الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

الأب بطرس دانيال: الريادة السينمائية أهم عناصر التكريم

مدينة بكل الحب لآباء المركز الكاثوليكى المصرى للسينما، وبشكل خاص ومشاعر صادقة للأب بطرس دانيال رئيس المركز الكاثوليكى للسينما بمصر على كل لحظة سعادة غامرة فالرهبنة هى حنين واشتياق إلى السماء وهى أيضا تقرب الإنسان الصالح إلى الله دون النظر إلى متاع الدنيا الزائلة.



ورغم أن الحياة الديرية مبنية على ثلاثة أبعاد وصفات أساسية متمثلة فى الطاعة الكاملة، الطاعة القلبية والفقر الاختيارى والجسد وشهواته، لكنه بالفن استطاع الأب بطرس دانيال أن يغرد برهبنته خارج السرب, بعد عدة أشهر سيحتفل المركز الكاثوليكى بمرور 70 عاما على تأسيسه.

 

ما السبب وراء الاهتمام الكبير بالسينما؟

ــ فى البداية أحب أن يعرف القارئ أنه منذ العام 1948 وهو الاحتفاء بالفن السابع، لم يتأخر يوما عن موعده بالاحتفال بهذا الفن والفنانين ورسالته هى فقط تشجيع الأعمال السينمائية التى تسمو بالقيم الإنسانية والأخلاقية، معادلة تتسق مع أخلاقيات الكنيسة، فلا تجدى لتكريمات غير مهنية أو غير أخلاقية وتعمل عليها كواجب مقدس، السينما المصرية فى عمرها الطويل لا تزال تقف على حدود هذه المعادلة فى نشر الخير والحب والجمال.

وما الهدف من وراء الاحتفال السنوى على مدار 70 عاما ؟

- رسالة الاحتفال السنوى بالسينما المصرية فى هذا المركز الكنسى الكاثوليكى رسالة سامية جدا وهى وقفة سينمائية أمام الفساد البصرى والسمعى وما نراه اليوم بشكل هائل أمام هجمات لا إرشادية من الفن السيئ والردىء.

وما دورك الأساسى فى المركز الكاثوليكى ومنذ متى بدأت رحلتك؟

- أنا أكمل ما قام به الأب المؤسس بطرس فرانسيدس والأستاذ فريد المزاوى ثم الأب أرمنيو رونكارى ثم الأب يوسف مظلوم، وقد أوكلت الرهبنة الفرنسيسكانية بمصر إدارة المركز الذى صار قبلة للسينمائيين فى مصر لى وذلك منذ 7 أكتوبر2010 وحتى يومنا هذا وأنا أؤدى رسالتى التى نذرت نفسى إليها فصرت أقرب من السينمائيين من بعضهم إلى بعض، وللعلم أنا أوقات كتير بكون سبب فى تجمعهم كل عام فى حفل أنيق يتوج به العام كله.

لماذا لم يكرم المركز فنانين المهرجانات والأغانى الشعبية؟

- لأن المركز ينتمى إلى هيئة دينية فله خصوصيات فى تشجيع السينما والفن على معايير معينة، وهى معايير هادفة للمجتمع، فأى فيلم يهدف لخير المجتمع فلا حرج عليه، طالما لا يجرح أحدا، أو يتعرض للدين والسياسة والجنس، وهو ما يحرص عليه المهرجان الذى ينظمه المركز كل عام، حيث تجرى المسابقة على الأفلام التى تدعو للقيم الإنسانية، وهو ما يجذب المتنافسين فى المهرجان مثلا فيلم شيخ جاكسون أنا رفضت تماما هذا الفيلم رغم انتقاد النقاد رفضى له ولكنى رفضته لأن هذا الفيلم جاء به مشهد رقص داخل المسجد وأنا رأيته إهانة لدار عبادة ورفضت تماما هذا الفيلم.

