الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان
 كورونا أمامنا  والقنبلة خلفنا

 كورونا أمامنا والقنبلة خلفنا

تستنهض كورونا عزيمة العمل الجماعى للدولة كلها بشعبها ومؤسساتها، فالكل يصطف ويبذل الجهد ليس فقط لصد شراسة هذه الهجمة بل لاجتثاثها لنتحرر ولنؤمن لأولادنا حياة الكرامة لمستقبل واعد ومستحق لمصرنا.



ولتكن بدايتنا باستنهاض هذه الهمم والتكاتف لتأسيس استدامة نهضة تعليمية تبدأ بمرحلة التعليم الأساسى فنكرس لها كل الإمكانيات، فلا يصح أن نقف كمتفرج غافل يرقب تفاعلا مستمرا ومنتظما لمنظومة مواليد تتكدس سنويًّا فى مخازن التعليم الأساسى المفتقدة حتى للشروط الصحية.

ونكتفى جميعًا بأن نروع أنفسنا بمصير هؤلاء التلاميذ بعد المرحلة المدرسية، وهم شباب لمصر غير مؤهلين لاستكمال دراسة أعلى أو لحرفة أو لفرصة عمل معدومة، فبمعدل المواليد الحالى وما يرتبه من زيادة سنوية قد تصل إلى 3 ملايين طفل فى أفق مغلق، فليس أمامهم وأمامنا إلا السماوات المفتوحة، وطبيعى فهناك فئة متاح لها سبل التعلم فى مدارس متكاملة الإمكانيات، فكأننا ومنذ عقود نجهز ونعد لقسمة المجتمع، حيث الغالبية غير المؤهلة لسوق عمل يزداد ندرة وتعقيدا وتخصصًا فيصبحون دومًا خارج الإطار، وقد يحطمونه.

جميعنا يجتمع لتحديث الوطن وتقديرًا لجهد مؤسساتنا، الذى يجب أن يكون مدعومًا بعمل مجتمعى منظم، وليكن وفورًا ميدان التعليم الأساسى هو الهدف، وهنا وكما رصدنا تحركًا مهمًا لبعض شخصيات مصر ولقطاعات العمل الأهلى المجتمعية كل بخبراته وبإمكانياته للمساهمة فى بناء حائط صد كورونا فقد يكون مطلوبًَا والآن الجهد المضاعف للارتقاء بمنظومة التعليم على مراحل تبدأ بالتعليم الأساسى..وكل محافظة بأهلها القادرين يجب أن يكونوا دعمًا للمشاركة فى إطار برنامج زمنى منظم لكل مديرية تعليمية لترتيب أولويات دعم الأبنية وتأهيل المدرسين، لتكون المدرسة فضاء رحبًا لأطفالنا يتعلمون ويتعاملون ويمارسون هوايتهم.

 ويتم فى إطار محتوى تعليمى ومناهج دراسية تتواءم مع التطورات العلمية، وتضمينها كل ما يؤهل للتفكير والتجريب ويجب أن ترتكز على مفهوم إعلاء العلم والأخلاق وتكريس حقوق المواطنة، لإعداد تلاميذنا جميعًا على إعمال العقل ويكون تدريس الدين والرسالات السماوية.. إلخ فى منهج التربية الدينية للمسلمين والمسيحيين ليكون دعمًا للقيم وإعلاء للأخلاق والسلوكيات الحميدة.

 وليتزامن مع ذلك كله اتخاذ القرارات اللازمة لحل المشكلة، لضبط المواليد كضرورة حتمية للمستقبل ولترتكز هذه العملية على قاعدة أولوية إعلاء القانون وتنفيذه، فتتخذ إجراءات لإصدار ما يلزم لذلك بدءًَا من منع تعدد الزوجات وبطلان الطلاق الشفهى.. إلى تنظيم محكم لتقديم الدعم لطفلى كل أسرة اعتبارا من مواليد العام المالى 21 / 22 فيكون لهما رحاب المدرسة والرعاية الصحية والاجتماعية المتكاملة، وعلى أن يتفرغ إجلاء الشيوخ والقساوس لتأكيد صحيح الدين وترسيخ مكارم الأخلاق والعصمة من فساد النفس.     فنتعايش فى سلام أمنين على أنفسنا وأولادنا وأرزاقنا، وحتى إن كانت كورونا أمامنا والقنبلة السكانية خلفنا، فإنا لمنتصرون.