الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

الفريق محمد عباس حلمى قائد القوات الجوية: نحمى الأمن القومى بأحدث الطائرات المقاتلة

تحتفل مصر هذه الأيام بالعيد الـ 88 للقوات الجوية، نسور الجو وحماة سماء مصر، درع الوطن الحامي، بعث إليهم الفريق محمد عباس حلمي – قائد القوات الجوية. عدة رسائل في حوار مهم، كشف من خلاله عن أبرز القطع العسكرية المنضمة حديثًا للقوات الجوية، وكيفية تأهيل الطيار المقاتل، والتعاون المشترك بين الدول من خلال التدريبات العسكرية، وتاريخ أطول معركة جوية فوق سماء المنصورة يوم 14 أكتوبر 73 والذي أصبح عيدًا للقوات الجوية، احتفلنا معهم وشاركنا نسور قواتنا الجوية عيدهم.



 

تتوالى على مصر فى الفترة الأخيرة عدة أحداث؛ بدءًا من أحداث يناير وحتى الآن، ما أدى إلى إضافة مهام جديدة للقوات الجوية، نرجو إلقاء الضوء عليها؟

- ترَتب على قيام ثورتى «25 يناير، 30 يونيو» وتغير موازين القوى فى منطقة الشرق الأوسط وبالأخص دول الجوار وفُرِض على مصر تحديات وتهديدات جديدة لتأمين الدولة داخليًا وخارجيًا، ما ألقى على عاتق القوات الجوية من مهام إضافية مثل تأمين حدود مصر على جميع المحاور الاستراتيجية على مدار الساعة بالتعاون الوثيق مع باقى أسلحة القوات المسلحة فتم إحباط الكثير من عمليات تهريب السلاح والمخدرات عبر الحدود على مختلف الاتجاهات. 

كما تجلى الدور البارز لقواتنا الجوية عبر مشاركتها الفعالة فى عملية «حق الشهيد» بصفة مستمرة للقضاء على العناصر الإرهابية بشمال ووسط سيناء بمناطق «رفح – الشيخ زُويّد – العريش» .. وكذا مكافحة تسلل العناصر الإرهابية عبر الشريط الحدودى لدول الجوار لتجفيف منابع الإرهاب الأسود والعمل بكل حسم لتدمير البؤر الإرهابية كما تقوم القوات الجوية برصد وتتبع  ومكافحة محاولات الهجرة غير الشرعية.

• فى ظل الظروف العصيبة التى تمر بها بعض دول الجوار من حالة عدم الاستقرار ومخططات تقسيم واستهداف المنظمات الإرهابية لها لتحقيق أطماعها، هل هذا كان الدافع وراء تحديث منظومة التسليح داخل القوات الجوية؟

- طبعًا هذا أحد العوامل المؤثرة والتى يتم اتخاذها فى الاعتبار لأنه يَمَس جوهر الأمن القومى المصري، لكن العوامل المؤثرة فى اختيار أسلحة الجو الحديثة يُبنَى فى الأساس على طبيعة المهام والتحديات والتهديدات المحتملة ضد الأمن القومى المصرى بغرض حماية المقدرات وثروات الدولة المصرية وإذا استدعى الأمر توجيه ضربات للعناصر الإرهابية.

• تحرص العديد من الدول الشقيقة والصديقة على الاستفادة من الخبرة القتالية والتدريبية لقواتنا الجوية.. نود من سيادتكم إلقاء الضوء على أهم هذه التدريبات والدول المشتركة فيها؟ وما هى أوجه الاستفادة من هذه التدريبات؟ - تعتبر القوات الجوية المصرية دائمًا محل تقدير من الدول الشقيقة والصديقة ويظهر ذلك فى رغبة العديد من الدول فى مشاركة قواتنا الجوية فى التدريبات لتبادل الخبرات ومهارات القتال.. فهناك تدريبات مشتركة كثيرة مع الدول الشقيقة على مدار العام مثل«اليرموك» مع الجانب الكويتى والتدريب المشترك «زايد» مع الجانب الإماراتى والتدريب المشترك «حمد» مع الجانب البحرينى والتدريب المشترك «فيصل» مع الجانب السعودى.. هناك تدريبات مشتركة كثيرة مع الدول الصديقة مثل النجم الساطع مع الجانب الأمريكى والبريطانى والفرنسى والإيطالى والتدريب المشترك كليوباترا مع الجانب اليونانى، بالإضافة إلى التدريب المشترك «ميدوزا» مع الجانب اليونانى، والتدريب المشترك «حماة الصداقة» مع الجانب الروسى والكثير من الدول الأخرى..  وفى إطار تلك التدريبات تتم الاستفادة من تبادل الخبرات ومهارات القتال المتنوعة، مما يزيد من قدراتنا القتالية على مختلف الاتجاهات.

