوا ارتفاع إيراداتهم، كانت قها أو سافو على ما أذكر، كان إيراده وقت الحلقة 600 مليون جنيه، وبعد عام أصبح مليارا و250 مليون جنيه، أى الضعف خصوصا أنهم لم يكن لديهم ميزانية للإعلان، وكانت المصانع قد توقفت. 

بعدها كنا نعد لحلقتين عن شامبليون، حيث يوجد القصر و«أبوطارق»، وكانت أول مرة أستضيف أبو طارق و«الكشرى» فى الاستوديو، وأنا لم أعتد أكل الكشرى إلا فى البيت، لكن أعجبنى جدا، والحلقة حققت مشاهدة فوق المتوقع، فوجدنا أن بلدانا كثيرة معتمدة على سياحة المطاعم، وأكلاتها عالمية، وهذا هدف بالنسبة إلينا ونريد أن نروج لهذا عندنا، فقررنا أن نعرض للمطاعم ونوع الأكلات ونظافة الأماكن. 

فاستضفنا فى إحدى الحلقات عربة جمبرى من الحلمية، وكانت معنا فى الحلقة إيمى سمير غانم، هذا الرجل صاحب العربة بعد سنة، أصبح يمتلك 17 محلا، من أسعد الحلقات فى حياتى.

مهم جدا أن تروج للأكلات فى مصر لأننا لدينا أصناف أكل ليس لها حصر، وهدفى أن تنطلق سمعة هؤلاء فى الخارج، «نفسى أشوف فطاطرى بيفرد الفطيرة فى الهوا فى أى محل فى أوروبا وأمريكا.. الناس هتتزاحم عليه.. لأن طلعنا بالفول والطعمية قلدونا فى الطعمية».

ومرات كثيرة أكون فى المطار فأجد من ينادينى «يا مدام إسعاد.. أنا جاى مصر آكل.. هروح أبو قير.. وهروج لكبدة الفلاح.. وهروح لجابر.. ووو»، فأكون فى قمة سعادتى، وأحيانا يأتينى اتصالات عتاب لضيف طلع معايا تقول: «على فكرة.. الراجل دا ما كنش مسوى الموزة».

إسعاد يونس.. لإظهار ملابسها محلية الصنع ذات التطريز المميز من صنع فتيات مصريات وكذلك باقى الإكسسوارات التى يمكن ارتداؤها كلها محلية الصنع وكذلك حقيبة يدها صناعة مصرية 100 %)، وتابعت: نحن لدينا منتجات، فلماذا لا نروج لها ونرتديها أو نستخدمها؟!

 

 

 

صباح الخير: وماذا عن أفكار الحلقات الأخرى التى اعتمدت على النوستالجيا وشخصيات شاهدناها منذ سنوات؟ 

صاحبة السعاد: هذه الحلقات كانت ضمن ملف «وشوش بنحبها»، مثل «البنات الصغيرين اللى كانوا فى الأفلام» فجمهور البرنامج يحب هذه النوعية من الحلقات جدًا، وهم أيضًا يحبون أن يكونوا ضيوفى فى البرنامج لأننى أجيد محاورتهم فى هذه المساحة الزمنية بشكل جيد، وكذلك الممثلون الذين قدموا أدوارًا شهيرة جدًا لمرة واحدة، ولم تتعدد أعمالهم، هؤلاء أيضًا يحبهم المشاهدون، وهم يسعدون باستضافتهم فى البرنامج، كذلك من يقدمون أدوار الكومبارس المعروفة لأن الكومبارس مهنة عظيمة. 

ومن الحلقات الرائعة أيضًا حلقة  «أمناء الشرطة»، قدمنا فيها نماذج فى منتهى الروعة، وبعضهم ذوو وجوه طفولية لدرجة التعاطف معهم، لكن فى الواقع هم شخصيات شجاعة وحماسية لا تتوقع أن هذا هو صاحب الدور البطولى الذى أداه فى الواقع مثل رجل المطافى اللى طلع معايا فى حلقة شهيرة. 

