الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

استثمروا كنوز التليفزيون!

 تتابع كل شيء فى التليفزيون، وبالتحديد برنامجى (التاسعة) و(صباح الخير يا مصر) على القناة الأولى، وتراهما لا يكفيان لتقديم تغطية ممتدة وموزعة على مدار اليوم، لجميع الموضوعات التى تتبناها الدولة.



تتابع أيضا برنامجى (هنا ماسبيرو) و(طعم البيوت) على القناة الثانية، وتصف أدوات العمل فى باقى القنوات بالضعيفة جدا، وتفتقد التليفزيون المصرى «تليفزيون الدولة» وتضع يدها على مشكلاته.

 

هى الإعلامية المميزة سوزان حسن، من أوائل المذيعات بالتليفزيون المصرى، التى صنعت الكثير من البرامج، ووصلت فى 2002 نائب رئيس القناة الأولى، ثم رئيسا لها فى العام التالى، لتتولى فى عام 2005 رئاسة التليفزيون وحتى عام 2009، وأخيرا عضوا منتدبا بمدينة الإنتاج الإعلامى، وإلى بقية الحديث..

  «كان ماسبيرو عملاقا، قدم فى بداياته تليفزيونا ناجحا عالميا»، أما الآن فقنوات التليفزيون أصبحت عديدة، لكنها لا تقدم أغلب الوقت سوى المسلسلات والمسرحيات بطريقة كثيفة رغم وجودها بكثرة فى القنوات الخاصة، مما أضاع طابع تليفزيون الدولة، الذى كان يكتفى بعرض مسلسل أو اثنين، فلم نعد نجد البرامج المتنوعة التى تخاطب جميع شرائح المجتمع المصرى كبرامج الشباب والمرأة والأطفال والعمال.

«ما يزال الاهتمام منصبا على المحافظات المركزية كالقاهرة والإسكندرية فأين الصعيد والنوبة من التغطية التليفزيونية؟ فرغم التطوير الذى حدث فى التليفزيون، ما زلنا ننتظر إضافات فى نوعية البرامج وتعددها وهذا هو الدور المطلوب من تليفزيون الدولة والذى يقع على كاهله بناء وعى وثقافة الشعب المصرى».

 أين دور معهد التليفزيون والمتابعة والإشراف على البرامج؟

التليفزيون المصرى معذور، فتعدد قنواته جعلته متوسعا بطريقة صعبة جدا، ويحتاج إلى تمويل ضخم يكفى لـ٢٠ قناة، وعليه فإن معهد التليفزيون أيضا تأثر بضعف التمويل المادى، لكن لا بد أن ينشط معهد التليفزيون ليقوم بواجباته أكثر من ذلك، كما أن ماسبيرو محمل بأعباء كثيرة جدا وإذا استمر على هذا الحال فدائما ما سوف نجد إنتاجا ضعيفا.

لماذا انخفض مستوى البرامج؟

بسبب انخفاض التمويل خاصة مع كونه موزعا على العاملين فى قنوات عديدة فضلا عن تطوير وصيانة أجهزة القنوات، فالتمويل أثر فى جودة المحتوى، بينما فى السابق كان التمويل موزعا على ثلاث قنوات فقط فى التليفزيون المصرى، والأمر نفسه حدث فى مستوى برامج القنوات الخاصة، فلا نجد برامج ذات مستوى جيد إلا قلة كبرنامج «صاحبة السعادة» وبرامج التوك شو والمرأة فى قناة Dmc، بينما نجد طفرات وقلة من البرامج الناجحة والممولة جيدا فى بعض القنوات الأخرى.

لماذا لم نعد نشعر بوجود معايير فى اختيار المذيعين فى التليفزيون المصرى؟

- ربما يحدث هذا فى بعض القنوات الخاصة، لكن مازال اختيار المذيعين فى ماسبيرو يخضع لاختبارات عديدة، وإن كان فى آخر ٥ سنوات لم تعد هناك مقاييس واضحة لاختيارهم، لكنى قد لاحظت مؤخرا أن المجموعة التى تم اختيارها من المذيعين فى تطوير ماسبيرو الأخير هى مجموعة جيدة إلى حد ما.

