الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

سيكولوجية زوجة تقبل زواج جوزها!

بين حين وآخر تطل علينا بعض النساء يطالبن بضرورة تقبُّل فكرة أن يتزوج أزواجهن من غيرهن، بدعوى أن الرجل من طبعه التعدد، وأنها فطرته، وأن الزواج هو شرع الله الذى يحميه من الوقوع فى الحرام.



وهى أفكار غريبة على مجتمعنا، النسبة الأكبر من النساء ترفض هذه الفكرة من الأساس، ويكون اكتشاف ارتباط الزواج بأخرى أحد أهم أسباب الانفصال وانتهاء العِشرة.

سألنا خبراء علم النفس والاجتماع عن السيكولوجية النفسية للمرأة التى تقبل بالتعدد، فأكدوا أن مجرد قبول الفكرة هو عكس الطبيعة البشرية التى تحكم العلاقات الإنسانية، وأن المرأة الشرقية لم تتخلص من ثقافة الجوارى ولا من السُّلطة الذكورية.

• ثقافة الجوارى 

فى البداية تقول الدكتورة نادية رضوان أستاذ علم الاجتماع: إن هذه النماذج تكون غالبًا تعيش معاناة، ولكنها تحتاج إلى الرعاية أو الحماية، نماذج تفتقد للاستقلال المادى والمعنوى والفكرى،غير قادرات على التكفل بأنفسهن، مرضَى ثقافتهن هى ثقافة الجوارى، ولا يعرفن شيئًا عن كرامة المرأة.

ويرجع الأمر للنظرة البدائية، فالسُّلطة الذكورية جعلت الرجل هو صاحب اليد الطولى، وفى العصور البدائية كان الرجل هو الصياد الذى يأتى بالطعام للمرأة،التى تنتظره، وإن غضب منها حرمها من الطعام وفقدت الأمان، فاحتياج المرأة للرجل هو الذى سبَّب لها الذل.

بعض النساء المجتمع الشرقى لاتزال تشعر أنها جارية، وزوجها «سى السيد».

سألتها: هل منهن ضحايا لأفكار دينية خاطئة؟ 

 فأجابت: نعم، وهن مغيبات،فحتى الآن هناك نساء يعتقدن أنهن إذا كانت المرأة غاضبة من زوجها وامتنعت عنه فى العلاقة الجنسية فإن الملائكة تلعنها، وهذا مانطلق علية عبودية الرجل للمرأة.

والمرأة لا تكون حُرة فى قرارها ولا تقبل العبودية إلا عندما تملك لقمة عيشها.

وتضيف رضوان: لا توجد امرأة فى العالم تقبل أن تشاركها امرأة فى زوجها، فهذه طبيعة المرأة، بل فطرة الإنسان عمومًا سواء رجل أو امرأة، فهذه الموافقة ضد الطبيعة البشرية.

فالمرأة التى تحب زوجها ومشاعرها تكون مخلصة، ومن المستحيل أن تقبل حتى بالفكرة، أمّا المرأة المستفيدة من زوجها أو التى تعيش معه لأنها تستغله أو هو مصدر دخلها الوحيد فإنها تتقبل الفكرة.

المرأة الذليلة هى مَن تقبل بذلك، 

أحيانًا تقبل بذلك المرأة الميسورة أيضًا لوجود سبب (يلوى ذراعها)كوجود أطفال لا ترغب فى تأثرهم بالانفصال.

• بنية الزواج المختلة

الدكتور أحمد خيرى حافظ أستاذ علم النفس الإكلينيكى بكلية الآداب جامعة عين شمس، قال: لا بُدّ أن نلتفت إلى أنه توجد تغيرات حدثت فى الفترة الأخيرة غيرت من الأسرة وشكلها التقليدى وأسس تكوينها وتماسكها واستقرارها، أصبح يوجد خلل فى البنية العامة فيما يتعلق بمنظومة الزواج فى المجتمع.

مؤكدًا أن بعض العلاقات الزوجية بالتالى تعرضت لهذا الخلل، وأصبح هناك العديد من المخاطر التى تهددها، مثل الخرس الزوجى، والمسافة النفسية التى اتسعت بين الزوجين، وخروج الأزواج للعمل لفترات طويلة.

بجانب وسائل الإعلام التى لعبت دورًا فى الترويج لفكرة الزواج الثانى من خلال الدراما.

وأكد أن المرأة التى تقبل أن يتزوج زوجها هى امرأة إمّا ليس لها حيلة، ولا يوجد أمامها بديل، قد تكون بين نارَيْن؛ نار الطلاق والوقوع فى المجهول بلا سَنَد وبلا مستقبل؛ خصوصًا أن الكثير من أسَر الفتيات لم تعد ترحب بابنتهم المطلقة؛ نظرًا لصعوبة المعيشة وغلائها.

أو مريضة؛ لأن الدين الإسلامى عندما أباح التعدد وضع له شروطا وضوابط.

وأكمل: بحُكم خبرتى العلاجية الطويلة لا توجد امرأة فى الكون تقبل أن يكون لها ضُرَّة وتكون سعيدة، فالعلاقات الزوجية أساسها الحب والمودةوالدفء،فلا يصح إلا العلاقة المستقرة الواحدة.

فالصورة القديمة أن الرجل له نساء عديدات، ومامَلكت أيمانُه بخلاف زوجاته هى صورة متخلفة لا تصلح للعصر الحديث.

وقد أشرتُ لهذه القضية من قبل فى كتاب لى اسمه «أزمة منتصف العمر»، رصدت فيه معاناة زوجة بعدما كافحت مع زوجها عُمْرًا بأكمله تزوّج من أخرى أصغر منها، كان ينظر للأمر بأنه حق شرعى، بينما هى ترى أنه خانها.

وأعلن الدكتور أحمد خيرى، إعجابَه لقرار تونس بمنع الزواج الثانى، مؤكدًا أنه يجب أن نأخذ بما فعلته تونس؛ لأن الأذى النفسى على الزوجة الأولى يكون كبيرًا جدّا.