لدينا أيضا فكرة اسمها «أحلى 10 ناس فى مصر»، نقدمها فى فترة «رأس السنة»، فيها «الطفل اللى بيبيع شرابات وبيصرف على أمه وأسرته» الحلقات اللى زى دى تجعلنى أشعر طول الوقت بوجودى وسط أناس وبشر حقيقيين، لو منحتهم الفرصة سيتألقون جدًا وفى مواقع مختلفة، يمثلون النموذج الواقعى لمقولة «ما فيش حد أقل من حد»، فقد التقيت بـ «جامع القمامة» و«عامل المجارى»، «أقسم بالله هم على رأسى» من شدة طيبتهم، ومشاعرهم النقية وتربيتهم لأبنائهم «زى الفل» ونفسيتهم «رايقة»، لدرجة إن واحد فيهم قلت له «يا ابنى انت ربنا بيطبطب على قلبك»، لأننا لو شاهدنا ما يسمعه من الناس، فكان يفترض أن يتحول إلى شخص آخر نتيجة التنمر فى الشارع. 

فالفكرة أنك تصالح الناس على بعضها، وتزيل المشاعر السلبية التى «تُزرع فينا من دون مناسبة.. إحنا ما كناش كدا»، وتلك هى النقاط التى نعمل عليها فى البرنامج. 

صباح الخير: ما مفهوم السعادة؟ وهل تبلور لديك مفهوم محدد لها؟

صاحبة السعادة: نعم.. وأحداث 2011، لو أن أى إنسان تعلم منها، فبالتأكيد أنها غيرته جدًا، وأنا تعلمت منها أننا لدينا فرصة أخرى للحياة، وأننى منذ الصغر وبمرور السنوات وتراكم الخبرات قابلت عداوات كثيرة و«تحرشات سخيفة» فى العمل، وشاهدت الشر وواجهت منافسة غير شريفة وأمورًا كثيرة، لذلك أحيانًا ما كان يخطر ببالى شخص ما أو أسمع اسمه فأشعر بالكراهية، فبدأت أراجع نفسى وألومها وأقول «لا.. دا مش صح.. راجعى الملف».

وأتساءل بينى وبين نفسى: «ليه أنا شعرت بالاستياء لما سمعت الاسم دا؟ هل بسبب شجار وقع منذ 30 سنة وانتهى ما زلت أحمل هذه الشعور بداخلى وإحنا ما اتقابلناش بعدها.. ولا أنا آذيته ولا هو آذانى»، فأتساءل: ما المناسبة لأظل محملة بهذا الشعور؟ 

فبدأت أتصالح مع نفسى فى أمور كثير تفسد على حياتى بلا أى معنى هذا أول «بند» فى السعادة أو قرار اتخذته، أضاف لى سعادة. فى صغرنا كنا ننافس بعضنا منافسة شرسة، لست فى حاجة إليها بعد أن كبرت وتحققت، وهذا ما استوعبته.  

الأمر الآخر، أننى اكتشفت أن هناك فرقًا بين «السعادة» و«المتعة»، فما يمنحك المتعة فهو مؤقت، مثل «أن تشتهى أن تأكل» «حمام محشى»، فهذا متعة، لكن السعادة أن أطعمها لشخص آخر، إذًا فالسعادة فى أنك «تمنح» وترى الفرحة فى عيون الآخرين البعض يراه «فعل خير مجرد»، لكن لا.. فأنت هنا تسعد نفسك، فالسعادة فى المنح وفى الأمان. 

كنت دائمًا فى صغرى أقول «البنى آدم تعرفه من ضهره»، لأنه إذا دخل مكان ما يتلقى السلامات والترحاب، وفى حالة خروجه يتلقى الخناجر والطعن فى سيرته وشخصه، لكن إذا غادر ونفس السيرة الطيبة موجودة، إذا فهو إنسان جيد، وهذا تفسير مقولتى.

