الثلاثاء 16 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

نتابع المتطوعين لمدة عام.. وهذه تفاصيل تجربة اللقاح

   فى بداية رحلة البحث عن لقاح كورونا، توجهت «صباح الخير» لمقر مختبر التجارب السريرية فى المبنى المخصص لهذا الغرض بشركة المصل واللقاح «فاكسيرا»، للقاء الدكتور مصطفى المحمدى مدير عام مركز التطعيمات. 



خلال اللقاء طرحت «صباح الخير» عدد من الأسئلة التى قد تطرأ فى أذهان الكثيرين عن هذه التجارب السريرية الخاصة بلقاح كورونا، مثل ما هو هذا اللقاح، وما هى معايير اختيار المتطوع، ورحلة المتطوع منذ تسجيل اسمه على الموقع الإلكترونى لوزارة الصحة وصولا لأخذ جرعة اللقاح..

وإلى نص الحوار. 

 لماذا تشارك مصر فى التجارب السريرية للقاح كورونا؟

- «مع دخول وباء كورونا وتفشيه بدأ الهلع يصيب الشعوب وبدأ العلماء البحث فى إيجاد حل له ودائمًا السعى يكون فى اتجاهين، اتجاه الوصول للعلاج والاتجاه الثانى الوصول لوسيلة وقائية, وموضوعنا هنا الوصول للقاح فنحن نواجه، مرضا يتفشى بمعدل كبيرلم يترك شعبًا أو جنسًا أو فئة عمرية لذا كان الوصول للقاح هدف العلماء والجامعات والمراكز البحثية الخاصة: بإنتاج الأمصال واللقاحات.

ما هى مراحل تجارب اللقاح؟ 

- للوصول للقاح يجب خوض ثلاث مراحل الاولى فى المعمل  من خلال الابحاث على الحيوانات  للحصول على النتائج، ثم المرحلة الثانية وهى التجارب السريرية وهى استخدام المنتج على البشر, واللقاحات تختلف عن الأدوية لأنها تتعامل مع جهاز المناعة فهى ليست دواء لعلاج الحرارة مثلًا يظهر تأثيره وتنخفض الحرارة بعد تناوله من قبل المريض، فلا يوجد للقاح معيار ظاهرى  إلا من خلال الفحوص المعملية التى تكون على الشخص ففى هذه المرحلة يتم التأكد من فعاليته بتقييم الاستجابة المناعية على عدد صغير من البشر، وتحديد جرعة اللقاح عندما تحقق النتيجة من خلال قياس الأجسام المضادة فى جسم الشخص، ثم تأتى المرحلة الثالثة، بعد التأكد من الأمان والفاعلية على نطاق واسع ومدة أطول من المرحلتين السابقتين  وهو ما نحن بصدده.

ما هو دور مصر فى رحلة البحث عن لقاح كورونا؟ 

- استطاعت مصر أن تحجز لها مقعدًا على طاولة الباحثين والمشاركين فى مسيرة البحث  للوصول للقاح، وشاركت فى التجارب السريرية من خلال لقاحين  من إنتاج كبرى الشركات الصينية التى تعمل على إنتاج لقاحين، حيث تستهدف المرحلة الثالثة 45000 مشارك فى أكثر من دولة منها  الامارات والبحرين فى منطقة الخليج والأردن من المتطوعين لأخذ اللقاح ويتم منحه للمتطوعين على جرعتين بينهما 21 يوما بحد أقصى 28 يوما وتتم متابعة المتطوع أثناء ممارسته لحياته الطبيعية، ويتم منحه رقما للتواصل مع إدارة المركز فى حال إذا أراد أن يطمئن على نفسه أو يتوجه بالاستفسار عن أى شيء. 

هل هناك مدة زمنية محددة يتم وضع المتطوع خلالها تحت الملاحظة؟

-  يتم وضع المتطوع فى التجارب السريرية تحت الملاحظة بصورة دورية لمدة عام، حيث تتم متابعته بشكل دورى من خلال فريق طبى مدرب، من وزارة الصحة منذ حصوله على جرعة اللقاح. 

 

هل هناك مكان محدد يتم استقبال المتطوعين فيه؟

- تم تخصيص مبنى متخصص مجهز على اعلى مستوى داخل المصل واللقاح فاكسيرا لهذه التجارب السريرية على قدر من الكفاءة والمسئولية التى تليق بوزارة الصحة المصرية.»

