الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

الحل فى بيزنس على «السوشيال؟!»

 أصبح للسوشيال ميديا تأثير كبير فى انتشار المشاريع البسيطة التى يتم التسويق لها من خلال الفيس بوك، وكانت صفحة «أمهات مصر المعيلات»، واحدة من الصفحات التى لاقت تداولا كبيرا خلال الفترة الماضية بسبب عرضها لمنتجات ومشاريع كثيرة، روجت لها على أنها منتجات لسيدات معيلات، بهدف مساعدتهن فى ترويج منتجاتهن وزيادة أرباحهن.



الشابة العشرينية شيماء محمد، هى واحدة من الأمهات المعيلات التى بدأت فى البحث عن فرصة عمل حتى تستطيع أن تعيش حياة كريمة مع أطفالها بعد انفصالها عن زوجها بعد عدة خلافات، فبدأت فى العمل كمدرسة ببعض الحضانات القريبة من منزلها، ثم العمل كمحفظة قرآن فى إحدى مدارس اللغات، لكنها لم تستمتع بممارسة هذه المهنة فقررت خريجة كلية الخدمة الاجتماعية أن تعود إلى هوايتها المفضلة.

«الكروشيه» هو  المهارة اليدوية التى تعلمتها شيماء قبل الزواج من محفظة القرآن، التى علمتها القرآن ومبادئ الكروشيه معا، لكن هذه المرة قررت أن تتعلم أفكارا جديدة تحسن من مستواها فى التنفيذ وتجعلها تستطيع أن تنافس المشاريع الموجودة على الساحة خاصة أن فن الكروشيه من الفنون القديمة وتوجد أسماء وصفحات كبيرة تقدم منتجات بجودة عالية.

فى البداية بدأت شيماء تسوق منتجاتها فى دائرة أقاربها وأصدقائها مع الاحتفاظ بصورة لكل منتج جديد تقوم بتنفيذه، وبعدما وجدت أن دائرة طلبات الكروشيه فى تزايد قررت أن تنشئ صفحة لمشروعها على فيس بوك ثم انستجرام لتنتشر، واستطاعت أن تحقق انتشارا جيدا بالنسبة للبداية.

وأثناء تصفح شيماء لفيس بوك، لفت نظرها صفحة أمهات مصر المعيلات، ولاحظت إعلانات خاصة بمشاريع المعيلات، فتواصلت مع «نرمين أبو سالم» المسئولة عن الصفحة، وأخبرتها عن مشروعها، بعدها لاحظت وضع إشارة «منشور ممول» على صفحة مشروع الكروشيه الذى بدأته منذ عام ونصف تقريبا، وكان لهذا الإعلان الممول تأثير إيجابى فى زيادة عدد المتابعين لصفحتها.. أكثر ما يسعد شيماء هو التعليقات الإيجابية التى تجدها من عملائها بعد استلام المنتجات، وكل ما تسعى إليه الآن هو أن يكبر مشروعها وتستطيع أن تفتح «بوتيك نسائى» متخصص فى المنتجات المصنوعة من الكروشيه حتى تحقق حلمها وطموحها ويفتخر بها ابنها فى المستقبل.

بعد الصدمة

بعد انفصال سارة أبو طالب عن زوجها، بعد زواج لم يستمر طويلا، ظلت مصدومة لفترة ليست قصيرة، وظلت حائرة بطفليها الصغيرين، لا تعلم من أين تبدأ ولا إلى أين تذهب، وظلت تتخبط بين الوظائف التى تجدها فى طريقها، تارة مدرسة وتارة شريكة فى مشروع صغير لم يحقق أى أرباح، إلى أن استجمعت نفسها وقررت أن تحقق حلمها. بدأت سارة صاحبة الـ 27 عاما فى البحث عن حلمها فى التفصيل وتصميم الأزياء، وأخذت فى حضور كورسات كروشيه وتصميم أزياء، ورغم صعوبة التنقل بصغيرها الذى كان عمره وقتها 8 أشهر فقط، استمرت فى الحضور وتطبيق كل ما تتعلمه أولا بأول حتى تطور من نفسها، وبعد انتهاء فترة هذا الكورس قررت أن تتخصص فى تصميم الأزياء فقط لأنه العمل الذى وجدت نفسها تستمتع فى تنفيذه.

استكملت سارة كل ما تريد معرفته عن التصميم من خلال فيديوهات متخصصة على موقع يوتيوب، وبدأت فى تصميم أزياء خاصة بابنتها الصغيرة لكى تكون الموديل الخاصة بها لعرض أفكارها، وبعد ما يقرب من 3 شهور عملت فيها على التصميم والتفصيل قامت بطرح أول «كوليشكن» خاص بها عبر صفحة مشروعها على فيس بوك.

