الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

عادل وصالح اختارا التفوق عبر الثانوى الفنى

أحلام خارج جلباب الثانوية العامة

ريشة: طارق الجفاوى
ريشة: طارق الجفاوى

المبدعون يغردون دائما خارج السرب ويرفضون الأفكار التقليدية المتوارثة، ويخططون لصناعة مستقبلهم، بمغامرات يراها غيرهم أنها غير محسوبة، ويرونها هم تحديا. . بعض هؤلاء المغامرين يرفضون الالتحاق بالثانوى العام، رغم تفوقهم، ويفضلون التعليم الفنى لأن لهم فيه أحلاما كبيرة.. «صباح الخير» تترك المساحة التالية لاثنين من هؤلاء المتفوقين اللذين خططا وحققا أحلامهما باختيار طريق التعليم الفنى.



 الدكتور محمد صالح مدرس تكنولوجيا التعليم فى كلية ستانفورد الدولية بالقاهرة، وصاحب شركة تعمل فى مجال تقديم الخدمات التعليمية والتعليم الإلكترونى، كما يعمل كاستشارى فى تكنولوجيا التعليم والتعليم الإليكترونى فى عدد من الأكاديميات، والمدارس الخاصة، يحكى مشوار نجاحه من العمل  فى صالون حلاقة و«منجد» إلى التدريس الجامعى قائلا:«أعشق المذاكرة والتعليم منذ صغرى، وكنت من الطلبة المتفوقين فى جميع مراحل التعليم، لكنى رسبت فى مادة اللغة العربية فى الصف الأول الإعدادى، لأنى رفضت الالتحاق بالدروس الخصوصية مع  مدرس المادة، ورسبت لأول مرة فى حياتى، ولحسن حظى تم نقل مدرس المادة إلى مدرسة أخرى، ونجحت فى السنوات الثلاث بمجموع كبير يؤهلنى للالتحاق بالثانوى العام، لكنى فضلت الالتحاق بالتعليم الفنى الصناعى  . ويكمل: قضيت خمس سنوات من الجد والاجتهاد والمثابرة لتحقيق هدف وحلم خططت له وكنت أعمل مع الدراسة وتنقلت من العمل«حلاق رجالى إلى نجار ومنجد أفرنجى وبلدي, وميكانيكى سيارات»، حتى أستطيع الإنفاق على تعليمى، ونجحت  بمجموع مرتفع ولكنه لم يؤهلني  للالتحاق  بكلية الهندسة  بسبب فروق طفيفة فى التنسيق، فالتحقت بكلية تربية نوعية قسم تكنولوجيا التعليم.

أول خطوة فى طريق الحلم

حتى التحق محمد بكلية التربية النوعية، لم يكن يعلم شيئا عن هذا المجال، لكن بعد تخرجه سعى للعمل بالتدريس فى جامعات ومعاهد خاصة، ولم تنجح محاولاته، فلم يكن أمامه سوى العمل كمدرس حاسب آلى مقابل راتب 300 جنيه شهريا، ثم عمل مذيعا، قرابة ستة أشهر، قبل أن يستدهى لأداء الخدمة العسكرية.

ويستطرد: التحقت بالدراسات العليا بكلية التربية، وكانت أول خطوة لتحقيق حلمى لأصبح معيدًا فى معهد خاص، لتدريس الحاسبات والمعلومات، وواصلت بين التدريس والتعليم والبحث العلمى». وقال«صالح»: « نشرت أول كتابين من سلسلة  كتب التعليم الإلكترونى وتكنولوجيا التعليم، وأعمل حاليا مدرسا بكلية ستانفورد، وأطلقت مبادرات لتدريب المدرسين على استخدام التكنولوجيا الحديثة فى التعليم، وجنيت ثمارها فى تدريب ما يقرب من  7000 مدرس وأستاذ جامعى، علاوة على ذلك أنشأت أول شركة خاصة تقدم خدمات تعليمية وتعليما إليكترونيا، وحاليا أعمل كمدير  تنفيذى للشركة «EduMost» واستشارى فى مجال تكنولوجيا التعليم والتعليم الإلكترونى فى  عدد من الجهات التعليمية (شركات، أكاديميات، مدارس خاصة)، وأحلم  بالعمل أستاذا لتكنولوجيا التعليم  فى جامعة كامبريدج».

وينصح الدكتور صالح الطلاب الناجحين فى المرحلة الإعدادية قائلا: «لا تيأسوا وتعتبروا أن المستقبل انفرط من بين أيديكم إذا لم يؤهلكم المجموع للثانوى العام، لأن تحقيق الأحلام فى النهاية له عدة طرق، وبالعزيمة وتطوير الذات تصلون لأهدافكم مهما كانت الصعاب».

«الفلتة»

محمد عادل«الفلتة» كما يلقبه أصدقاؤه والمقربون منه ويشغل حاليا منصب المدير التشغيلى فى أحد شركات تطوير التعليم ومسئولا عن برنامج التعليم الفنى للفتيات فى مؤسسة «شباب القادة» وهو مازال فى العشرينيات من عمره، يحكى تجربته قائلا:

«حصلت على مجموع 95 % فى الإعدادية، وفضلت الالتحاق بالمدرسة الفنية المتقدمة لتكنولوجيا الصيانة، فى مدينة نصر، على الالتحاق بالثانوى العام، لشغفى بدراسة الإلكترونيات، وقضيت فى المدرسة خمس سنوات، اخترعت فى السنة الثالثة بها جهازا صغيرا يتم تركيبه فى المنشار الكهربائى، حال  اقتربت يد العامل من المنشار يقوم بإيقافه فورا، تجنبا لقطع أيدى العامل، وشاركت بهذا الاختراع  فى مسابقة  بمؤسسة  «إنجاز مصر» وحققت المركز الأول، ومثلت مصر  فى مسابقة إنجاز العرب فى الكويت عام 2014، وبعدها بعام شاركت فى مسابقة على مستوى الكليات التكنولوجية وحصلت على المركز الأول».

يضيف: «الثانوية العامة مجرد مرحلة للدراسة تساعد فى الالتحاق بالتعليم الجامعى، وفيه يتطور ويتشكل فكر الطلاب، فلماذا يصر غالبية الطلاب وأولياء أمورهم على أن الثانوية العامة هى الطريق الوحيد لتحقيق الأحلام بالحصول على مجموع يؤهل للالتحاق بإحدى كليات القمة، والواقع أن الطموحات وبوابات التفوق العلمى وتحقيق الأحلام من خلال التعليم الفنى أسهل وتعطى خبرات أفضل فى مراحل التعليم التالية، وهناك كثيرون التحقوا بمدارس فنية صناعية وحققوا نجاحات مبهرة، ومثلوا مصر فى كثير من الدول العربية والأوروبية.