الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

قنبلة منزوعة الفتيل

مآله لناسه المدركين خطورته والذين لا يتحملون نكبة تصيبهم، فمازالوا يرزحون لضغوط أوزار من سبقوه، وبالتأكيد أن التغير أت لا ريب فيه ليجنبوا المنطقة بل العالم المخاطر الدموية، لتهيؤات من ولى نفسه سراب زعامة. وشعب تركيا يرصد ما يقوم به رئيسه من أفعال تفقده مصداقية وتنعكس عليهم بالسلب، وخاصة ما هو معلوم من تخليقه للانقلاب ليعصف بأى قوى تعارضه أو يمكن أن تمثل تهديدًا مستقبلًا له، فيشكل ميلشياته العسكرية لتحميه ولتكون الزراع العسكرى لحزبه.



ويظل فى تعامله مع الخارج مستخدمًا الابتزاز كنهج، كسلاح ردع فعال لتحقيق تطلعاته، فيفتح باب الهجرة للعابرين إلى أوروبا، ويلجأ لقرصنة بحرية ليستولى على مصادر للطاقة بالمتوسط، فضلًا عن استخدامه لمرتزقته وقواته وعملائه للسيطرة على مقدرات شعب ليبيا، وتواجده فى شمال العراق وسوريا يتفق وأساليبه خاصة وهو يعد العدة لتعطيش البلدين من مصادر مياه عابرة للحدود، ويكون بذلك ضامنًا لورقة ضغط ثقيلة للقسمة مع العراق فيما يمتلكه من مخزون بترولى حالى، والمبشر مستقبلًا فضلًا عن أن يكون هذا البلد ضمن تحالفاته فى حالة أى مواجهة أو ضغوط إيرانية.

كل ذلك وشعبه يرقب عن كثب انطلاقات إردوغان على جميع المحاور، فهو أولًا السلطان السنى الذى يعود بالإسلام لأمجاده فيدخل الأيا صوفيا وأمامه مرآته منتشيًا بالفتح العظيم، ويستمر فى محرقته للأرمن «الكفار» ويلاحقهم حيث متاح، فكأنه يؤكد ويصر على تبنى المجزرة.

وبالتوازى يؤكد سيادته على أراضى شمال سوريا والعراق وبعمق 40 كيلو مترًا تخلصًا من «الأكراد» فيزيد سيطرته –مع تأكيده لأمن واستقرار إسرائيل– ويلتوج بأنه الزعيم السنى صاحب الولاية فى مواجهة تغول شيعى فيزيد وزنه لدى الخارج ليكون دومًا حجر الزاوية لأى ترتيبات فى منطقتنا.. والسرد كثير.....…

والمحير فى الأمر التباهى بأفعاله مستغلًا ظروف العالم الصعبة إضافة لاستثمار المرحلة الانتخابية فى الولايات المتحدة وإسرائيل، مع ارتباك أوروبى بتحول موازين القوى إلى الشرق حيث أولوية الولايات المتحدة، ومن ناحية أخرى روسيا توسع من دورها الأوروبى وقد ترى فى إردوغان أحد أدواتها فى هذه المرحلة.

وبالتأكيد فإن قادتنا يتابعون كل التحركات الخطرة وبالضرورة نستمع منهم لكلمة حق مقرونة بإجراءات يجب أن تتخذ، وبالتوازى وقد يكون لصالح رجال الأعمال العرب عدم تمويل حملات طائشة للرئيس التركى، بضخ لاستثمارات والدفع بتوسيع التجارة حيث يستوعب السوق العربى أغلب صادرات السلع الاستهلاكية التركية، فضلًا عن الاندفاع وبالآلاف لسياحة عربية نحو الشواطئ هناك.

ونظل ننتظر وأراض أخرى تُبتلع وحقوق تُنتهك، والمشهد ساطع بماضيه وحاضره، فهل لنا مجرد المشاهدة والانتظار حتى ينتفض شعبه العريق ليحدد مصيره للحياة والسلام؟.