السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

لواء صاعقة نبيل أبو النجا: صاحب أصعب عملية فى تاريخ الحروب

(والله يارجال، ما بدى بالإجابة، ولا يُمحى العار إلا بالنار اللهَّابة)..هكذا يتغنى جنود الصاعقة الذين اتخذوا من التضحية، الفداء، المجد عقيدة لهم.



 اعتُبرت مهمة اللواء صاعقة نبيل أبو النجا؛ أصعب عملية فى حرب أكتوبر وفى تاريخ جميع الحروب بشهادة حلف الناتو، فقد استماتت القوات الاسرائيلية لإفشال مهمته التى كررها خمس مرات، فانفجرت به طائرتان، ودُمر قاربه بصواريخ فرنسية الصنع، لكنه أصرونجح المرة السادسة بالجمال.

اللواء نبيل أبو النجا هو مؤسس الفرقة 999 قتال صاعقة، حكى لنا دوره فى نصر73، وأين كان الساعة 2 الظهر؟

كانت مهمتى الساعة الثانية ظهرا فى جبل عتاقة بجنوب السويس بإحدى المغارات؛ هى إغلاق الممرات الموجودة خلف قواتنا من المشاة، حتى لا تصل إليهم الدبابات الاسرائيلية، وتشتبك معهم.

ولمن لا يعرف فقد بدأت معركة اكتوبر بعبور مجموعة كبيرة من المشاة قناة السويس بقوارب مطاطية، أعقب ذلك بناء المهندسين العسكريين كبارى عائمة حتى يتثنى للمدرعات والدبابات والصواريخ العبور عليها للضفة الشرقية، وكان يستغرق بناء هذه الكبارى من 6-8ساعات، لذا كانت مهمتى مع أفراد الصاعقة تأمين ظهر المشاة عن طريق غلق جميع الممرات الخلفية التى ستسلكها الدبابات الاسرائيلية لمواجهتهم.

والحقيقة أن تأثير هذه العملية كان تأثيرا استراتيجيا بمعنى أنه إذا نجحت عمليتنا نجح العبور، وإذا فشلت لا قدر الله سيفشل العبور، فكانت بالنسبة لى مسألة حياة أو موت، ووعدت للقيادة بأن العدو لن يمر إلا على جثتى.

كل شئ كان محسوب بالثانية، وكان مخططا للضربة الجوية الثانية فى الساعة الرابعة والعشرة عصرا، بعدها ستقلنى طائرات الهليوكوبتر مع أفراد مجموعتى تحت غطائها، لكنها ألغيت.

سألته عن أسباب إلغاء الضربة الثانية، فأجاب بأنها ألغيت لأن الضربة الأولى حققت نتائجها، ففضلت القيادة الاحتفاظ بالطائرات لحين الاحتياج لها فى الأيام التالية للحرب.

يستكمل اللواء نبيل تفاصيل مهمته قائلا: 18 طائرة هليوكوبتر كانت تحمل أفراد الكتيبة 143 صاعقة-وأنا منهم -بدون غطاء جوى بعد أن ألغيت الضربة الثانية، نحلق على سطح خليج السويس ونحاول تجنب الرادارات لنعبر 80كم حتى ندخل سيناء وننزل من الهليوكوبتر فى العمق، ثم نقوم بعمل كمائن لاصطياد الدبابات المتجهة للمشاة المصرية.

كانت المعضلة أن تسليحنا كأفراد صاعقة يكون خفيفا كالبندقية وبعض الألغام نظرا لأننا نقفز من الطائرات.

فوجئت بإعاقة كبيرة حدثت لجهاز اللاسلكى الذى كنت أحمله، لأن اسرائيل كانت مجهزة بأحدث وسائل الاتصال والإعاقة الالكترونية الشاملة، فلم أستطع الاتصال بالقيادة بفعلها.

حاصرتنا طائرات الفانتوم، فأصبت بنزيف من فمى وأنفى وأذني، واستشهد أمام عينى زملائي، لكن لا شئ يغلى على مصر.

فى هذه الأثناء قلقت القيادة العامة للقوات المسلحة لعدم تمكننا من الاتصال بها، فأرسلت طائرتين هليوكوبتر، ركبت إحداهما لكنها انفجرت وسقطت فى القناة، لم أيأس فكررت المحاولة وركبت طائرة أخرى فى محاولة ثانية، فشلت هى الأخرى من شدة ضرب الطائرات الإسرائيلية واستماتتهم فى إفشال مهمتنا حتى لا نعرقل مدرعاتهم ودباباتهم فى الوصول للمشاة المصرية.

لم نيأس ولجأت لخطة أخرى وهى أن نصل للمضايق عن طريق مياه القناة، فركبت مع زملائى من ضباط الصاعقة عشرة قوارب، كل قارب يحتوى على عشرة فدائيين عنوان التضحية والفداء والمجد، لحقنا الاسرائيليون بقوارب فرنسية حديثة الصنع وأطلقوا علينا الصواريخ، لتصبح القناة بقعة من جهنم، لتفشل المحاولة الثالثة.

 لم أيأس للمرة الرابعة وكررت المحاولة وحاولت المرور شمال السويس عن طريق كوبرى الشط، عبرت بعربتى وسط نيران العدو، ففتح لى المهندسين العسكريين فتحة فى الساتر الترابى حتى أستطيع العبور، فجاء صف طائرات فانتوم دمر كل العربات، وفشلت المحاولة الخامسة، وجاءت المحاولة السادسة عن طريق ركوب الجمال ونجحت بفضل الله، ووصلت لنقطة تأمينى.