الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

د . زاهى حواس: افتتاح المتحف الكبير ومطار سفنكس هدية مصر للعالم عام 2021

لأنه موسوعة تاريخية حية للحضارة المصرية تعيش بيننا، فإن الحوار معه دائما ما يكون ثريا بالمعلومات وتصحيح الحقائق المغلوطة بالشائعات والأقاويل، إنه الدكتور زاهى حواس عالم المصريات والأثرى الأشهر فى مصر والعالم العاشق للحضارة الفرعونية وآثارها، والذى يكشف فى سطور الحوار التالى معه، تطورات افتتاح المتحف المصرى الكبير، الذى ستقدمه مصر هدية لمحبى حضارتها الفرعونية فى العالم، ومطار سفنكس والمنطقة السياحية المحيطة، وأسرار بناة الأهرامات،  وآثار مصر المسروقة فى الخارج وجهود استردادها.



 

سألنا د.حواس فى البداية.. من هم بناة الأهرامات الحقيقيون؟

كان عدد المصريين فى مصر وقت بناء الأهرامات لا يتجاوز الثلاثة ملايين مصرى، وكان من يشارك فى بناء الأهرامات، العائلات الكبيرة فى الصعيد والدلتا من المصريين، والحقيقة قيلت شائعات كثيرة عن بناة الأهرامات، ناس تقول الفضائيون من بنوه «واليهود يقولون إنهم من بنوه وكلها أقاويل بلا براهن أو أدلة، وأرد على كل المدعين بالدليل، وهو أن كل المقابر الموجودة بجانب الأهرامات فيها الموظفون والكهنة الذين اشتركوا فى بناء الأهرامات وتثبت هذه المقابر أن كل من شارك فى بناء الأهرامات من المصريين، ووقت ما ذكرت ذلك قالت جريدة معاريف الإسرائيلية وقتها:(إننا لا نستطيع أن نجزم أن بناة الأهرامات هم اليهود) لأنى كشفت ذلك واليهود قدموا إلى مصر بعد بناء الأهرامات بـ700 سنة ، قدموا مع الهكسوس لكن قبل كده لم يوجد أى شخص عبرانى أو يهودى.

وأقول أيضا أن من بنى الأهرامات ليسوا عبيدا لأنهم لو كانوا كذلك لما كانوا يدفنون بجانب الأهرامات فى مقابر مزينة فخمة مثل مقابر الملوك والملكات ولقد كشفنا جبانات من بنوا الأهرامات ووجدنا ماذا كانوا يأكلون من السمك المجفف المملح وأخرجنا أدلة من الجبانات الشرقية والغربية ما يثبت أن بناة الأهرامات كانوا يأكلون اللحوم والحلوى، ولقد كشفنا منذ ثلاث سنوات بردية وادى الجرف التى تحكى عن رئيس عمال يحكى كيف كان يجمع فرقته لبناء الهرم وكيف يقطعون الحجارة وينقلونها فى النهر  فى وقت حكم خوفو من القصر وكانت المنطقة التى يعيش فيها خوفو كانت تسمى (عنخ خوفو) ومعناها «خوفو يعيش»، وأنا ألقى محاضرات فى كل أنحاء العالم وأقوم بالرد على هذه الترهات فى أماكن من يلقونها وفى وجههم بالعربية والإنجليزية.

هل كان يتقاضى العمال بناة الأهرامات أجرا لقاء عملهم؟

كل عائلة مصرية كبيرة، كانت تحضر مائة عامل وكانت هذه العائلات هى من تدفع لهم أجورهم ولقاء ذلك لا تدفع هذه العائلات المصرية الكبيرة الضرائب للدولة، أما من كان يدفع لهم القصر والملك أجرا هم المهندسون وكبار الفنانين فى المعمار، وكان عمال البناء يأكلون اللحوم والسمك والبصل والثوم حتى يكن لديهم القوة للبناء، وذلك دليل على أنهم لم يكونوا عبيدا فى سخرة!

هل قضى بناء الأهرامات على البطالة فى مصر الفرعونية؟

كان الفيضان يجتاح الأرض طوال أربعة أشهر فكان المصرى القديم لا يجد عملا، ولكن بناء الهرم كان يتم طوال السنة وكان بناة الأهرامات عشرة آلاف عامل يعملون عشرة أيام ويأخّذون يوما إجازة، وهنا أتحدث عن هرم خوفو تحديدا، ثم قيل إن حجارة الأهرامات كانت من حجارة طرة،  وهذا غير صحيح حجارة الأهرامات الأساسية كانت لا تبعد سوى أمتار عن مكان البناء وحجارة طرة كانت الحجارة الخارجية فقط .

هل تعرض المصريون القدماء لأوبئة وأمراض مثلما نعيش اليوم؟

ــ بالطبع كان هناك  وباء الملاريا وحتى توت عنخ آمون نفسه اكتشفنا أنه مات بالملاريا، والمرض الثانى كان الطاعون وهو مرض جاء من خارج مصر فى حرب مع ملك الحيثيين، وأقدر أقول إنه انتشر فى العالم القديم كله واستمر هذا المرض حتى عهد رمسيس الثانى أى حوالى مائة سنة!!

