الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

باليه وموسيقى لبنات الصعيد

تغيير نظرة أهالى الصعيد للفنون وخاصة فن الباليه ومشاركة فتيات من بناتهم  فى مدارس للرقص، تحد كبير حملته على كاهلها «مجموعة ألوانات للثقافة «بالمنيا، والتى أسسها ماركو عادل مع مجموعة من محبى الفنون فى المنيا  عام 2016، ودشنوا أول مدرسة باليه فى الصعيد، بمدينة المنيا، وانتشرت الفكرة فى مدن وقرى الصعيد ولاقت دعم مؤسسات محلية ودولية، ويسعى أصحابها الآن لصنع مجموعة تصل بفنونها للعالمية.. مؤسس التجربة ماركو عادل يحكى تفاصيل مشواره مع تحديات مواجهة هذه الفنون فى الصعيد .



كيف بدأت فكرة فنون «ألوانات» وكيف استقبلها أهالى الصعيد؟    

- بدأت الفكرة من ملاحظتنا مدى الحرمان الذى يعانى منه الصعيد بشكل كبير، فسعينا أن ننتج فكرة بسيطة تكون قادرة على الوصول إلى الفئات الأكثر تهميشا والأقل ثقافة والأكثر تعطشا إلى الفن، وبدأنا بعمل أشياء صغيرة فى الشارع من معارض إلى فن تشكيلى، وكذلك رسم وتلوين الحوائط، وعمل ورش فنية فى القرى، وتوسعت مساحة الفكرة فى تفكيرنا وفى عقول  المحيطين بنا، وانتشرت فى وقت قياسى وتبلور ظهورنا بشكل أوضح وبدأنا نأخذ مكانا ونشتغل على الرسم والمزيكا والتمثيل والتصوير وورش السينما والأداء الحركى، وكنا دائما نأخذ فى الاعتبار حاجة المجتمع والشباب إلى الفنون والأنشطة الفنية بشكل عام بعيدا عن العنف والتطرف، وكانت نظرتنا أكبر إلى أن الأطفال يغيب عنهم أشياء كثيرة، لو توفرت لهم لفجرت طاقاتهم الإبداعية وسلامهم وصحتهم النفسية.

 ما رد فعل الشباب ومجتمع الصعيد عامة على ما تقدمونه؟ 

- جميع فئات المجتمع فى الصعيد قابلت الفكرة بحفاوة واستحسان كبير، لأن هناك تعطشا كبيرا للفنون، وفى بداية ظهورنا كان هناك كثيرون ينظرون إلى الفكرة على أنها تفاهة، وأننا لا نجد ما نفعله  يوجهون لنا اتهامات بأن أفكارنا متطرفة،  وعندما بدأنا فى الانتشار وأعلنا عن وجود  كورسات لمدربين أجانب للتدريب على رقص الباليه للفتيات والشابات، واجهتنا آراء متشددة تزدرى وتسب ما نفعله ووصل الأمر إلى التعدى أحيانا، ثم فرضت الفكرة نفسها طالما لم نخالف القوانين فى شىء، وبعد فترة لم يجد من يعادوننا بأفكارهم المتطرفة سوى وسائل الترهيب من خلال الرسائل والتعليقات فى منصات التواصل الاجتماعى، ومازالت محاولاتنا مستمرة للتصدى لهذه الأفكار المتطرفة بالتعاون مع عدد من أولياء الأمور للفتيات المشتركات فى دورات البالية.

 وما  خطتكم للاستمرار؟

- هدفنا أن يصبح الجميع فى الصعيد خاصة الفتيات قادرين على أن  يمارسوا الرياضة والفن والرقص بكل حرية، ولا تشعر الفتيات طوال الوقت أن جسدهن عورة وأنهن منبوذات وموضوعات فى إطار يحجم حريتهن وحياتهن، والآراء المضادة لكل شىء فعلناه ونفعله لا تتوقف وينتقدوننا فى كل شىء، ولكننا نستطيع أن نتعامل معهم ونكمل ونصنع أعمالا فارقة ونضيف تأثيرا، ومن حسن حظنا أن القبول موجود وبعد أن كنا نتعامل مع 8 أطفال فقط أصبحنا ندرب 200 فتاة على الرقص والموسيقى والباليه ومع الوقت والخبرة والعامل الزمنى وتوسع الدائرة الفكرية، نجوب القرى ونقوم بالتوعية ضد مخاطر التحرش والختان ونحاول أن نصل بأفكارنا لكل قرى الصعيد. 

كيف وصلتم إلى الشراكة مع البرنامج  الألمانى للتنمية؟ 

- أول لقاء «إيفينت» بدأناه كان على كورنيش النيل فى المنيا، وكتبنا دعوة على صفحاتنا الشخصية فى الفيس بوك، وتلقينا العديد من تشجيعات الشباب، وبعدها شجعتنا المؤسسات التى تعمل مع ذوى القدرات الخاصة، وعرضت علينا التعاون ومشاركة الشباب من ذوى القدرات الخاصة  فى الأعمال الفنية فكانت أوقاتا لطيفة نرسم ونشغل الموسيقى ونجلس على الأرض، ويأتى إلينا الأطفال من بائعى المناديل الورقية المتجولين للمشاركة معنا، فكان أول النجاح هو التأثير، وأن نصل إلى الناس، ثم تطورت الفكرة وأصبح لنا مكانا يأتى إليه الرواد من عاشقى الفنون، وطلب عدد كبير منهم تنظيم دورات وكورسات فنية فى مجالات مختلفة  إلى أن بدأت الأفكار تنتج ويكون توجهها هادفا بشكل منظم، وبدأنا ننظم مهرجانا للسينما ومعرضا للكتاب، بالتعاون مع السفارة الألمانية ومعهد جوته ومؤسسة مصر الخير وإيدام والهيئة الإنجيلية، وتواصلت البرامج والأفكار الناجحة التى دفعت عددا من الفنانين والنجوم للحضور وتشجيعنا كما حدث فى مهرجان السينما، ومنحتنا دور نشر كبيرة ثقتها فنظمنا معرضا للكتاب، ونظمنا عروض مسرح وباليه وسينما بتذاكر مدفوعة لمشاهدة العروض فكان ذلك نجاحا موازيا لنا، ودعما ماديا من خلال تنظيمنا لحفلات كبيرة لمؤسسات كبرى، وتشاركنا مع السفارة الألمانية حين دعتنا لتقديم عرض باليه أمام القنصلية الألمانية بتشريف السفير الألماني، وكان ذلك  بمثابة تكريم وتسليط للضوء على ما نقدمه من فنون.