الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

فاروق حسنى لـ «صباح الخير»: كنت وزيرًا «محسود»!

تصوير: شريف الليثى
تصوير: شريف الليثى

فى حى الزمالك وفى متحفه الخاص الذى يضم مجموعة نادرة من المقتنيات لكبار فنانى مصر والعالم, ومع الحفاظ على التباعد الاجتماعى واتخاذ كافة الإجراءات الاحترازية التى أصبحت تفرض نفسها على علاقات البشر بعد انتشار فيروس كورونا  التقيت بالفنان الوزير فاروق حسنى أشهر وزير ثقافة فى مصر ليس فقط لأنه قضى ما يقرب من ربع قرن فى وزارة الثقافة، لكن لأنه كما يصف نفسه كان وزيرًا محترفًا, وسياسيًا هاويًا, لم تؤثر السنوات الطويلة التى قضاها فى المنصب الإدارى على الفنان بداخله، ولم يقصر أيضا فى عمله  كوزير مبدع  قام بإنشاء عدد كبير من المشروعات القومية الثقافية، ووضع حجر الأساس لغيرها.



فاروق حسنى كان فنانًا حرًا فى إيطاليا وفرنسا على مدار 18 عاما، لكنه عندما عاد لمصر ليتولى منصب الوزير كان الأمر أشبه بمسئولية وطنية لا بد من إنجازها على أكمل وجه.. وكان هذا الحوار:

• قضيت وقتًا طويلًا فى الوزارة يقترب من 24 عامًا كيف حافظ الوزير فاروق حسنى على الفنان بداخله طيلة هذه المدة؟

ــ أنا عمومًا ضد وجود أى مسئول فى منصبه لفترات طويلة، لكنى كنت حالة خاصة لدى من الطاقة والإبداع الكثير والفيصل فى هذا الموضوع هو أن الشخص  يكون مبتكرًا ومعطاء، وكان لدى الكثير من الأعمال والمشروعات التى كانت يجب أن تكتمل، وكنت أدفع كل من يعمل معى من الزملاء للإبداع   والنظر بروح متفائلة للعمل حتى إنى كنت وزيرا محسودا لأنى بقيت كل هذه الفترة وكنت أحظى بحب واحترام من يعمل معى، لكنه كان حسدا بغيضا، ولم يكن عندى أى وقت للرد عليهم، أو حتى التفكير فيما يدعونه. 

•لماذا كان يصر على بقائك الرئيس الراحل مبارك كل هذه المدة؟

ــ كان إيمانا بى  وانسجاما فى العمل كنت بالنسبة له ورقة  رابحة من الصعب أن يخسرها. وفى نفس الوقت هو كان يعلم أنى من الممكن أن أترك المنصب فى أى وقت فأنا لم أنضم للحزب الوطنى أو أسعى  لمجلس الشعب. 

أنا كنت سياسيا هاويا ووزيرا محترفا  كنت دائما أحب الحرية، ولم أكن أعمل من أجل الرئيس كنت أعمل من أجل فكر وتحقيق حلم ومن أجل الوطن وللمستقبل.

• 9 سنوات فى باريس ومثلها فى روما كيف أثرت هذه الفترة على الفنان فاروق حسنى؟

ــ كان لها تأثير كبير فأنا تواق للسفر لأوروبا، والتعرف على ثقافات وحضارات مختلفة، الفترة كانت طويلة، وأصبح لى أصدقاء هناك كنت منخرطا جدا فى المجتمع الأوروبى متذوقا لفنهم، وهم أيضا استوعبوا فنى وتذوقوه بسرعة، أحببت الحياة والبشر والمبانى كانت تجربة ثرية جدا، بالأخص روما  كانت فترة عطاء, تعرفت فيها على كبار الفنانين، الذين اهتموا جدا بإنتاجى وكتب عن فنى أهم النقاد. كنت رافضا تماما لتولى أى منصب يبعدنى عن أجواء أوروبا لذلك عندما رشحنى عاطف صدقى للوزارة كان أمرا كئيبا جدا بالنسبة لى، لكنى شعرت أنها مسئولية وطنية لا يجب التخلى عنها، واستلمت الوزارة خرابة، لا مكتبات ولا متاحف، ولا أى نشاط، ولكن عاطف صدقى وعدنى بتسخير كل الإمكانات وصدق فيما وعد، وأول شيء فعلته هو أنى نسفت الشلة فلم يكن لى شلة، وكنت أستغنى عن أى حد يجاملنى. 

• من هو أفضل رئيس وزراء تعاملت معه؟

ــ كان الوزير عاطف صدقى تعلمت منه كيفية  التعامل مع الآخرين كان أمينا فى العمل وصادقا وشريفا. وعلى مستوى الإبداع كان الدكتور أحمد نظيف الأكثر إبداعا. 

• كيف ترى حال الثقافة الآن؟ 

ــ الثقافة تعتمد  على المثقفين والمبدعين فهى حصاد الفكر الفنى والمعمارى والفلسفى والأدبى كل هؤلاء ينتجون الثقافة فهذا هو رصيد الدولة من  الثقافة توجد فترات تسمى فترات التحريك، وفترات أخرى تكون فترات جفاف، وأخرى  فيضان، وأوقات نجد زخم من المفكرين والفلاسفة والساسة. 

الدولة تحاول التحريك وتهتم كثيرًا بالبناء  الآن، وهو أمر محمود بالطبع وسينعكس بعد ذلك هذا البناء على الناحية الثقافية.

والآن الرئيس السيسى من الرؤساء البنائين، على مر العصور دائما هناك شخصيات تأتى تكون بناءة لها طبيعة فى البناء والتغير، وهى شخصيات نادرة  كمن يحرك الجبال. 

• حدثنا عن مؤسسة فاروق حسنى الثقافية؟

ــ منذ أن كنت فى الوزارة وأنا أعمل  لأجل المجتمع، لكنى كنت أشعر أنى أتوق للمزيد، وفكرت أن أنشئ المؤسسة, كنت أقيم فى منزل فى المعادى، وكان مكان المؤسسة حاليا الكائن فى الزمالك هو الأتيليه الخاص بى  وبعد 2011 تركت المعادى وتملكت الأتيليه بعدما كنت أستأجره.

وطيلة سنوات عمرى كنت حريصا على اقتناء اللوحات والمنحوتات القيمة, فأنشأت المؤسسة وهى تابعة الآن لوزارة التضامن الاجتماعى وفى أول دورة خصصت جائزة للتصوير الفنى، ولاقت نجاحا منقطع النظير. حيث تقدم للجائزة 461 فتاة وشابا من كافة المحافظات. 

كل ما جمعته فى حياتى وضعته فى المتحف الخاص بالمؤسسة ليستفيد منه محبو الفنون. 

والمتحف يضم مقتنيات تعكس مدارس فنية مختلفة إلى جانب أعمال نحت عالمية.