الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

.. وحكايتنــا مــع «الرافــال »

كان حلما.. فأصبح واقعا، مصر تمتلك الطائرة المقاتلة الرافال فرنسية الصنع متعددة المهام؛ لتنضم إلى سرب القوات الجوية، وتضع مصر فى مصاف الجيوش الأحدث تسليحا على مستوى العالم. وبعد أن وقَّعت مصر على شراء الرافال وتسلمت الدفعة الأولى خرجت قطر وجزيرتها التحريضية وادعت أن هذه الطائرات قديمة وسيئة، وما لبثت أن تعاقدت على الطائرة نفسها، واستلمت الدفعة الأولى منها، لكن ماذا ستفعل بطائرة لا يقودها الطيار المصرى المقاتل؟!



لنا حكاية مع الرافال، نتعرف عليها فى السطور التالية..

صفقة الرافال المصرية

كانت البداية فى 24 فبراير 2015 عندما وقع الرئيس عبدالفتاح السيسى مع نظيره الفرنسى ماكرون بقصر الاتحادية على صفقة شراء طائرات الرافال المقاتلة متعددة المهام بعدد 24 طائرة تتسلمها مصر على دفعات.

وبالفعل استلمت مصر الدفعة الأولى من الطائرة المقاتلة يوم 21 يوليو 2015 والتى ضمت 3 طائرات لتنضم إلى سلاح الجو المصرى؛ لتكون مصر أول دولة أجنبية تحصل علي طائرات الرافال الفرنسية حديثة الصنع.

ثم استلمت مصر الدفعة الثانية من الصفقة فى 26 يناير 2016، والثالثة في 15 أبريل 2017 متضمنة ثلاث طائرات فى كل دفعة.

وفى 26 يوليو 2017 أعلنت القوات المسلحة انضمام مقاتلتين أخريين فى الدفعة الرابعة ليصل إجمالى عدد الطائرات إلى 11 طائرة مقاتلة.

وتزن الطائرة الرافال من دون حمولة تسليحية 9500 كجم ويصل الوزن الأقصى بعد تسليح المقاتلة خلال الطيران 24000 كيلوجرام، كما أن الطائرة قادرة على الوصول إلى السرعة القصوى والتى تبلغ 2000 كيلومتر فى الساعة فى الارتفاعات العالية، فضلا عن أنها متعددة المهام.

وبمجرد أن تم الإعلان عن الصفقة وتسلمت مصر الدفعة الأولى منها، انتقدت قطر، ومنابرها الإعلامية المتآمرة وعلى رأسها الجزيرة، الطائرة وادّعوا أنها قديمة وسيئة الصنع ولن تفيد مصر فى شيء، لكنها قامت بالتعاقد فورا على شراء نفس طراز الطائرة، واستلمت الدفعة الأولى يونيو 2019.

 مميزات فائقة

ويقول اللواء طيار سمير عزيز نائب رئيس أركان القوات الجوية الأسبق: تعتبر الرافال من الأسلحة «4 ونصف» بمعنى أن الأجيال السابقة من الطائرات كانت إما طائرات مقاتلة، أو قاذفة قنابل، أو طائرة قاذفة مقاتلة تقذف قنابل وتقاتل، لكن ليس بمثل كفاءة الطائرة المقاتلة فقط، لكن الرافال متعددة المهام بها مميزات لا توجد بأى طائرات أخرى، أهمها البصمة الحرارية فلا تستطيع أى طائرة أخرى تعقبها وضربها بأى صاروخ، والميزة الثانية: البصمة الرادارية فلا يتمكن الرادار من رؤيتها لأنها تمتص شعاع الرادار.

فضلا عن تسليحها؛ فالرافال تستطيع حمل أنواع مختلفة من الصواريخ تضرب بها على مسافة 120 كم، بعكس الميج 21 التى كنا نستخدمها فى الماضى، كنا نضرب بها على مسافة 2 كم فقط، تستطيع الرافال أيضا أن تتعامل مع 8 أهداف فى وقت واحد.

يؤكد اللواء طيار عزيز أن قطر ليست وحدها من تعاقدت على شراء صفقة الرافال، لكن الهند التى تمتلك جيشًا قويًا وطيارين ممتازين؛ اشترتها بعدنا، ومعنى ذلك أنهم تأكدوا من مميزاتها بعد تجربتنا معها.

وبالطبع شعرت قطر بالغيرة وحصلت على دفعة منها رغم أن طياريها لا يستطيعون قيادتها لما تتميز به من تكنولوجيا فائقة ومتطورة، فالرافال بالتأكيد تحتاج لطيار ماهر.

ويشير اللواء سمير عزيز إلى أن الطيارين المصريين بالفعل متدربون على قيادتها قبل شرائها لأن الميراج 5 والميراج 2000 التى نمتلكها من قبل هى نفسها الرافال لكن بقدرات أحدث، فبالتالى هم متدربون عليها، ورغم ذلك فإنهم حصلوا على فرقة تسمى فرقة تحويل، مثلما يقود شخص سيارة فيات، وعندما يأتون له بمرسيدس يقودها هى الأخرى بعد أن يعتاد على إمكانياتها الجديدة المتطورة، فالطيار المصرى من أكفأ الطيارين فى العالم.

وعن أهمية تنويع مصادر السلاح يقول اللواء سمير عزيز: إن مشكلتنا قبل حرب 73 كانت تكمن فى أن الغرب لم يكن يعطى لنا ما نحتاجه، بل كان يعطينا فقط ما يريده،  بسبب عدم تنويعنا فى مصادر السلاح.

لكن الآن عندما نشترى من فرنسا وأمريكا وروسيا وغيرها، ستضطر الدول أن تعطى لنا ما نريد، فإن لم تفعل سنشترى من غيرها، فتنويع مصادر السلاح قوة لنا، وإن لم يكن لدينا سلاح قوى، لن يخاف منا إردوغان وسيتخطى الخط الأحمر فى ليبيا.