عرفنا أنك مغرم بالبيانو والرسم ماذا عن هذه العلاقة؟

- فى الحقيقة معظم المواهب التى أتمتع بها والتى ساعدتنى على نشر رسالتى سواء داخل مصر أو خارجها اكتشفتها عن طريق الصدفة ومن ثم حققت تفوقى وأقول لأى شخص إن جاءت إليك فرصة فلا بد أن تقتنصها فعندما كنت فى الصف الإعدادى بمدرسة سانت كاترين كنت أحبذ تصدر الصفوف الأولى بالطابور الصباحى وفى أحد الأيام صادفتنى فرصة خدمتنى كثيرًا فى حياتى، حيث تغيب الطالب الذى كان يحمل آلة تسمى أكسيلفون واخترنى المشرفين على الطابور الصباحى لتعويض غياب زميلى والقيام بدوره فى العزف، وعندما حملت «الإكسليفون» أحببت الموسيقى ومنذ ذلك الحين حرصت على تعلم الموسيقى، وفى العام التالى أصبحت المسئول عن عزف الموسيقى والنشيد الوطنى والمارش على آلة الإكسليفون فى الطابور الصباحى، إلى أن تعمقت بالموسيقى تدريجيًا وقمت بدراسة النوتة مع دكتورة من دولة المجر، فالصدف نعمة من الله وعلينا ألا نرفضها ولا بد من استغلالها لأنها تغير مسار حياتنا بأكملها فى الكثير من الأحيان، وأنا أحب الرسم كثيرا وأمتلك مئات من الكراسات منذ عام 1984 أستعين بها إلى الآن التى تحتوى على رسومات قيمة.

نعرف إنك عاشق للموسيقى إلا أن دراستك الجامعية كانت بالفلسفة والإعلام إزاى جمعت بينهم؟ 

 - بعد الانتهاء من الدراسة فى المرحلة الثانوية، تقدمت بالدراسة فى كلية الآداب جامعة الإسكندرية، وعندما أخبرونى بأننى إذا كنت أرغب فى حياة الرهبنة فلا داعى للدراسة بالجامعة باعتبار أننى سأدرس الفلسفة واللاهوت، وأقبلت على هذه الخطوة التى كان يرفضها والدى لأنه كان يخشى فقدانى الدراسة الجامعية فى حالة تراجعى عن السير نحو طريق الرهبنة وعدم إكماله لنهايته، وحينها سأكون خسرت الأمرين معًا.. بعد ذلك وقع الاختيار علىّ من قبل الرهبنة للسفر فى منحة دراسية لإيطاليا لدراسة الموسيقى والحصول على الدكتوراه فى الموسيقى، ولكن قبل السفر بنحو شهرين طلب منى دراسة الإعلام بدلًا من الموسيقى وحزنت كثيرًا حينها وكنت رافضًا لهذا الأمر باعتبار أن الموسيقى تمثل الحياة بالنسبة لى، لكننى تراجعت وقلت لتكن مشيئتك يا رب وقبلت نتيجة لمبدأ الطاعة، ومن ثم حصلت على درجة الماجستير فى الإعلام وحصلت على درجة التفوق ولم أكمل رسالة الدكتوراه نتيجة مرض الدكتور يوسف مظلوم رحمه الله، ومن ثم عدت إلى القاهرة لأقوم بدوره، وأشكر الله لأنه بالرغم من اختلاف هوايات المجال إلا أننى أدمجت الإعلام مع الموسيقى مع المركز الكاثوليكى للسينما وهذا الدمج بات له صداه الواسع داخل المجتمع المصرى حاليًا وأصبح له رسالة مهمة.

