الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

أسلحة حرَّمها الأمريكان.. وانتزعتها الدولة (الحلقة الثانية)

المسترال .. قاعدة عسكرية متنقلة



(جيش مصر يحمى ولا يهدد).. هذا ما أكده الرئيس السيسى فى اجتماع شيوخ القبائل الليبية فى مصر، فتلك هى حقيقة القوات المسلحة المصرية، تحمى وتدافع، ليس عن نفسها فقط، لكن عن أشقائها العرب وجميع دول الجوار، فاعتبرها الجميع رمانة الميزان للشرق الأوسط.

لذلك قررت القيادة المصرية الحصول على المسترال «جمال عبدالناصر» و«أنور السادات» لتأمين حدودنا ومياهنا الإقليمية فى البحر المتوسط والبحر الأحمر، وضمان السلام الشامل فى المنطقة والتكشير عن الأنياب إذا لزم الأمر.

قاعدة عسكرية برمائية

انضمت المسترال «جمال عبدالناصر» لأسطول القوات البحرية فى يونيو 2016 ثم تسلمت مصر فى شهر سبتمبر من العام نفسه المسترال الثانية «أنور السادات» ليصبح لدى مصر حاملتا طائرات.

والحقيقة أن فرنسا كانت تبنى المسترال لروسيا، لكن بسبب الأزمة «الأوكرانية - الروسية» بشأن جزيرة القرم؛ تم بيعها لمصر، بعد ذلك اتفقت مصر مع روسيا على تولى تسليحها وإمدادها بمنظومة صواريخ بعيدة المدى، ومنظومة دفاع جوى ورادارات متطورة الصنع.

والمسترال ليست حاملة طائرات فحسب، بل هى قاعدة عسكرية متنقلة، مساحة سطحها الإجمالية 5200 متر مربع، تستطيع حمل 13 دبابة، و110 عربات مدرعة، و16 هليكوبتر ثقيلة، أو 35 هليكوبتر خفيفة، فضلا عن الكتلة البشرية التى تستطيع استيعابها، وتحتوى أيضا على منظومة شديدة التطور لسلاح الدفاع الجوى، كما أنها مزودة بمنظومات رادارية ملاحية وجوية، فاعتبرت من أقوى حاملات الطائرات البرمائية فى العالم.

مناورات المسترال

أوضح اللواء بحرى وسام حافظ - المرشد بهيئة قناة السويس - أن وجود حاملات طائرات مثل المسترال كان ضروريّاً ومصيريّاً بالنسبة لمصر والمنطقة العربية، لأن مصر دولة مسئوليتها كبيرة، وأصبح لدينا تحديات كثيرة بعد أن تعددت مصادر الثروة مثل: قناة السويس، حقل الغاز «ظهر» بالبحر الأبيض المتوسط، وحقول بترول متعددة فى البحر الأحمر، كما أصبح لدينا مشروعات زراعية وصناعية ضخمة بالصحراء الغربية، بالإضافة إلى المفاعل الذرى الذى تقوم مصر ببنائه، فضلا عن مشكلتنا مع إثيوبيا بخصوص نهر النيل، والتهديدات عبر هذا الملف، ولا ننسى حربنا مع الإرهاب داخل حدودنا.

فمن هنا أصبح السلاح مُهمّا جدا، ووجود قاعدة بحرية فى البحر الأبيض، ومثلها فى البحر المتوسط من المسَلمات الضرورية لحماية سواحلنا وحدودنا الشرقية ومياهنا الإقليمية.

وأكد اللواء وسام أن الرئيس السيسى سعى إلى تزويد المسترال بغواصات حديثة الصنع، وطائرات متطورة، فضلا عن الاهتمام الفائق بفرد القوات المسلحة وتدريبه على استخدام هذه الأسلحة المتقدمة، كما سعت القوات المسلحة المصرية إلى تعزيز التعاون العسكرى بين الدول عن طريق المناورات، فبمجرد أن استلمت مصر المسترال قامت بالاشتراك مع فرنسا فى مناورة عسكرية بالمسترال، أعقبتها المناورة «ذات الصوارى»  التى اشتركت فيها جميع أفرع الجيش وتم رفع العلم المصرى على المسترال «أنور السادات» مع الفرقاطة الجديدة «سجم الفاتح» وأيضا المناورة المصرية «قادر 2020» التى تم تنفيذها بالمسترال والأسلحة الجديدة قرابة حدود ليبيا كرسالة إلى إردوغان.

ويرد اللواء بحرى وسام حافظ على من يدعى عدم أهمية التسليح، وتوفير أمواله للدعم الاقتصادى قائلا: هؤلاء القلة مغرضون ومحبطون، فلولا هذه الأسلحة المتطورة لم نكن نستطيع أن نقول سرت الليبية خط أحمر، ولم نكن من مصاف الدول القوية التى يخشاها إردوغان وأمثاله، فالعالم الذى نعيش فيه أصبح للأقوياء فقط، ولا مكان فيه للضعيف.