الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

عاوزاه غني.. ووسيم,, ومتجوز!

كنا زمان.. نحن النسوة.. نحلم بفتى الأحلام، واحدة تتمناه طبيبًا وأخرى تحلم بمهندس، وهناك من تطمع أن يمتلك شقة بجنينة وعربية آخر موديل، أما الآن يا سادة.. فهناك بنات يبحثن عن فتى أحلام يكون متزوجًا!



والأسباب كثيرة وربما مقنعة، فلماذا أتحمل «غسيل وطبيخ وتنظيف» طوال الأسبوع ومسئولية كاملة فى حين أننى يمكننى أن أتحمل نصف مسئولية؟!

 

ولماذا أتزوج شابًا فى مقتبل عمره وأجاهد معه وأتحمل معه مصاعب الحياة، ونعيش يومًا حلوًا ويومين فى مر فى حين أننى ممكن أتزوج رجلاً عاش المر وقضى عليه وأعيش معه الحلو فقط؟!

هناك دراسة بريطانية من جامعة «شيفيلد» كشفت أن الزواج للمرة الثانية يُعزز نجاح الرجل على الصعيدين المهنى والمادى ويمنحه الثقة بالنفس؛ إذ إن هذه العينة من النساء تقوم بخدمة جليلة للرجال.

هنا يجب أن نتساءل: هل الرجل الذى يتزوج على زوجته يكون ناقص الثقة بنفسه؟!

كما أكدت بعض الدراسات أن الزوجة الثانية سبب أكيد فى سعادة الأولى، ربما لأنها تريحها يومين أو ثلاثة من تواجد زوجها ومتطلباته! وكما يقول المثل الشائع «القفة أم ودنين يشيلوها اتنين».

هناك أسباب أخرى بالطبع لقبول سيدة أن تتزوج رجلاً متزوجًا مثل قصة حب قديمة، أو حتى جديدة، فالحب مثل القضاء لا نستطيع منعه ولا مقاومته.

هناك أيضًا الحاجة لرجل ينفق لضيق ذات اليد، ولكننا هنا نناقش تحديدًا المرأة التى تصر وتضع شرطًا محددًا، أن يكون العريس متزوجًا!

تريده جاهزًا.. ربما يذكرنا هذا الوضع بمصطلح الـ sugardaddy، وهو مصطلح للرجل كبير السن الغنى الذى يحب بنتًا صغيرة ويصرف عليها ببذخ مقابل أن تتزوجه أو تدخل فى علاقة معه!

هنا تكون العلاقة واضحة وصريحة، أما الفتاة التى تشترط الزواج من رجل متزوج.. فتريد تكوين أسرة بنصف رجل، تخدعه وتصور له أنها تحبه لشخصه، وأنها تريد إسعاده وتنقذه من زوجته الأولى التى تُحمِّله الهموم وتُثقل عليه بالأعباء والشكوى، والحقيقة أنها لا تريد سوى إسعاد نفسها واستغلاله، وإذا وقع وخسر صحته أو فلوسه أو أى شيء ستكون أول من يردم عليه التراب أو أول من ستمسك يده لتجعله يكتب لها ما يملك لأن هذا هو السبب الأساسى فى هذا الزواج.

لو أحبته.. لن تستطيع أن تتخيل أنه سيتركها ويذهب لأخرى حتى لو كان فى الحلال، لو أحبته لن تسمح أن يقبل القسمة على اثنين!

صدمنى الدكتور أحمد ترك أحد علماء وزارة الأوقاف عندما وصف الحالة بظاهرة مرضية، لأننى ظننت أنه سيرد بأن هذا حلال.. وليس من العيب فى شىء، لكنه أكمل حديثه قائلًاعندما لاحظ دهشتى من كلامه:.. إن الشرع الحنيف ليس مجرد أحكام فقط؛ بل هو يراعى الحالة من كل جوانبها، حتى الحالة النفسية، الزواج أساسه السكينة، وتعمير منزل، والمودة والرحمة والتفاهم، والاستقرار لتكوين الأسرة تتمتع بالأمان فى كل شىء، الزواج ليس مجرد عقد لإقامة علاقة جنسية، هذا ضد الفطرة، وعندما سألته عن رده على من يقول أنه حلال الله، رد قائلًا: من قال إن الشرع حلال وحرام فقط؟ الشرع به خمسة أحكام.. حلال وحرام ومباح ومكروه وفريضة، فسألته: وفى هذه الحالة ماذا سيكون الحكم؟ فرد بأن قصة التعدد موضوع كبير وكل حالة تختلف عن غيرها ولا يجوز التعميم فالفقه مسائل كل واحد له مسألته.

أما استشارى الإرشاد النفسى الدكتورة شيرين شوقى فقالت: إن هذه المرأة لديها خلل فى المنظومة القيمية، التى تبنى الشخصية وتؤسس مبادئها وأخلاقها، وهذه العينة من البشر تكون أعلى درجة فى سلم منظومتها القيمية هى المادة، فالقيمة المادية هى التى تحركها وبعدها القيمة الجمالية فتبحث عمن يدللها ويقول «كلام حلو»، سنجد أن هذه البنت القيمة الاجتماعية عندها منخفضة جدًا وتكاد تكون معدومة، فهى لا يفرق معها لا عائلته ولا أن تكون عائلة طبيعية.

غالبا تكون أيضًا عندها احتياجات مادية شخص يعانى من الحرمان أو الحاجة.. وللأسف تكون الأخلاق عندها هشة ولا تعرف الصح والغلط ثقتها بنفسها ضعيفة جدًا.. فغالبًا أى شخص يحب عمل السهل، لكن منظومتنا الأخلاقية تمنعنا من هذا ونأخذ الطريق الأسهل.