كيف بدأت رحلتك بالرهبنة؟

ــ علاقتى بالرهبنة غريبة للغاية والتحقت بحياة الرهبنة وعمرى لا يتجاوز 11 عامًا فقط ووالدى كان رافضًا دخولى لحياة الرهبنة نظرًا لصغر سنى آنذاك وليس رافضًا للرهبنة فى حد ذاتها، فأنا تربيت فى بيئة صحية للغاية من حيث الالتزام الدينى ومواظبتى على الصلاة داخل الكنيسة بجانب علاقتى الطيبة مع الآخرين، ودخولى للرهبنة كان نتيجة لموقف كوميدى ودائما أقول إن إرادة الله فوق أى شىء، فكما ذكرت كانت مدرستى سانت كاترين بالإسكندرية وكان هناك راهب كرواتى وكان تجمعنى به لغة الابتسامة فقط حيث كان يتحدث اللغة الإيطالية وأنا أتحدث العربية، وكان يرى والدى وهو يصطحبنى إلى الكنيسة أمام الهياكل الجانبية وأقوم بالصلاة أمامها لكى لا ألعب مع زملائى فى الحوش الخاص بالكنيسة، وعندما كان يرى هذا الراهب الكرواتى نظرات الحزن فى عينى نتيجة عدم سماح والدى لى باللعب مع الأطفال كان يعطينى شيكولاتة وحلوى وفاكهة وحينها تأثرت وأحببت الدخول إلى الرهبنة لكى أحصل على الشيكولاتة والحلوى، ومن ثم أبلغت والدى والذى رفض فى بداية الأمر لصغر سنى وأبلغنى أن هذا الأمر شديد الصعوية، ولكنه عندما شاهدنى متمسكًا بالأمر فوافق ودخلت بالفعل وكنت فى دير أبودرجا بالإسكندرية ودرست الإعدادية به ومن ثم انتقلت لدير كفر الدوار وأكملت دراستى الثانوية به، إلى أن سافرت لدراسة الفلسفة والإعلام.. بالنسبة لنا الرهبان الفرنسيسكان فملبسنا يبدو غريبًا، فهو ملبس القسيس فرنسيس والذى ولد عام 1182 وتوفى عام 1226 وأعجب القسيس فرنسيس بالرهبنة فى مصر، ولكن دورنا كان جديدًا ومختلفًا فبجانب الحياة الجماعية داخل الأديرة من الصلاة والندور أى الفقر وعدم امتلاك الأشياء وعدم تزوج الباتولية والطاعة، ولكن كان دورنا يشمل أيضًا خدمة العالم والمجتمع عن طريق الأعمال الخيرية سواء مستشفيات والملاجئ ومساعدة الفقراء بالإضافة إلى الأعمال التثقيفية من خلال المدارس الخاصة بنا فى معظم أنحاء العالم، بجانب المراكز الثقافية كالمركز الدراسى والمركز الكاثوليكى المصرى للسينما، فنحن نختلف عن الرهبنة فى مصر والتى يمكث فيها الرهبان داخل الأديرة بالصحراء وقليلًا ما يخرجون منها، ولكن الرهبان الفرنسيسكان يتميزون وينتشرون فى كل مكان بالعالم ويخرجون خارج الأديرة ويخدمون داخل المجتمع.

كيف ترد على الذين  يرون أن الموسيقى حرام؟

- لا فالموسيقى فن راقٍ ولها تأثيرها الإيجابى على النفس والروح.. فعند سماع الطفل الصغير للموسيقى تجده سعيدا للغاية ولكن سنجد رد فعله حزينا عندما نوقف تشغيلها، ومن هنا أتساءل ما إذا كانت الموسيقى حراما فهل سيشعر الطفل بالسعادة عند سماعها؟ أيضًا أفلاطون حين قال علموا أولادكم الفنون وأغلقوا السجون، فالموسيقى فن راق جدًا لمن يقدر قيمتها، والشىء الحرام هو الذى يضر ويؤذى الإنسان روحيًا فى علاقته بينه وبين الله، أو بينه وبين الآخرين.

حدثنا عن الخدمات التى يقدمها المركز الكاثوليكى للسينما؟ 

 - رسالة المركز هى خدمة الجميع سواء داخل مصر أو خارجها، بجانب الخدمات الخيرية التى نقدمها مع الفنانين وعند زيارتنا للمستشفيات بالإضافة إلى أننا نمتلك أقدم أرشيف فنى فى الشرق الأوسط فقد تبنى المركز على عاتقه مسئولية التوثيق لتاريخ السينما المصرية منذ عرض الأفلام الروائية الأولى مثل فى بلاد توت عنخ آمون عام ‏1924، ليلى ‏1927 وعندما ظهرت أول محاولة لتأسيس نادى الفيلم المصري‏،‏ فإن اجتماعاته توقفت لعدم وجود مقر للنادي‏،‏ أيضًا قام المركز باحتضان هذا النشاط الثقافى المتعثر ليكون مقرا دائما لهم‏،‏ أما بالنسبة للمهرجان السنوى لأفلام السينما المصرية الذى ينظمه المركز منذ عام ‏1952‏ فهو أول مهرجان سينمائى منتظم فى مصر.