كيف ترد على من يقول إن آثارنا المصرية المعروضة فى المتحف الإماراتى أو غيره من المتاحف  الخليجية والأوروبية هى آثار مسروقة تم تهريبها للخارج؟

ــ أولا آثار مصر كانت تباع رسميا حتى عام 1983 بشكل قانونى ومتاح للجميع وبعدها تم إيقاف البيع، وفى نفس الوقت كانت البعثات الأجنبية التى تعمل فى مصر وعددها أكثر من 200 بعثة، كانوا يحصلون على 50 % من أى اكتشاف وأيضا بشكل قانونى، وعندما توليت الآثار رجعت ستة آلاف قطعة أثرية مسروقة من الخارج، والدكتور خالد العنانى وزير الآثار رجع ألف قطعة، المهم أن القطعة نتأكد من قانونيتها وحصولها على ترخيص للبيع فى المزادات العالمية  وهو ما نطالب به اليونسكو اليوم! ولكن المصيبة الكبيرة أنه فى 2011 و2012 و2013 خرج من مصر قطع أثرية كثيرة وكانت للأسف غير مدونة بشكل نظامى، وهو ما نقوم باسترجاعه اليوم.

المصريون فى انتظار افتتاح المتحف الكبير.. ماذا سيعود على مصر بعد افتتاحه للعالم ؟

كنت فكرت مع وزير الثقافة الأسبق فاروق حسنى  فى  2002، أننا نريد أن تظهر مصر بأنها تهتم بآثارها وفعلا أحضرنا وجهزنا كل شىء وكنت أتهيأ أن يتم افتتاحه فى 2015 ولكن ما حدث فى يناير أوقف كل شيء، وعندما جاء الرئيس عبدالفتاح السيسى، صمم على استكمال العمل وافتتاح المتحف وأجمل شيء أنه سيكون افتتاحا أسطوريا فى 2021، والعالم اليوم ينتظر كيف سيكون يوم الافتتاح، وسيكون تابعا لذلك مشروع مكمل، عملت عليه  لسنوات طويلة وهو تحويل منطقة الأهرامات بالكامل من منطقة عشوائية إلى منطقة سياحية عالمية، فنادق ومزارات ويأتى السائح من مطار سفنكس يقضى فى هذه المنطقة أسبوعا على الأقل، حتى  يرى كل ما فيها وكل هذا سيتم افتتاحه مع المتحف الكبير الذى اعتبره أهم عمل ثقافى فى القرن الواحد والعشرين، والحقيقة أن الضابط المهندس المسئول عن الإنفاق على المتحف،  استطاع أن ينجز كل شيء ببراعة، لذا سنجد فى مايو المقبل،  كل هذه المنطقة بما فيها مطارسفنكس وستكون هدية مصر للعالم.

ما هو المشروع الذى يدور فى ذهنك اليوم؟

ـــ أريد أن ننمى حب تاريخنا وحضارتنا فى قلوب الأجيال القادمة، فلماذا لا يتم تدريس الحروف الهيروغليفية وعددها 24 حرفا فى مادة الرسم مثلا؟، ولماذا لا يوجد برنامج للأطفال بالرسوم المتحركة يتحدث عن حضارتنا؟، أين برامج الإعلام المصرى من حلقات تتحدث عن عظمة الفراعنة ؟!، وأين برامج الإعلام فى توعية الناس بكيفية التعامل مع السائح ونشر الوعى السياحى  حتى يعود السائح مرة أخرى.

عرضت الـ «بى بى سى» فيلما وثائقيا عنك يتحدث عن طريقة كسبك من وراء الآثار المصرية فى إشارة إلى أنه تكسب غير مشروع.. ماتعليقك؟

«الست التى قامت بصناعة هذا الفيلم هى ست سوداوية» وقالت إن زاهى حواس حكم عليه بالسجن سنة، والحكم على كان لوظيفتى وليس شخصيا، وكان نتيجة بلاغ كيدى، ووقتها كل الناس كانت «بتتسجن» بعد ثورة يناير، الأمر الثانى قالوا إنى أبيع البرنيطة الخاصة بى، والريع يعود لمستشفى 75375، كما أن الكتب التى ألفتها تباع فى العالم كله، وهى من عملى ومجهودى البحت، وصانعة الفيلم قالت كلاما مرسلا، ولم تعطنى فرصة الرد ولم تكن أمينة فى سرد فيلمها، بمعنى أنها لم تتحدث عن أن معرض توت عنخ آمون جلب عشرة ملايين دولار لمصر، عندما عرض فى بريطانيا، وكان أيضا دعاية سياحية لمصر.. للأسف كان فيلما مغرضا جدا! «أنا باشتغل علشان بلدى» وارتبط اسمى باسم آثار مصر فى كل العالم، والناس عندما تحضر محاضراتى وتشترى كتبى فذلك حبا وتقديرا لما أقوله من علم وتاريخ عن حضارتنا المصرية.

ما رأيك فى مسلسل أحمس الذى يتم إنتاجه حاليا؟

هذا المسلسل مأخوذ عن  كتاب «كفاح طيبة» لنجيب محفوظ، ويجب على الناس أن تعلم أنها قصة من وحى الكاتب، وليس لها علاقة بالحقيقة، هذه دراما  «قصة حلوة» وليست تاريخا  أو سردا وليست حقائق على الإطلاق!؟