الأمر الثالث، هو أنى أصبحت لا أخاف من أمور كثيرة ولا أعطيها مساحة من نفسى ومن بينها «الموت»، فلم يعد لدى ذلك الرعب من الموت، وفلسفت هذا المفهوم مع نفسى بمرور السنوات حتى أستطيع التعايش فى الدنيا ومع المجتمع الذى يجلد الأشخاص لمجرد أنهم تقدموا فى العمر، فهناك معانٍ كثيرة مؤلمة تمكنت من تهذيبها والتعايش معها، والبرنامج منحنى هذه الفرصة بصورة كبيرة. 

صباح الخير: هل الوصول للسعادة تدريب؟ 

صاحبة السعادة: طبعًا.. ترويض النفس.. فالنفس أمارة بالسوء، والقناعة جزء من السعادة، والرضا جزء من السعادة، والعكس صحيح مثل الشعور بالإحباط، فعليك أن تعرف نقطة  التوازن، وكذلك ألا تطمع فى إنسان أو تحسد أحدا، مثلا «أنا إنسانة شعرى أسود وعينى سوداء.. ليه أحسد واحدة عنيها زرقا.. أنا مالى»، لا تنظر لما لدى الآخرين إطلاقًا، لأن ما هو ممنوح لك فهو ممنوح بميزان، وأنا  تربيت على حكمة أمى «الغِنى فى الاستغناء وليس فى التسول»، وأنا أكره إحساس التسول وكثيرون تربوا على هذا الإحساس، بأن يحصل على أجر بلا عمل، وهذا موجود فى طباع البعض. 

صباح الخير: كيف ربيتِ ابنيك نور وعمر.. وعلاقتك أقوى بمن فيهما.. نعرف أن عمر مسافر فى الخارج؟ 

صاحبة السعادة: ابنتى نور صديقتى «الأنتيم»، وأنا لست من الأمهات اللاتى يتعاملن مع الأبناء على أنهم عبء، أو تلبى احتياجاتهم على أنها واجب روتينى ثقيل مثل وجبات الطعام، أو المذاكرة، فلم أكن هكذا أبدا، بل استمتعت وما زلت بحياتى معهما وبتربيتهما.

ثم إننى ظللت مع نورهان 15 سنة وحدنا قبل أن يأتى عمر، ولما أنجبت عمر، أصبحت أنا وهى «أمهات عمر»، فأصبح ثلاثتنا أصدقاء فعلا، ونخرج معًا، ونظرًا لسفر عمر حاليا.. فابنتى هى الأقرب إلى فى المشكلات اليومية الحياتية، وتحمل همّى جدًا. 

صباح الخير: وما موقفها من البرنامج؟ 

صاحبة السعادة: هى غاضبة من البرنامج بسبب الإرهاق وكتر الشغل مع امتداد ساعات التصوير وتقلق على جدًا. 

صباح الخير: هل تخافين من ابنتك نورهان؟ 

صاحبة السعادة: جدًا.. لدرجة أنى بمجرد أن أنهى التصوير أتصل بها لأخبرها «أنا خلصت ومروحة»، وتسألنى مثلًا «نمتى كم ساعة؟» فأجيب «4 ساعات»، لترد على «يعنى إيه 4؟ّ»، وهكذا. 

صباح الخير: هل صحيح كما يقول البعض أن لدى الأجيال الجديدة مشاكل فى مشاعر الانتماء؟ 

صاحبة السعادة: الجيل الحالى بحاجة إلى أن ينظر للداخل بعض الشيء، لأنه بالفعل عينه على الخارج بشكل مستمر، ومتطلع جدًا، والسوشيال ميديا فتحت له آفاقًا واسعة شغلته عن جذوره وهُويته.

الجيل الحالى بحاجة إلى أن ينظر قليلًا إلى تاريخه، فهذا الجيل تربى على ألا يهتم بأمور عديدة منها حضارتنا الفرعونية، لا يذهب إلى المتحف، ولو حدث أنه ذهب مرة فستكون خلال رحلة مدرسية ونسيها، فلو أن هذا الجيل وضع فى ذهنه أن  جذوره نابعة من مكان فى منتهى الثراء حضاريا، وأنه يمتلك ما يجعله يزهو بنفسه حتى عنان السماء، فلن يعتريه أو يصيبه أى شعور بالانهزامية أمام محاولات الانتقاص من هُويته وشخصيته لصالح أى ثقافة أو حضارة أخرى.