هل يدفع المتطوع أى رسوم مقابل حصوله على لقاح كورونا؟ 

- المتطوع لا يتم تحميله أى رسوم، وجميع الإجراءات تتم بصورة مجانية بداية من أخذ عينة وتحليل الـ (PCR) والتحاليل المعملية للتأكد من سلامته وعدم تعرضه لفيروس الكورونا وفحص خلوه من أى أعراض مرضية مزمنة أو موانع لمشاركته فى التطوع.».

ما شروط التطوع فى هذه التجارب السريرية؟

  - هناك عدة شروط من بينها أن يكون عمره من 18-60عامًا، وألا يعانى من أى أمراض مزمنة غير مسيطر عليها، وألا يتعاطى أدوية تؤثر على جهاز المناعة ولم يتعرض لكوفيد 19 أو اشتباه للتعرض، بالإضافة لعدم حصوله على أى تطعيم غير حى خلال أسبوعين، أو حى خلال أربعة أسابيع قبل إجراء التجارب، خاصة أن كل هذه الدواعى تتداخل وتؤثر على دقة تسجيل النتائج، وفيما يخص السيدات يشترط ألا تكون حاملا أو لديها أطفال رضع، ويتم إعلامها بضرورة تأجيل الحمل بعد التطعيم لمدة 3 أشهر، ويفضل خلال سنة المتابعة حتى تكون النتائج المسجلة دقيقة فنحن نحاول استبعاد اى عامل أو فرضية تؤثر على الاستجابة المناعية، خاصة أن هذه التجارب قائمة على قياس فعالية الأجسام المضادة وفترة استمرارها. 

ما آخر المستجدات التى كشفت عنها التجارب السريرية؟ 

- أحدث ما تم التوصل له إلى الآن أن بعد الإصابة بكورونا  توجد الأجسام المضادة من(50-90) يوما وقد تظهر دراسات جديدة..ولكن لم يتم إثبات وجود حماية مستديمة كالحصبة أو الجديرى.

هل التطعيم بلقاح الإنفلونزا يقلل من أعراض كورونا؟

- لقاح الإنفلونزا ليس له أى علاقة بكورونا ولا يحمى أو يقلل من أعراضها أبدا فاللقاح والمصل يعمل بشكل متخصص ولكن نصيحتنا بأخذ لقاح الأنفلونزا لأن عندى مرضين يهاجمان الجهاز التنفسى وعندى وسيلة وقائية ضد واحد منهما, استفيد به!! وإن شاء الله يكون عندنا الثانى لمحاربة الكورونا ونستفيد به ايضا فى المستقبل القريب.. الأمر الثانى أن الأعراض بين الأنفلونزا والكورونا قد تتشابه فى بدايتها فعندما أكون متطعما من الأنفلونزا  لن أدخل فى شك فى الأعراض التى تخص أيًا منهما!!ولن يكون هناك تداخل فى التشخيص المبدئى فأخفف العبء عن الأجهزة الطبية.».

هناك من يروج شائعات بأن هدف الحقن باللقاح هو التجسس على الأفراد؟

- لكى يتم إجراء للتجسس على إنسان واعى بسرنجة!! فيجب تغيبه لعمل عملية زرع أداة للتجسس! وخلال عملى فى هذا الحقل على مدار عشرين عامًا لا ولن يوجد ما يمكن زرعه من خلال مصل لا يتجاوز المليليترات فى سرنجة لا يرى ما بداخلها بالعين المجردة فى أقل من بضع ثوان فهو كلام يدعو للضحك والحزن فى نفس الوقت كذلك لم يتم تسجيل أى أعراض جانبية أو خطيرة فهناك من يتلذذ بإطلاق الشائعات التافهة التى تضيع الوقت.».

هل هناك إجراء جديد فيما يخص التطعيم ضد الإنفلونزا؟ 

- التطعيم ضد الإنفلونزا هو فيروس يتم عن طريق الحقن يتضمن سلالات من الأنفلونزا تم عزلها فى الربيع الماضى حيث ظهرت تغيرات طرأت على الفيروس وستظهر الشتاء القادم وكانت التوصيات بالتطعيم ضد ثلاث وأربع سلالات وكانت مصر تعطى المصل الثلاثى ولكن قررت هذا العام أخذ الرباعى لتغطية وقائية أكبر فالإنفلونزا سلالات عديدة ولكن أكثرها انتشارا وحدة ســـلالتين من الســلالة AB وهو الموجود حاليًا للتطعيم فى مصر منذ منتصف سبتمبر، وهو للتطعيم لفوق ثلاث سنوات وما يوجد الآن الثلاثى من ستة شهور أما الرباعى لما فوق ستة شهور فقريبا سيتوفر الشهر القادم.».