الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

العالم الخفي للتحرش

فجأة. ومن جديد. انفجرت قضية التحرش. وهى قضية وراءها مصالح ضخمة وتمويلات لا تقل ضخامة لمواجهتها. جمعيات ومؤسسات وتمويلات غربية. صحافة وإذاعة وتليفزيون وبوابات إلكترونية وصفحات متخصصة على السوشيال ميديا. نجوم كرة وفنانون وفنانات ودعاة دين وشيوخ أزهريون ومتخصصون وإعلاميون ونجوم مجتمع ومنظمات حقوق إنسان وجماعة الإخوان الإرهابية. (كارتل) ضخم من المصالح تكون من وراء انفجار وانتشار التحرش فى مصر. بدأ ذلك فى منتصف العقد الأول من الألفية الثانية.



 

 

بدأت الصحف باستحياء نشر صور ووقائع وحكايات التحرش أيام الأعياد. ثم تناولتها الفضائيات. زرعوا البذرة فنبتت الشجرة التى أثمرت سريعا وأسقطت الخير الوفير على كل هؤلاء. خطط ممنهجة صناعة (الخواجة) استخدم فيها سياسة السيطرة على شعوب الشرق. سياسة غريزة القطيع. وامتلأت خزائن كثيرين بملايين من العملات الصعبة. تم ذلك تحت مظلة نظام شائخ مترنح يحمى مجموعة ضخمة من الفاسدين تربحوا على جثة المجتمع. نظام أسس لجمهورية الفساد حتى سقط. فى الشهور الماضية كانت قد اختفت الظاهرة تماما ولم تعد من اهتمامات المجتمع. فتوقفت هنا ماكينات الصرف والتربح وتعطلت مصالح ضخمة وتضرر قطاع كبير جدا من المستفيدين من انفجار وانتشار الظاهرة. وكان لا بد من دوران العجلة من جديد. دوران ماكينات الظاهرة لتعود أموال الغرب تتدفق من جديد وتنتعش الخزائن والجيوب. فأدى الكل دوره بعناية فائقة. من فجر الأزمة من جديد ومن أفتى فيها دينيا ومن نشرها إعلاميا ومن لعب دور الضحية ومن لعب دور الجانى ومن لعب دور الواعظ ومن لعب دور المستنكر ومن لعب دور المتشنج. وهكذا تم توزيع الأدوار فى المسرحية. ولأن المنتج سخى فى الصرف. وميزانية العمل مفتوحة. لعب الكل دوره بإتقان بالغ ليتقاضى أجرا أكبر. وتم تركيب المؤثرات الصوتية والضوئية والموسيقى التصويرية ليكون التأثير على الجماهير مضمونا. أيام وستبدأ منظمات حقوق الإنسان فى الانتعاش لتعود بشكل جديد فى الظهور لتلعب دورا آخر. وستظهر قضايا تحرش جديدة لمشاهير لتجلب أكبر قدر من المتابعة وسيتبرع محامون للتصدى للقضية. يبدو أن القضايا جاهزة وملفاتها معدة بعناية. الأموال تدق على الأبواب تريد أن تدخل. وهناك أكثر من غرض وأكثر من خطة تتم مختفية وراء تفجير الظاهرة من جديد. صحيح أن هناك حالات مخزية للتحرش لكنها موجودة فى العالم كله بل ولمشاهير فى السياسة والرياضة والفن والصحافة والأدب. كلها قضايا واضحة تماما. أما هنا فعندما تنفجر مثل تلك القضايا فى مواعيد محددة وبانتظام وبخطط وبأفراد جاهزين فلا بد أن نتوقف قليلا لنعرف الحقيقة. كل الحقيقة.