نحن لا نطالبهم بأن يرتدوا جلابية وطربوش ويجلسوا على «قهوة» لكن فقط نريد من الجيل الحالى أن يشعر أنه قادم من أهم بلاد الدنيا، أنهم قادمون من أهم مكان فى العالم، فلو الجيل الحالى حس أنه قادم من بلد هى أصل الكون.. عمره ما هيبقى عنده انهزامية..نود أن يستجيب لنا هذا الجيل فى هذه المساحة، وبعدها فلينطلق كما يشاء.

صباح الخير: هل يعانى هذا الجيل من عقدة الخواجة أيضا؟

صاحبة السعادة: عقدة الخواجة التى أصابت البعض كان لها أسباب أولها «لما بدأت الشياكة تروح مننا»، وقبل 50 سنة مضت، «كنا أجمل عواصم العالم.. وأشيك بلد بتعمل أزياء.. وكانت أفلامنا على نفس مستوى فرنسا وأمريكا فى المستوى والجمال.. وكان عندنا الشخص الشعبى أو البلدى زيه زى ابن الناس»، كانت الحارات نظيفة وأهلها متحضرين، «كان عندنا عبدالفتاح القصرى زى الفل. هيئته وجلابيته ولغته بنت مكانه.. مش مطلوب منه يتكلم لغات»، لكن لما بدأت هذه الثقافة تتراجع وتختفى، بدأنا نتطلع إلى الخارج «ونفسنا نكون زى بره.. لأننا فقدنا حتة من عندنا».

اليوم.. نحن مستعدون لنعود كما كنا.. فقط لو صدقنا أن لدينا ما نعرضه على الخارج مثلما هم يعرضون علينا، وأن لدينا ما نتباهى به مثلما يتباهى مواطن بلاد بره بما يملك، ومن حقك أن تعجب بما لديه، لكن فى الوقت نفسه يجب أن تثق أن لديك ما تعرضه عليه وتتباهى به أيضا.

صباح الخير.. لماذا لا تعودين إلى التمثيل؟

صاحبة السعادة: نفسى والله أرجع بحاجة كويسة.. ولو مش ختام تبقى بداية جديدة جيدة.. عايزة حاجة حلوة».

صباح الخير: وما الدور الذى تتمنينه؟

صاحبة السعادة «ممكن أعمل تليفزيون.. وممكن أعمل سينما.. لكن حاجة ماتخدش صاحبة السعادة»، لو أردتم مشاهدتى فيديو.. فما الدور الذى ترغبون فى مشاهدتى فيه؟ بالمناسبة ليس لدى اعتراض طبعا على دور الأم والجدة، لكن «أم من أى نوع»؟ بعضكم قد يعترض على أدوار قد أقدمها ويقول لى «أنتِ كدا بتخربشى صورة صاحبة السعادة»، والسبب أننا مازلنا لا نستطيع الفصل بين طبيعة الأدوار وحقيقة الممثل فى الواقع، بل أحيانا نحاكم الممثل على الدور كأنه هكذا فى الواقع.

صباح الخير: أيهما أكثر إمتاعا بالنسبة إليك.. التمثيل أم تقديم البرامج بصفتك مقدمة برنامج حاليا؟

صاحبة السعادة: كل شيء له متعته، لأننى تربيت فى الإذاعة، وقبل الإذاعة نشأت فى أسرة وأجواء كلها فن وسينما، لكن بدأت إذاعة، ثم مسرح، ثم وصلت إلى تقديم برنامج تليفزيونى.

وفى الانتقال من الإذاعة إلى المسرحية كانت هناك فترة تجميد لنشاط الإذاعة، وبدأت استمتع بشيء جديد، وأنا من المحظوظين لأنى ما عملتش حاجة أكرهها»، فلم أدخل مجالا لا أحبه، وكل شيء له متعته، لكن اليوم ليست لدى الطاقة البدنية لمجهود المسرح مثلا رغم أنى أفتقده جدا.