حقق كوليكشن سارة انتشارا لا بأس به ووجدت بعض بنات الجامعة يطلبون منها تنفيذ بعض الموديلات، إلى جانب تفصيلها موديلات أخرى يطلبها منها العملاء. من العقبات التى واجهت سارة فى بداية مشروعها هى تكاليف تنفيذ الكوليكشن، فهى لا تمتلك ماكينة خياطة ولا قدرة مادية لشراء أقمشة واكسسوارت للملابس، فبحثت فى دولاب والدتها التى ما زالت تفضل تفصيل ملابسها عن أقمشة مناسبة لتصاميمها، أما عن الماكينة فاشترتها مستعملة بسعر مناسب استطاعت أن تدبره من المحيطين بها. مشروع التفصيل والتصميم حقق نجاحا كبيرا فى فترة قصيرة خاصة أن أغلب بنات هذا الجيل يفضلن التفصيل لسعره المناسب مقارنة بالملابس الجاهزة بالإضافة إلى قيام المحجبات بتنفيذ موديلات بكم وفضفاضة تناسب الحجاب دون ارتداء أكثر من قطعة ملابس تجعلهن يشعرن بالحر فى فصل الصيف. انضمام مشروع سارة لصفحة أمهات مصر المعيلات جعلها تشعر بسعادة كبيرة بعد التعليقات الإيجابية التى وجدها على الكوليكشن الأول الذى طرحته وجعلها ذلك تعجل فى تصميم آخر شتوى ليناسب الفترة المقبلة. لم تشعر سارة بأى قلق أثناء التواصل مع المسئولين مع صفحة المعيلات، فهناك عشرات من السيدات قمن بنشر  مشاريعهن على الصفحة وحصلن على تمويل ساعد فى زيادة عدد المتابعين على صفحاتهم. 

كله بيساعد

نهلة حسام هى واحدة من آلاف الأمهات اللاتى فاجأها القدر بوفاة زوجها بعد أن تعافى من سرطان الكلى، وأبناؤها فى عمر صغير، وبعد فترة وجدت أن المعاش التى تتقضاه بعد الوفاة عن عمله كسائق فى هيئة النقل العام لا يكفى مصاريف أبنائها الخمسة الذين ما زالوا فى مراحل تعليمية مختلفة.

حاولت نهلة أن تجد فرصة عمل ببكالوريوس التجارة الذى حصلت عليه فى بداية التسعينيات حتى تتخلص من المساعدات التى تحصل عليها من أشقائها وأقاربها بشكل دورى، حتى لا يشعر أبناؤها بأن لشخص آخر فضلا عليهم، لكنها لم تجد الفرصة المناسبة بحكم سنها التى تجاوز الـ45 عاما وكذلك عدم خبرتها فى أى تجربة عمل سابقة.  تقول نهلة قررت أن استغل مهارتى فى المطبخ وأبيع أكلات بيتى جاهزة على التسوية، فبدأت أجهز محاشى وممبار وخضار جاهز على الطبخ ومخبوزات وبسكويت وعيش شامى وسورى وكفتة شوى وبرجر وغيرها من الأكلات التى يصعب على المرأة العاملة تنفيذها بسبب ضيق الوقت. اختارت نهلة الذهاب إلى ميدان الحلمية أولا لقربه من منزلها، وثانيا لوجود فروع للبنوك والبريد وكذلك بعض المدارس، وروجت لأكلاتها بشكل جيد بسبب شكلها المرتب والنظيف، وخلال شهر أصبحت تعود لمنزلها بحقيبة الطعام فارغة بعدما كانت فى بعض الأحيان تعود ببعض الأطعمة دون بيعها. أصبح لنهلة زبائن يتواصلون معها ويطلبون أكلات مخصوصة، وأحيانا يطلبون منها التحضير لعزومات، أنشأت نهلة «جروب» على فيس بوك تديره لها شقيقتها ويقوم ابنها بتوصيل الطلبات لأقرب محطة مترو، أما المدن الجديدة فيزداد فيها ثمن التوصيل لبعد المسافة وزيادة تكلفة المواصلات. رغم نجاح المشروع إلا أن نهلة شاركت فى جروب المعيلات أولا لتدعم غيرها من السيدات اللاتى تمر بنفس الظروف التى عاشتها، وكذلك حتى تنشر فكرة مشروعها ويزيد عدد أعضاء الجروب فهى تحلم أن تؤسس مشروعا كبيرا يعمل معها فيه كل المعيلات من أقاربها وجيرانها، لأن فكرة تحمل مسئولية بيت به أطفال وشباب كبيرة وتحتاج لمصاريف كبيرة حتى يتم تعليمهم بشكل جيد.