تطوير مستمر

• كيف يتم الحفاظ على الكفاءة الفنية والتأمين الفنى للطائرات المقاتلة متعددة المهام والنُّظم القتالية المتطورة لتكون قادرة على أداء مهامها بدقة وكفاءة عالية؟

- يتم التطوير فى القوات الجوية ضمن منظومة أعم وأشمل وهى منظومة التطوير بالقوات المسلحة بصفة عامة والقوات الجوية كأحد الأفرع الرئيسية للقوات المسلحة وتشمل منظومة التطوير داخل القوات الجوية مجالات مختلفة منهـا:

•مجال التسليح:

تَحرِص القيادة العامة للقوات المسلحة على التحديث المستمر لقدرات وإمكانيات القوات الجوية، من خلال إمداد القوات الجوية بمنظومات متطورة من الطائرات متعددة المهام «الرافال» والتى تعد من أحدث طائرات الجيل الرابع المتطور لما تَملِكُه من نُظم تسليح وقدرات فنية وقتالية عالية، والطائرات الموجهة المسلحة وكذا طائرات النقل «الكاسا»، وأيضًا «طائرات الإنذار المبكر والاستطلاع» والهليكوبتر الهجومى والمسلح والخدمة العامة من مختلف دول العالم، بما يتناسب مع متطلباتنا العملياتية ليصبح لدينا منظومة متكاملة من أحدث الطائرات.

كما يتم تحديث طائرات التدريب بما يتناسب مع امتلاك الطائرات متعددة المهام الحديثة. ويتبع ذلك تحديث وزيادة أعداد المحاكيات للارتقاء بمستوى تدريب الأطقم الطائرة لتحقيق الجدوى الاقتصادية والعملياتية للحفاظ على الكفاءة القتالية والفنية للطائرات لتكون جاهزة على أداء مهامها على مدار الساعة وتحت مختلف الظروف.

• فى مجال التدريب:

التدريب هو العنصر الفعال فى الحفاظ على الجاهزية العملياتية لتحقيق مهام القوات الجوية و القوات المسلحة، وتطوير التدريب فى القوات الجوية يتم على عدة مراحل ، تبدأ بالكلية الجوية التى تعتبر حجر الأساس لضخ دماء جديدة من الطيارين والجويين داخل صفوف القوات الجوية، يليها معهد دراسات الحرب الجوية الذى يضاهى أفضل أكاديميات الحرب الجوية فى العالم لتأهيل الضباط فى مختلف التخصصات.

• الكلية الجوية:

تستخدم أحدث الأساليب العلمية والمعامل ومحاكيات الطيران بهدف تطوير العملية التعليمية وتدريس أحدث مناهج العلوم الجوية فى العالم ويتم ذلك فى جناح العلوم داخل الكلية والذى يتلقى فيه الطلاب المحاضرات والمناهج النظرية فضلاً عن وجود محاكيات لأحدث طائرات التدريب فى العالم / ومحاكيات علوم المراقبة الجوية والتوجيه لمواكبة التكنولوجيا المتسارعة فى عالم الطيران، كما يتم إعداد الطالب نفسيًا وبدنيًا بواسطة متخصصين باستخدام أحدث الأجهزة والمعدات لتحقيق أعلى معدلات الأداء التى يتطلبها الطيران فى المراحل المختلفة لتأهيل الخريجين وإعدادهم للعمل داخل التشكيلات الجوية.

- فى مجال التأمين الفنى:

تقوم جهات التأمين الفنى بالقوات الجوية من خلال الإدارة المتكاملة لأنشطة التخطيط والتأمين الفنى بتطبيق أعلى معايير الجودة والسلامة المتبعة على مستوى العالم لتقديم الدعم الفنى المتكامل لصيانة جميع طرازات طائرات القوات الجوية.

• فى مجال التأمين الهندسى:

تتمثل أعمال التأمين الهندسى للقوات الجوية فى تهيئة الظروف المناسبة لضمان استمرار تدريب وعمل القوات الجوية فى السلم والحرب وتقديم الدعم اللازم للاحتفاظ بأعلى درجات الجاهزية بالقواعد الجوية والمطارات لتكون قادرة على تنفيذ المهام بكفاءة وقدرة عالية فى أى وقت.