صباح الخير: التراجيدى أم الكوميدى أصعب؟

صاحبة السعادة: الأصعب الكوميدى، «لأن الكوميديان يعرف يقدم تراجيدى، لكن التراجيديان ما يعرفش يقدم كوميدى، فالكوميدى دايمًا قماشته عريضة، ولأنه غالبا بيلعب كوميدى كاركاتور.. فالممثل الكوميديان عنده أدوات من التراجيديان أو الجان.. فالممثل الكوميديان عنده أسلحة كتير يعرف يلعب بيها، غير المتخصص فى حاجة واحدة. 

صباح الخير: وما رأيك فى مستوى الدراما الذى وصلنا له حاليًا؟ 

صاحبة السعادة: تقنيا جيد، ويتحسن طبعا، لأن الشباب الجديد هايل، ولأننا حاليا بسبب المنصات أصبحنا نشاهد القديم كثيرًا، وفى أثناء مشاهدتنا للقديم نضع أيدينا على نقاط الخلل تقنيًا، ومواضع الخلل البدائية، لكننا نتحمل هذه الأمور البدائية لأن النص ممتاز والممثلين رائعون، وأنا اللى باسألكم الآن نحن بحاجة إلى «ورق عظيم» أى نص جيد، و«إخراج عظيم»، لكن التقنيات موجودة، فنحن بحاجة إلى مساحة أكبر للدراما، وتنوع أكثر فى الموضوعات، نريد أن نعكس المجتمع المصرى حقيقة فى الدراما، فنحن منذ فترة موضوعات الدراما «فالصو». 

صباح الخير: بمناسبة المنصات الإلكترونية.. هل ترين أنها خدمت الدراما والسينما؟

صاحبة السعادة: تخدم الدراما لكنها لن تخدم السينما فى المرحلة الحالية، لكن المنصات من حقها أن تقدم إنتاجًا مباشرًا، لأن «الحرب» القادمة هى «حرب محتوى»، فإذا لم يكن لديك كم من المحتوى الجيد سنخسر «الحرب»، ومن خلال المنصة أنت اليوم على «نت فليكس» وغدًا على «أبل» ثم «أمازون»، فيجب أن نكون موجودين وقد أصبحنا نحظى بالمشاهدة بالفعل، لكن هذا لا يعنى أن يفقد الفيلم المصرى أو الفيلم السينمائى هُويته، فالفيلم السينمائى هو فيلم عُرض فى السنيما، والفيلم الذى لم يعرض فى دار عرض سينمائية لا يطلق عليه «فيلم سينمائى».

الفكرة أن «صناعة دور العرض» عندنا وطقس الذهاب على السينما كلاهما فى خطر، وهذا ما نكافح حتى نحافظ عليه حاليًا.

صباح الخير: مثلتِ أمام شخصيات رائعة.. فمن من الشباب حاليًا ممكن أن تقولين عنه «يااه لو نمثل سوا.. أو نقدم عملا مع بعض»؟

صاحبة السعادة: كمنتجة «اشتغلت مع كريم عبدالعزيز وعز والسقا ومكى.. لكن أنا بحاجة للتفكير فى هذا الشاب الذى أمثل معه الآن وأحب أن أعمل الآن مع «خالد النبوى»، ومع حميدة، فأنا مثلت فيلمين مع أحمد زكى، أحدهما لأنى كنت أريد التمثيل أمام أحمد زكى وهو فيلم «أبو الدهب»، والفيلم الآخر «أنا كلمته وقلت له عاوزة أعمل معاك دور فى أيام السادات.. عشان أقف بس جنبه، وكنت أتمنى أكمل لو ربنا إداله العمر»، وطبعا مثلت أمام أمينة رزق ومحمود المليجى وصلاح منصور وتوفيق الدقن وفؤاد المهندس.

صباح الخير: بصفتك كاتبة.. لماذا لم تفكرى فى عمل «ورشة كتابة» لتقديم عمل على غرار «بكيزة وزغلول»؟ 

صاحبة السعادة: بالتأكيد هذه الأسئلة تفتح لى الباب لأفكار يمكن تقديمها، لأنه يأتينى حاليًا شباب عندما كنت فى سنهم كنت «اسما له مكانته»، وهم بالفعل يعرفون «لغتى فى الكتابة»، لكن أخاف من فكرة الورشة، لأن العمل قد يخرج مفككا أو «مش مية واحدة»، وقد جربت فكرة الورشة مرة ووجدت أن الشاب الذى يكتب معى غير متوافق معى فى التفكير تمامًا.

