الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

أخبار سارة فى زمن الوباء نجاح تجارب لقاح أوكسفورد

أخبار سارة متفائلة ومشجعة وباعثة على الأمل، هى تلك التى أشاعها الفريق القائم بأبحاث وتجارب التوصل إلى لقاح يحمى الناس من الإصابة بفيروس كورونا.



مصدر هذه الأخبار جامعة أوكسفورد البريطانية الشهيرة عالميًا.. وملخصها أن التجارب الأولية حققت نجاحًا وأثبتت أن اللقاح الجديد آمن وله قدرة مضاعفة على الوقاية من كورونا.. وأنه سيمكن أن يكون متوفرا مع نهاية العام الحالى، يعنى بعد أربعة أشهر.

 

مع العلم بأن لقاحات لأوبئة أخرى استغرق التوصل إليها وإجراء التجارب عليها سنوات عديدة، ففى العادة يستغرق الأمر سنوات بل عشرات السنين للتوصل إلى لقاح صالح للاستخدام وآمن وناجح فى مقاومة الوباء، لكن التطورات المثيرة فى مجال العلوم الطبية وحسن استخدام التكنولوجيا الحديثة ساعد فى اختصار الوقت بشدة بحيث استغرقت أبحاث جامعة أوكسفورد وقتًا قياسيًا فى قصره بلغ 103 أيام فقط بين تصميم تركيبة اللقاح على الكومبيوتر وبدء تجريبه على البشر، وبهذا يكون لقاح أوكسفورد الأسرع فى تاريخ اللقاحات كلها.

وقال رئيس فريق البحث فى الجامعة البروفيسور «أندرو بولارد» إن فريقه قد توصل إلى نتائج ومعلومات مفيدة من أول التجارب، حول مدى فاعليته، حيث يعتبر هذا اللقاح أول بادرة أمل فى مواجهة الفيروس القاتل الذى يجتاح العالم. 

وأضاف إن المعلومات الأولية مبشرة، وتعطى مؤشرًا جيدًاعلى قدرة اللقاح على حماية البشر، لكن علينا أن ننتظر حتى نتأكد تمامًا من نتائج المرحلتين الثانية والثالثة من التجارب التى سنجريها فى سبتمبر ويتم خلالها تطعيم نحو 10 آلاف شخص باللقاح. 

حصانة ضد كورونا

وقد تبين من نتائج التجارب الأولية على البشر أن 91 ٪ ممن شاركوا فيها من المتطوعين تحققت لهم حصانة ضد الفيروس دامت أكثر من شهر، وقال العلماء القائمون على التجارب إنه من المحتمل أن يكون اللقاح الجديد جاهزًا للاستعمال مع حلول شهر ديسمبر، إذا واصلت التجارب تحقيق النتائج الإيجابيةوفق الخطة. 

وأضاف العلماء إن الأفراد الأكثر احتياجًا للقاح قد يتلقون أول الحقن فى الشتاء. وعبروا عن سعادتهم لأن لا أحد ممن أجريت عليهم التجارب الأولى عانى من أى أعراض جانبية، وأنه نجح فى تقوية نظام المناعة داخل أجسامهم، وإن كان بعضهم قد شعر بنوع من الصداع والتعب، وألم فى الذراع بعد الحقنة، لكنها أعراض بسيطة، تلاشت.. بينما يرى علماء الأمراض المعدية أنه ما يزال هناك طريق طويل قبل أن يتم اعتماد أى لقاح، أو رفضه. . وقد تم بالفعل البدء فى تصنيع وإنتاج اللقاح الجديد الذى توصل إليه علماء جامعة أوكسفورد ويحمل اسمAZD1222.. وتعاقدت الحكومة البريطانية على100 مليون جرعة منه مقدما. وإذا تم توفير هذا اللقاح للجمهور فإنه سيحقن على دفعتين، متقاربتين، لأن ذلك كما يقول علماء أوكسفورد، يساعد على تقوية مناعة الجسم.

وقد نشر علماء جامعةأوكسفورد نتائج المرحلة الأولى من التجارب السريرية للقاح على المتطوعين فى مجلة الآبحاث الطبية البريطانية «ذا لانست» معلنين أنه تمت تجربته على 543 إنسانًا، بينما أعطى الباقون وعددهم أيضا 543 متطوعًا، دواء للصداع حتى تتم مقارنة استجابات كل مجموعة لضمان دقة النتيجة، وتبين أنه ترتبت على تعاطى اللقاح استجابة قوية من الأجسام فيما يتعلق بتقوية المناعة ومهاجمة الفيروس وهذا يعنى أن جهاز المناعة قادر على تدمير الفيروس ومنعه من إصابة الجسم بالعدوى.

مواصلة التجارب ضرورية

وقال الدكتور «أدريان هيل»مدير معهد جينر فى جامعة أوكسفورد، أنه من الممكن أن يكون لدينا لقاح نستطيع أن نستعمله فى نهاية العام الحالى، كل ما نحتاجه الآن هو مواصلة التجارب على أعداد أكبر من المتطوعين.. حوالى 50 ألف منهم مثلا، على مدى ستة أسابيع، وهذا ممكن بالطبع لكننا بالتأكيد لا نضمن ذلك. وأوضحت الدكتورة «ساندى دوجلاس من فريق البحث أن السؤال المهم فيما يتعلق بمتى سيتوفر اللقاح هو لمن سيكون متوفرا أولا؟.. اعتقد أنه قد يتوفر أولا لمن هم فى المجموعات شديدة الخطورة مع نهاية هذا العام، لكنه لن يتوفر لكل الناس على الفور، فغالبًا سيتم توفير اللقاح لمن هم فى شديد الحاجة إليه، ثم يعطى بعد ذلك تدريجيًا لبقية الناس.