• فى مجال التأمين الطبى:

توفر القوات الجوية الرعاية الصحية والتأمين الطبى الشامل للضباط وضباط الصف والجنود وتتم الرعاية الطبية بواسطة أطباء ذوى خبرة مستخدمين أحدث الأجهزة الطبية فى جميع التخصصات وكذا أطقم إدارية وتمريض على مستوى فنى وإدارى مميز، يوجد بالقوات الجوية معهد لطب الطيران والفضاء بغرض تنفيذ الاختبارات الفسيولوجية للأطقم الطائرة وإجراء بعض التدريبات الخاصة بهدف رفع الكفاءة وتحسين الأداء الفسيولوجي، كما يقوم معهد طب الطيران والفضاء بإجراء الكشوفات الطبية وتحديد اللياقة الطبية للطلبة المتقدمين للالتحاق بالكلية الجوية باستخدام أحدث النظم الطبية العالمية.

عقيدة عسكرية

• كيف يتم التأهيل بالقوات الجوية لإعداد وتدريب طيارينا والكوادر الفنية خاصة فى ظل التقدم التكنولوجى الراهن؟

- الركيزة الأولى لنجاح القوات الجوية فى أداء مهامها هو الفرد المقاتل المزود بعقيدة عسكرية وروح معنوية مرتفعة وقدرة على الأداء الجيد والإلمام التام بمهامه فى السلم والحرب وذلك بامتلاك لياقة ذهنية وبدنية عالية ليصبح قادرًا على استخدام أحدث المعدات.

 وتلك الصفات هى التى تمكن الفرد من أداء مهامه القتالية بأعلى معدلات الأداء وأقل استهلاك للمعدات والأسلحة والذخائر تحت مختلف الظروف، وتقوم قواتنا الجوية بمسايرة أحدث الوسائل العلمية فى مجال إعداد الفرد المقاتل بداية من الكلية الجوية بعد تطويرها وصولًا إلى تشكيلاتنا الجوية التى يتم فيها التأهيل من خلال برامج الإعداد التخصصى والبدنى، بالإضافة إلى مساعدات التدريب الأرضية وتنفيذ التدريبات فى ظروف مشابهة لظروف العمليات الحقيقية.

فضلا عن استخدام ذخائر العمليات لتحقيق مبدأ الواقعية فى التدريب، كما تم توفير المحاكيات المتطورة للطائرات الحديثة لزيادة الكفاءة القتالية والاستعداد القتالى.

أما بالنسبة للكوادر الفنية فتقوم القوات الجوية باختيار العناصر المتميزة للعمل فى مجال التأمين الفنى ثم يتم تأهيلهم التأهيل النفسى والبدنى والعسكرى والعلمى اللازم فى مراكز إعداد الفنيين بعد تخرجهم والتحاقهم بالتشكيلات الجوية.

 وتستمر منظومة التأهيل والرعاية من خلال التدريب النظرى والعملى والتوسع فى استخدام مساعدات التدريب المتطورة واكتساب الخبرة من الكوادر الفنية المؤهلة على مختلف الطرازات بالقوات الجوية كما يتم تأهيلهم بدورات وفرق خارج البلاد، مع توفير الرعاية الصحية والاجتماعية للضباط والأفراد وعائلاتهم والاهتمام بمستوى المعيشة للصف والجنود وتوفير نوادٍ ترفيهية لرفع الروح المعنوية لهم.

• تشارك القوات الجوية أجهزة الدولة فى دعم مسيرة التنمية والمعاونة فى خدمة المجتمع المدنى؛ فما هى الجهود التى تقوم بها القوات الجوية فى هذا المجال؟

- تقوم القوات الجوية بدور مهم لصالح أجهزة الدولة والقطاع المدنى لما لها من قدرة على رد الفعل السريع فى مواجهة الكوارث الطبيعية،  فتكون دائمًا فى طليعة الأجهزة التى تبادر بالتدخل السريع فى مواجهة الكوارث الطبيعية واستطلاع المناطق المنكوبة والمعزولة لتحديد حجم الخسائر وتنفيذ أعمال الإخلاء الجوى للجرحى والمصابين والنقل والإمداد بمواد الإغاثة للمتضررين.

 وكذلك مكافحة الحرائق ومراقبة شواطئنا ومياهنا الإقليمية من التلوث الناتج عن السفن، وتقوم طائرات الإسعاف الطائر بنقل المصابين من جميع أنحاء الجمهورية إلى المستشفيات لسرعة تلقى العلاج.