صباح الخير: ما الفرق بين إسعاد يونس فى البداية.. وإسعاد يونس الآن بعد هذه الخبرة الكبيرة؟ وهل بإمكانك أن يكون لك دور فى تقديم شباب إذاعيين يرغبون فى ممارسة هذا العمل.

صاحبة السعادة: لا أستطيع أن أعتبر نفسى مدربة أو معلمة لهم، خصوصا أننى تعلمت على يد أناس موجودين بالفعل، أى فأستاذتى سناء منصور، وهناك من رحلوا مثل الأستاذ عاطف عبدالحميد، الأستاذ محمد علوان، والأب الروحى الأستاذ طاهر أبو زيد والأستاذ حسن شمس، والأستاذة إيناس جوهر «زميلتى وصاحبتى وأيضًا أستاذتى.. اللى اتعلمت منها كل حاجة، لأننا تقريبا طول الـ 24 ساعة كنا مع بعض فى الإذاعة، وفيه إكرام شعبان».

هناك أناس أولى منى بالتعليم، وهم من يملكون أيضًا الأسس لأننى ابتعدت ولا أعرف ماذا حدث فى الإذاعة خلال ذلك الوقت. 

لكن «أنا عاوزة أعمل الفترة اللى جاية ديجيتال راديو.. ولو حققت اللى فى دماغى.. هعمل منه غرف لمذيعين شباب.. بس أبدأ الأول.. لأن هذا فى تفكيرى، أن أقدم شبابا لديهم لغة وجرأة ومطلعون على الخارج أكثر».

صباح الخير: أغلب الأدوار الذى يؤديها الفنان تترك شيئا فى نفسه فهل حدث ذلك لك؟

صاحبة السعادة: لا أعتقد لكنى تركت على الشخصية جزءا منى.. مثلا شخصية «زغلول» كانت جزءًا بداخلى لم أبتكره، فهى طريقتى فى التفكير لو أننى مكان تلك الفتاة، كنت سأفعل مثلها بالضبط وبنفس الأسلوب، لكن لا توجد شخصية أثرت فى وإلا لكنت تأثرت بدورى فى عمارة يعقوبيان. 

صباح الخير: لماذا لم تسمحى لأولادك بالاتجاه إلى مجال الفن والتمثيل؟ 

صاحبة السعادة: «ولادى كانوا معايا فى حياتى، ونورهان حضرت معى أعمالا كثيرة جدًا، لكنها لم ترغب فى التمثيل. 

نورهان: لم أحب خوض مجال التمثيل نهائيًا. 

صباح الخير: ما أكثر شيء كان يضايقك من «إسعاد يونس» الأم وأنتِ صغيرة ولمّا أصبحتِ أمًا بدأتِ تمارسين هذا الشيء مع أطفالك؟

نورهان: المذاكرة.. لأنها أثناء المذاكرة كانت تتحول إلى «الوحش الكاسر»، وأنا كنت مندهشة منها «هو فى إيه.. هى بتعمل كدا ليه، وبعدين ابتديت أنا أتحول إلى «الوَحش الكاسر»، وكل شيء كنت معترضة عليه وأنا طفلة، أنا بكرره حاليًا بالحرف وأنا «أُم».. فبقيت نسخة من ماما».

صباح الخير: خلال هذه العلاقة الطويلة.. ما أكثر شيء أحببتِه فى «إسعاد».. وأكثر شيء ما زلتِ على خلاف معها عليه؟ 

نورهان: «أكتر حاجة بحبها فيها طول عمرى إن إحنا بنتكلم كتير، بنحكى حكايات كتير.. فيه حوار بينا رايح جاى، وطريقة الكلام وطريقة الحكى، فهى ربتنا بالكلام». 