ورغم من عدم وجود ضوابط ومعايير لاختيار المذيعين فى القنوات الخاصة، فهى تنفق أكثر على جودة المحتوى الإعلامى مقارنة بالتليفزيون المصرى، مع العلم أن المذيعين البارزين مهنيا فى القنوات الخاصة هم فى الأصل من أبناء ماسبيرو، وأعتقد أن أزمة عدم وجود ضوابط أو معايير حدثت من القنوات الخاصة والتى أهملت وضع معايير للعمل فيها، وأخيرا لا ننكر أن الهيئة الوطنية للإعلام بدأت تضع ضوابط ومعايير واضحة فى اختيار المذيعين.

محتوى ترفيهى.. ركيك وضعيف

لماذا لا يستثمر التليفزيون كنوزه؟

- تشهد مصر صحوة وطفرة تطور كبيرة، للأسف لا نجدها منعكسة على شاشات التليفزيون إلا فى بعض اللقطات التسجيلية، فلماذا لا نستغلها، فعلى سبيل المثال يتم الإعداد لبرامج تتناول هذه التطورات وتُعرف المجتمع بها وتُعطى الأمل للناس مما قد يجعلهم وطنيين ومخلصين أكثر لمصر، وهذا هو دور إعلام الدولة.

 أيضا الكنوز البشرية فى التليفزيون المصرى غير مستغلة جيدا فماسبيرو مليئة بكنوز بشرية من مواهب متعددة سواء مذيعين أو مصورين أو مخرجين أومعدين، وأخيرا قطاع الأخبار لم يعد مستغلا ومستخدما الاستخدام الأمثل.

للأسف منافسة القنوات الخاصة للتليفزيون المصرى، جعلته يسعى لتقليدها فأصبحت كل القنوات متشابهة، تقدم محتوى ركيكا وضعيفا ترفيهيا فى الغالب، كما أن الإنترنت جذب الناس إليه، لذا لا بد من عمل برامج فى التليفزيون المصرى عن الإنترنت.

كيف ترين مستقبل التليفزيون المصرى والعالمي؟

لو وجدت إرادة قوية وقدمنا مجهودا مضنيا للنهوض بالتليفزيون المصرى، وتم تلبية كل احتياجاته المالية والإدارية وتمت إعادة تنظيمه وتصنيفه وتقليل قنواته، سوف ينهض من كبوته.

أما القنوات الخاصة فيلزمها وجود ضوابط، خاصة مع امتلائها بكم كبير من المحتوى الترفيهى وبعدها عن التثقيف والتعليم، وقد أصبح التليفزيون المصرى يقلد القنوات الخاصة، وهذا خطأ كبير وغير مقبول، فلم نعد نجد أى برنامج ثقافى مثلا إلا فى القناة الثقافية كبرنامج الكتاب، فأين برامج الثقافة المتنوعة مثل برامج نافذة على العالم، العلم والإيمان، وعالم الحيوان، نادى السينما.

أيضا تراجعت البرامج الثقافية فيما يتعلق برعاية الأطفال والصحة وممارسة الرياضية «أتذكر أننا فى ماسبيرو كنا نبث ممارسة الرياضة على الهواء فى برنامج صباح الخير»، وكانت تختار هذه البرامج بدقة وتركيز وعناية وتخضع لأسس ومعايير ومراقبة من مراكز الجودة والتطوير لجذب المشاهدين مما ساهم فى نجاح التليفزيون المصرى وقتها.

أما بالنسبة للتليفزيون العالمى الأوروبى فمستقبله مستقر ومتطور، لأنه اكتفى بثلاث قنوات فقط بالنسبة للتليفزيون الرسمى أو كما أحب أن أطلق عليه تليفزيون الدولة، ففى أوروبا كلها تليفزيون الدولة يتمثل فى ثلاث قنوات فقط كدول فرنسا وألمانيا وإيطاليا وتقدم برامج فى أعلى مستوى من الجودة وتواكب كل التطورات التى تشهدها البلاد وتخاطب جميع شرائح المجتمع، بينما التليفزيون الأمريكى لا يوجد به تليفزيون للدولة.