• ما الخدمات التى تقوم بها القوات الجوية لأبنائها من أسر الشهداء «الضباط – ضباط الصف – الجنود»؟

-الوفاء ورد الجميل هو صفة أصيلة داخل القوات الجوية عن طريق الاهتمام بأبناء وأسر الشهداء فى لمسة وفاء لمن ضحوا بأرواحهم فى خلال مواجهة الإرهاب الأسود الذى يضرب مصر هذه الأيام ... لذا أنشأت القوات الجوية منظومة خاصة بأسر الشهداء لتحقيق التواصل معهم بشكل مستمر، وتقديم العون لهم فى جميع المجالات المختلفة داخل القوات المسلحة ، أو بالقطاع المدنى.

 كما تقوم القوات الجوية بتقديم الرعاية الطبية لأسر الشهداء ومتابعة حالتهم الصحية بشكل كامل بمستشفى القوات الجوية وتولى القوات الجوية الاهتمام بشكل خاص بأسر وأبناء الشهداء باستخراج كارنيهات العضوية لـ «دار القوات الجوية – نوادى القوات المسلحة »، كما تقوم بترشيح أسر الشهداء لأداء فريضة الحج ومناسك العمرة ضمن بعثة إدارة الشئون المعنوية.

ذكرى النصر

• نريد إلقاء الضوء على دور القوات الجوية أثناء حرب أكتوبر المجيدة؟ ولماذا تم اختيار يوم 14 أكتوبر عيدًا للقوات الجوية؟

- خلال حرب أكتوبر المجيدة عام 1973 سطَّرت قواتنا المسلحة ملحمة بطولية شهد لها العالم، وجاءت أعمال قتال قواتنا الجوية فى الطليعة، حيث قامت بالعديد من البطولات منها الضربة الجوية الأولى التى أفقدت العدو توازنه فى بداية الحرب واستمر طيارونا فى تنفيذ المهام خلال أيام الحرب حتى جاء يوم 14 أكتوبر1973.

 ففى هذا اليوم حاول العدو القيام بتنفيذ هجمات جوية ضد قواعدنا الجوية بمنطقة الدلتا بهدف إضعاف التجمع القتالى لقواتنا الجوية، وإفقاد قواتنا القدرة على دعم أعمال قتال القوات البرية، فتصدت مقاتلاتنا للعدو ودارت أكبر معركة جوية فى سماء مدينة المنصورة والتى سُميت فيما بعد بمعركة المنصورة، شاركت فيها أكثر من 150 طائرة من الجانبين.

 وقد أظهر فيها طيارونا جراءة وإقدامًا ومهارات فائقة فى القتال الجوى واستمرت هذه الملحمة أكثر من 53 دقيقة تكبَّد العدو خلالها أكبر خسائر فى طائراته، حيث تم إسقاط 18 طائرة «رغم تفوقه النوعى والعددى»، ما أجبر باقى الطائرات المعادية على الفرار من سماء المعركة ومنذ ذلك التاريخ لم يُقدِم العدو الجوى على مهاجمة مصرنا الحبيبة ومن هنا تم اختيار هذا اليوم عيدًا للقوات الجوية.

•كلمة توجهها لرجال القوات الجوية وشعب مصر بمناسبة عيد القوات الجوية؟

- أُهَنئ رجال القوات الجوية من ضباط وصف وجنود بمختلف تخصصاتهم بعيد القوات الجوية، وأشيد بحفاظكم على مستوى الأداء المتميز وعطائكم وجهدكم الذى تبذلونه لرفع كفاءتكم القتالية وصِقَل مهاراتكم بالتدريب المستمر.

 فأنتم تضربون كل يوم مثالًا للتضحية والبطولات وتحليكم بأعظم صور الشجاعة والبسالة النادرة راجيًا لكم دوام التوفيق فى مهامكم ومسئولياتكم التى تحملون أمانتها،  وتضطلعون بها فى حماية الوطن والدفاع عن أمنه وسلامة وقدسية أراضيه.

 وأدعوكم للاستمرار فى بذل الجهد والعطاء من أجل رفعة قواتنا المسلحة استكمالًا لمسيرة رجال القوات الجوية السابقين الذين ضحوا بأرواحهم ودمائهم بكل غالٍ ونفيس من أجل الوطن وسطَّروا فى التاريخ بطولات لا تُنسى، وعلى الشعب المصرى أن يفتخر بقواته المسلحة وقواته الجوية الذين يقفون دائمًا مع إرادة الشعب العظيم ضماناً لاستقراره ورخائه وصونًا لمقدرات شعبنا العظيم وتاريخه وحضارته المجيدة لتظل مصرنا الغالية حُرَةً أبية.