«أكتر حاجة ما بحبهاش السجاير.. كابوس حياتى معها هو السجاير، ولما كنت صغيرة كان عندى مشكلة معاها إنها بتشتغل ساعات كتيرة، لكن دلوقتى فى جدول مواعيد وقواعد ماشيين عليها». 

صباح الخير: حلقة الأطفال ومسلسلات الكارتون فى برنامج صاحبة السعادة.. كيف أعددتم لهذه الحلقة؟ 

صاحبة السعادة: «ظللنا نطارد الأستاذ طارق العربى صاحب ألحان تترات مسلسلات الكارتون وأسرته مثل ماجد وجريندايزر إلخ حوالى 5 أشهر، وسامى كلارك جبناه من النمسا، وظللنا نعد فى مادة هذه الحلقة ونبحث عن حقوق هذه المادة ومن يملكها حاليًا، لأنها كانت ملكًا لشركة سورية قفلت وكانت واخداها من اليابان، لأن «كابتن ماجد» يابانى أصلا، فكانت قصة طويلة.

و«امتى هييجوا.. ولازم يمشوا فى خلال 24 ساعة.. فنصور جزء والراجل يسافر.. وبعدين يرجع والديكور زى ما هو.. وبعدين يرجع وأنا كمان ألبس نفس اللبس بتاع الجزء الأول من الحلقة».

وفعلا الحلقة حققت صدى واسع لكن حصلت مشكلة فى الحقوق على الـ «يوتيوب»، رفعنا الحلقة الأولى على يوتيوب والحلقة الثانية حصل عليها مشكلة، بسبب موضوع الحقوق لأنك «مش عارف الحقوق عند مين.. ودى حاجات قديمة وحقوقها متوزعة»، ولما أعدنا الحلقة أصبحت مفضلة لدى الأطفال وأحبوها جدًا والكبار أيضًا. 

هل ندمت على حلقة معينة؟!

لم أندم على حلقة ما لحقتهاش». 

صباح الخير: ما لحقتيهاش إزاى؟ 

صاحبة السعادة: «زى مثلا إنى فضلت فترة طويلة بحاول أستضيف السيدة ماجدة الصباحى لكن حالتها كانت لا تسمح، أو ناس مش عايزة تطلع زى الحاجة عبلة كامل، مش عايزة تطلع خالص.. أنا عملت كل حاجة فى الدنيا.. وجمهور المشاهدين يطالبونى بطريقة فيها اتهام.. هتجيبى عبلة كامل ولا... كدا يعنى، لكن هى مش عايزة.. والست إنعام سالوسة مش عايزة، ومدام نادية لطفى كانت مش قادرة، واتفقنا أكتر من مرة وبعدين يحصل ظرف، فدى حاجات بزعل عليها جدا، وفى حاجات باشكر ربنا إنى لحقتها زى حسن مصطفى، جميل راتب، محمود القلعاوى، فمش دايما الظروف متاحة عندى». 

صباح الخير: كيف بدأت مسيرتك فى هذا المجال؟

صاحبة السعادة: «أنا دخلت الفن من بدرى.. من وأنا طفلة.. يعنى خالتى كانت مطربة مهمة وقتها فى الأوبرا اسمها بديعة صادق، وكانت بتغنى دايما أوبريتات سيد درويش مع كارم محمود، شوفتها وقعدت فى بيتها كتير وشوفت عندها ناس فطاحل زى أحمد رامى وكل فرقة أم كلثوم لأن زوجها كان عازف فى فرقة أم كلثوم». 

«وبعدين لما كبرت شوية.. كان فيه شخص قريبنا بنقوله يا جدو.. ودا كان بيكتب فى السينما، فكان ياخدنى معاه أحيانا التصوير وأشوف مشاهد وأنا واقفة فى مستوى «الرُكب» لأنى كنت قصيرة، فكنت أشوف فؤاد المهندس طويييل، وشكرى سرحان طوييييل، وإسماعيل يس».

«وبعدين أبويا كان ضابط من ضباط الثورة الأحرار وكان مساعد كبير لوجيه أباظة فى مشروع قطار الرحمة.. وشوفت فى بيتنا نادية لطفى وفاتن حمامة وبرلنتى عبدالحميد وعز الدين ذو الفقار، فأنا مش غريبة عن الموضوع».

