المواطن.. مصرى
السفير مخلص قطب
تحية واجبة لجمال ورفاقه فى هذه الأيام المباركة والتى تجمعنا ومنذ طفولتنا إعلاء لراية الوطن وتأكيدًا لحقوق المواطنة وحق العيش الآمن الكريم، مع مواكبة لتحرر ثقافى وفكرى وإعلاء العلم بما رسخ ودعم هذه القيم فى مجتمعنا. وقد قدرت القوى الخارجية -ومنذ اللحظة الأولى- أن مصر المستقرة بناسها وإمكانياتها هى خطر على مخططاتها وأطماعها فى منطقتنا. فظلت مصر بشعبها الأبى تواجه ضغوطًا مستمرة، وصلت فى مراحل زمنية لاستخدام العدوان العسكرى السافر من قوى عظمى ومحاولات احتلال أراضيها وتطويع شعبها. وبفشل كل هذه الحملات العسكرية المباشرة، يستمر ممارسة الضغوط المتزايدة علينا بكافة أشكالها فى محاولات التدخل فى شئونها والتأثير على قرارها، حيث قدرت أهمية استثمار البنية التحتية لعمليات أسلمة المجتمع، خاصة وأن الدين ومنذ ما قبل التاريخ هو مكون أصيل لناسه لضرب الهوية الوطنية ووقف الانفتاح الثقافى والعلمى...إلخ، فيكون المتبقى والمطلوب دعم نشر مظاهر الأسلمة حيث الشكل هو الطاغى. وطبعًا لا يغيب عن الحلبة بل يتشارك فيها إعلام نبت ظلامية، فينفتح المجال لكل من يسعى لحجب الشمس والعلم عن مصرنا، فيكون لازمًا وبالضرورة التحية والتهليل واجبًا وفرضًا على كل مسلم لأردوغان لغزوته الإسلامية الكبرى بفتح الأياصوفيا لتكون مسجدًا فى ذات الوقت الذى نستزرع فيه الزوايا والمساجد بالمخالفة للقانون إظهارًا لأسلمتنا. فيتوارى العلم وتتزايد الاتكالية بحجج سابقة التجهيز من أدبياتنا الإسلامية، فلنهرول لزيادة النسل بكل المباركات الدينية، لتنفجر فينا القنبلة محققة خرابًا وهو المطلوب لتظل مصر دومًا منكفئة وإفشال جهودها لتحقيق العيش الآمن لمواطنيها بحمايتهم من عدوان وبتوفير مياه شربهم وزراعتهم. ونستغرب عدم الوعى لبعض مسئولينا فننزلق فى معارك وهمية وإهدار مواردنا لنتعمق فى مستنقع جهالتنا، فبرغم أن دينى يعلمنى مكارم الأخلاق واحترام الآخر وحب مصر والزود عنها فليس لى بمعارك افتراضية – يجسدها زمن كورونا – ضد قوس قزح الذى يظهره الرب فى السماء ولا دخل لى فى معارك وهمية يتم تخليقها من شيوخنا للترويح لمكاسب أو غير ذلك فلست فى مواجهة مع الأديان الأخرى والعقائد بهائية / لا دينية...إلخ، فأنا وأنتم معى فى مواجهة الجهالة والظلامية ولكل ما يطفئ نور الشمس والعلم. والعزة للوطن.