الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

أبو الغيط: زوجتى نصحتنى بتفريغ شحنة الألم والضيق فى الكتابة

«عقب عام 1952 شهدت مصر إقبال العديد من وزراء الخارجية المصرية على كتابة مذكراتهم، فنحن فى وزارة الخارجية نجيد الكتابة، حتى إن البعض يجيد الكتابة الأدبية، وبالتالى لا يعد غريبًا على الإطلاق أن تجدنا حريصين كل الحرص على كتابة  أكثر من كتاب»، بهذه الكلمات استهل الأمين العام لجامعة الدول العربية، السفير أحمد أبوالغيط، كلمته فى حفل إطلاق النسخة الإنجليزية من كتابه «شهادتى» بالجامعة الأمريكية.



3 عناصر رئيسية ساهمت فى إصرار «أبوالغيط» على ضرورة الإسراع فى كتابة مذكراته، كما يقول، أولها التقدم فى العمر، لذلك كان عليه إتمام مهمته ولا تزال الذاكرة حاضرة، ولديه القدرة على التعبير عن النفس جيدًا، العنصر الثانى يكمن فى الثروة الهائلة من المعلومات التى أصبحت بين يديه، والتى أرجع الفضل فيها لرجل يدعى «سامى الشجيع» على حد وصفه، الذى كان يشغل منصب مدير عام المكتب بإدارته السياسية والمالية والإدارية، فقد كان هذا «السامى الشجيع» يمكث سنويًا لإنجاز أسطوانة كمبيوتر تتضمن جميع تفاصيل مهام عمله فى وزارة الخارجية على مدار سبعة أعوام كاملة، وأثناء مغادرته لمكتبه أهداه إياها، والعنصر الثالث  يتلخص فيما شهدناه جميعًا خلال عامى 2011 و2012 من القيل والقال، الذى كان 99.9 % منه لا أساس له من الصحة أو الدقة.

فى مدح الزوجة والحبيبة وفى وصف كتابه «شهادتى»  قال «أبوالغيط»: «فى تلك الأثناء تملكتنى حالة من الألم والضيق جراء ما شهدته مصر «بلدى العظيم» الذى مكثت خمسين عامًا فى خدمته، وفداءً له أدفع عمرى ثمنًا من أجل أن ينعم بأمنه واستقراره، فى هذا التوقيت كنت مقيمًا بمنزلى فى شمال الدلتا، وكانت هناك سيدة حكيمة رقيقة أنيقة، تعرفت عليها شابًا فى عام 1966 وتزوجتها فى عام 1968، نصحتنى بتفريغ شحنة الألم والضيق فى كتابة تجربتى من أجل بلدى وشعبه، وبالفعل فعلى مدار ثلاثة أشهر مكثت لتفريغ محتوى الأسطوانات التى بحوزتى، ومن ثمَّ جاءت مرحلة الكتابة، التى استمرت على مدار تسعة أشهر، لتصبح النتيجة إصدار كتابين «شاهد على الحرب والسلام»، و«شهادتى».

حفل إطلاق النسخة الإنجليزية لكتاب «شهادتى» للأمين العام لجامعة الدول العربية  تطرق خلاله «أبوالغيط» لأدق تفاصيل تجربته من خلال كتابه «شهادتى»، ومناقشة العديد من المحاور الرئيسية التى تضمنها الكتاب مع الحضور، منذ تكليفه بمنصب وزير الخارجية المصرية، مرورًا باستعراضه لفلسفة السياسة الخارجية المصرية وعلاقة مصر بدول العالم أجمع، وصولاً لشهادته حول  تفاصيل الـ 45 يومًا الأخيرة فى عهد الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك وأبرز التحديات التى شهدتها هذه الفترة فى تاريخ مصر.