العديد أشاد لك بأن لديك طقوسا خاصة فى رمضان والأعياد الإسلامية ما هى؟

- اكتسبت هذه الطقوس نتيجة رد فعل تلقائى، فعندما كنت أقوم بتأدية الخدمة العسكرية، كنت وقت الخدمة آخذ السلاح من إخوتى المسلمين وقت الإفطار بشهر رمضان وأقف خدمة ساعة على الأقل بدلًا منهم، وفى إحدى المرات استدعانى قائد الكتيبة وسألنى لماذا أقف خدمة وقت الإفطار بدلًا من إخوتى المسلمين وأجبته بأننى راهب ورسالتى هى الصلاة والخدمة وأنا لم أخسر شيئًا عندما أقوم بهذا الفعل وأشعر بالسعادة عندما أرى أخى المسلم يجلس بجوار زملائه ويفطرون بشكل جماعى، ومنذ ذلك الحين وأنا أحظى باحترام كبير من قبل قائد الكتيبة حتى نهاية فترة خدمتى العسكرية وأرى أنه عندما نتحدث عن التقارب والنسيج الواحد لا بد أن نتحدث بشكل عملى بعيدًا عن الشعارات التى نسمع عنها ونراها كثيرا، وكانت من ضمن الأفعال العملية أيضًا هى خدمتى بالمطبخ الخاص بالجيش خلال شهر رمضان الكريم لكى أتذوق الأكل وتحضيره لإخوتى المسلمين وقت الإفطار وكنت أحرص على تنظيف الأذان الخاص بتحضير المأكل بشكل دائم.. أيضًا كنا نتبادل المأكولات مع صاحب العقار الخاص بنا خلال شهر رمضان والأعياد، وكان ذلك يحدث بكل بساطة وتلقائية، وأيضًا نحرص حاليا من خلال المركز الكاثوليكى للسينما على إفطار رمضانى وندعو إليه نحو 200 شخص من مختلف أطياف المجتمع، وأيضًا نحرص على الذهاب خلال شهر رمضان مع مجموعة من الفنانين إلى مختلف المستشفيات ونعطى فوانيس رمضان للأطفال، فنحن نشارك الجميع أفراحهم وأحزانهم بكل بساطة وتلقائية دون النظر إلى الديانة والمعتقدات، والله خلقنا جميعًا بأيدلوجيات وأفكار مختلفة وبالتأكيد له حكمة فى ذلك.

دائما تستخدم فى ندواتك وحواراتك كلمة حب بماذا تصف لنا هذا الشعور؟

- للأسف نحن نفتقد حاليًا للحب الحقيقى القائم على التضحية والوفاء والعطاء، فعلى سبيل المثال حب الوالدين لأولادهما يعد حبًا مبنيًا على التضحية فى صمت ولا ينتظران أن يبادلهما أولادهما هذا الحب وهذه التضحية، فكم من الأبناء لم يعوضوا والديهم عند الكبر ولكن بالرغم من ذلك يظل حب الأبوين دائمًا لهم ولا ينقص أبدًا، تمامًا مثل حب الله لنا بالرغم من أننا نرتكب الأخطاء والمعاصى، وما نشهده من خلافات زوجية فى الفترة الحالية نتيجة عدم بناء الزواج على الحب الحقيقى ويكون مبنيًا على المصلحة بصورة كبيرة، فالحب المزيف سريعًا ما ينكشف.

كيف تتذكر يوم 30 يونيو؟ 

 ــ الشعب المصرى كان ولا يزال وسيظل غير قابل للأفكار الدخيلة عليه وهو ما يؤكده ما حدث فى ثورة 30 يونيو، وخلال فترة حكم جماعة الإخوان شاهد الشعب المصرى هذه الأفكار الدخيلة والتى لا تعبر بأى حال عن طبيعة الشعب.

هل يتلقى مهرجان المركز الكاثوليكى للسينما أى دعم أو يوجد هناك رعاة؟

- بالطبع هناك رعاة، يساهمون فى طباعة إصدارات دورة كل عام للمهرجان، وآخرون يُساهمون بتكلفة الجوائز أو شاشات العرض بالمسرح، ولكن يسعى المركز الكاثوليكى للسينما أن يأتى بمصاريفه بشكل ذاتى.

