الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

كيانات لا أوطان

استثمرت مقاومة الشجب، قرار الإمارات بتطبيع العلاقات مع إسرائيل للتنفيذ الدقيق والأمين لرؤية واشنطن والتى تبلورت مع هدم برجى نيويورك، وساعد فى ذلك مناخ التقسيمات والتشرذم المواتى فى لبنان وفلسطين.  فكانت دعوة اجتماع الأمناءْ العامين للفصائل الفلسطينية فى لبنان محققة للهدف المزدوج بتكريس انقسام الفلسطينيين، مع مطالبات إسقاط أيةتفاهمات تمت مع إسرائيل، وعلى أرضية إعلاء هويات الانقسام اللبنانى، تحت لواء مدنية الدولة واللامركزية الخ الخ…



 لم تتأخر النتائج المباشرة لهذه الإجراءات، فرأينا بدايةِ تلاحم المقاومة بجناحيها الشيعى والسنى، فيتحد خطاب هنية ونصرالله حول أهمية واستمرارية المقاومة الشعبية، بجميع أساليبها ضد العدو الصهيونى بالتلازم مع ضرورة سحب منظمة التحرير، لاعترافها بإسرائيل إلخ... وأهمية تحديثها وتطويرها.

وتابعنا سيناريو رائعًا معدًا مسبقًا، من حزب الله للحفاوة فى لبنان وفى المخيمات الفلسطينية بشخص هنية الزعيم الحمساوى الإسلامى المقاوم مع نصرالله،الزعيم الشيعى الإسلامى فيتصدران المشهد على أرض لبنان.

وفى الوقت  ذاته يتوارى الرئيس الفلسطينى وفتح وغيرهما فى حدود إمارة رام الله وعليهم أولا تصويب أخطائهم تجاه إسرائيل وضرورة إعادة تنظيم هيكل منظمة التحرير وفقا للمعطيات الجديدة، وعلى أن تكون الانتخابات هى الأصل فى كل عمليات إصلاح السلطة.

ويتكرس الوضع لكيان سنى فى غزة بالتوازى وكيان المقاومة الشيعية لنصرالله فى لبنان باستثمار المرحلة الحالية فيه والمؤهلة لتقسيمات لكيانات دينية مذهبية إلخ...تعكس الوضعية الحالية للطائفية اللبنانية يجتمع معها ويباركها الطبقة السياسية وزعماء الطوائف فى هذا البلد ويصبح لبنان الموحد وحكمه المدنى إلخ... مؤجلًا لمستقبل غير مرئي، تتجذر خلالها المقاومة الإسلامية: شيعية /سنية وتكون هى بؤرة العمل السياسى وعلى الغير الاعتراف الواقعى بها والتعامل المباشر معها.  ومن الطبيعى أن حماس وحزب الله سيستثمران هذه الوضعية وترسيخها فى محيطنا العربي/ الإسلامى فيكتسبان شرعية تخرجهما من مأزق التصنيف الإرهابى، باعتبارهما الشريكين اللازمين ولا غنى عنهما لإجراء التهدئة والمصالحات مع إسرائيل بما يلزمه بداية من تصعيد منضبط معها للتحرك للتسوية المنشودة. وهو ما يصب فى سلام الكيانات فى الشرق الأوسط.