«وتزوجت من والد نورهان الأستاذ نبيل الهجرسى رحمه الله, وكان ممثل مسرح وكنت أقعد فى آخر صف فى الضلمة باتفرج على العروض والبروفات.. وما أعرفش إن أنا مش باتفرج.. لكن باحتفظ وأخزن كل تفصيلة وكل لمحة فى الإخراج المسرحى والسينمائى والأداء.. وسناء جميل لما تعمل الصعلوكة وسهير البابلى لما تعمل نرجس، ودا غير الإذاعة.. لما رمضان ييجى وننزل ونسجل لكل فناني مصر، فخلاص بقى. أنا فى المجال، وسمير غانم لما جابنى فى ميزو جابنى من الإذاعة، وكان صاحب جوزى.. فأنا مش غريبة عن المجال». 

صباح الخير: فى مسلسل «بئر سبع».. من قال إن إسعاد يونس وسعيد صالح ممكن أنهم يكونوا «جواسيس»؟

صاحبة السعادة: «أنا لما روحت لممدوح الليثى وعرض عليّ دور جاسوسة.. قلت له.. «سيادتك فاهم أنت بتقول إيه؟»، قال لى «أيوا.. الفكرة فى كدا.. أنا عايز الناس تشوف المسلسل كويس.. ولو كرهوكم قوى.. تبقوا نجحتوا»، خصوصا إن المصريين عندهم نخوة جامدة وسبب اختيارى لك ولسعيد صالح أنى بحاول أخفف المادة شوية عشان الناس يتابعوا، فبقول لسعيد «يا سعيد...»، قال لى «بصى.. أنا باشتغل خلوص حق. على فلوس لأن عليّ فلوس وهتسجن...»، فأنا فى المسلسل كنت غلبانة.. وهو اللى مادى قوى وهيموت على الفلوس وأنا اللى طول الوقت مقهورة ومجروحة عشان نعمل توازن بس، وأنا باحب التحديات دى طبعا.. لكن الفكرة كانت فجة قوى، والحقيقة إن ممدوح الليثى طلع عنده حق». 

صباح الخير: ما سر النيولوك المختلف لصاحبة السعادة؟ 

صاحبة السعادة: أنا ما باحبش الهدوم الغالية، وفيه حاجات أنا ما باحبهاش.. من غير سبب، والهدوم مادة مهترئة، وموضتها بتخلص، فأنا هروح أشترى فستان بـ 40 أو 50 أو 60 ألف جنيه علشان ألبسه لابسة وبعدين أركنه، فأنا مش كدا، وأنا عندى المقدرة والحمد لله، لكن فى ناس طبعها كدا، وبنتى طالعة كدا.. ومرات ابنى طالعة كدا الحمد لله، أنا بقول إلبسى 15 ألف جاكت مختلف وبدلى فيها، لكن فستان واحد وألبسه مرة واحدة ويتركن، فأنا باشوف إن دى حاجة مش لطيفة، وسر الشياكه كله فى التركيب، تحطى إيه على إيه، وباحب الإكسسوارات.. ومعايا صديقتى الأستاذة نهى عبدالعزيز وبنتى نورهان». 

صباح الخير: ما آخر أخبار ابنك عمر؟ 

صاحبة السعادة: «درس الجامعة فى إنجلترا والماجستير، واشتغل وهو فى الجامعة، وتدرب فى البنوك والعقارات وحاليا هو لديه شركة فى لندن تدير للعائلة كلها، وهو متزوج ولديه ولد، وزوجته أردنية، وعلاقتى بها جيدة، وهما كزوجين متفاهمان جدا، خصوصا أن أبناء هذا الزمن أكثر نضجا جدا فى علاقاتهم لما بيكونوا متعلمين كويس، وأصبحوا آباء أحسن من الجيل السابق بكثير». 

وأنا أزعم أن الشباب الآباء اليوم يؤدى دورًا مع الأبناء أفضل من زمان.