كيف ترى الإقبال على فعاليات المهرجان من الجمهور العادى وتفاعله معه بحضور الأفلام والندوات؟

- دورة المهرجان من كل عام تشهد حضور عدد كبير من الجمهور ومن مختلف الطبقات الاجتماعية، ستجد فنانين ومثقفين وقضاة من الحضور، كما سترى أيضًا «ناس بسيطة» تداوم على حضور الفعاليات، ويعتبر هذا من أهداف المهرجان، بأن يحضر جميع طبقات المجتمع ليشاهدوا الفن السينمائى، وبالرغم من عرض الأفلام المشاركة على مدار العام الماضى، فإن هناك العديد ممن يفضلون مشاهدة الأفلام مرة أخرى ليتفاعلوا معها.

كيف ترى تكريم الفنان عادل إمام فى إحدى الدورات؟

- لم يكرم مرة واحدة فقد تم تكريمه من قبل بجائزة مشوار نجم، وسعد بها كثيرًا، وجاء حينها للمركز وتسلم الجائزة بنفسه، وحينها قال إنه سيروى لأحفاده أن لو الكنيسة كرمتنى بقطعة حديد ستكون فخرًا لى، وذلك دليل على فرحته بالتكريم من المركز فلا يوجد أحد يستطيع أن يغفل تاريخ عادل إمام الفنى.

ومَن يقوم باختيار المكرّمين فى دورة المهرجان؟

- اختيار المكرّمين يكون من قبَل لجان التحكيم ونبدأ فى اختيار من سيتم تكريمهم ونحاول أن نحافظ على تشجيع الشباب، كما نهتم بالدراما التليفزيونية المهمة دون أى مجاملة ودومًا ما نحافظ على أن يكون من ضمن المكرمين فنانون يمرون بحالة مرضية سواء كان كبيرًا أو صغيرًا وذلك لرفع روحهم المعنوية ونضع نصب أعيننا الأعمال الفنية والسينمائية الهادفة التى تكون لها رسالة بالمجتمع وتبتعد عن العنف والإسفاف.

ما المعايير التى يتم من خلالها اختيار الأفلام التى تشارك فى مهرجان المركز الكاثوليكى للسينما؟

- دائمًا نضع نصب أعيننا الأعمال الفنية والسينمائية الهادفة التى تكون لها رسالة بالمجتمع وتبتعد عن العنف والإسفاف مثلما اخترنا مسلسل أبو العروسة ليتم تكريم الفنان سيد رجب لقيامه بالمشاركة فى هذا العمل الدرامى الذى أثر فى المجتمع بشكل إيجابى كبير والأهم أنه مسلسل اجتماعى استطاع أن يوصل رسالة مهمة للجمهور.

رغم صداقتك بمحمد رمضان إلا أنك لم تكرمه حتى الآن؟

- بالعكس فى عام 2009 هو كلمنى وطلب منى أكرمه وبالفعل كرمته تكريم تشجيعى ببداية مسيرة وهو موهوب جدا وله مستقبل لكن معاير التكريم هى هدفنا مجتمع بلا إسفاف ومجتمع رفيع أخلاقيا وفكريا وثقافيا وهناك من يقوم بتدمير أخلاق ووجدان المشاهد وفى الفترة الأخيرة شهدنا سقطات أخلاقية هائلة فى المجتمع المصرى نتيجة هبوط مستوى الفن واختفاء شريحة المثقفين والقراء من بين المواطنين، فلا يوجد حاليًا من يقرأ لأدبائنا مثل نجيب محفوظ وإحسان عبدالقدوس وغيرهما سوى أعداد قليلة، مما يعكس حالة التردى الثقافى التى نعيشها والتى انعكست على الأخلاقيات، فساهمت فى انحدارها إلى الهاوية وأن أخلاقيات المجتمع انهارت وذلك بعد أن اتخذوا أطفالنا من الفنانين مثالا أعلى لهم وكأن أخلاقيات العشوائيات أصبحت المسيطرة على الفن فى مصر خلال الفترة الأخيرة ومن هنا نستنتج أن المال هو كلمة السر وراء الإسفاف لتصبح مشاهد العرى والعنف أمرا طبيعيا، فإن الوضع العام بالنسبة للفن فى مصر أصبح فى غاية السوء بعد الاهتمام من جانب المؤلفين والمنتجين بالشخصيات التى تمثل الجانب السلبى بالمجتمع مثل البلطجى والفاسد وغير ذلك وتصويره بأنه المواطن المصرى الطبيعى وأنا كنت هكرم رمضان على مسلسله الأخير لكن وجدته بالنهاية متجها إلى الانتقام والعنف وهذا خارج المعايير.