الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

يعقوب الشارونى بعد فوزه بـتقديرية الدولة..

الجائزة تأخرت 70 سنة!! 

فى عام 1959 كان قد وصل إلى منصب نائب هيئة قضايا الدولة، ليترك فى 1968 وظيفته القضائية بوزارة العدل ليعمل مديرًا عامًا للهيئة العامة لقصور الثقافة، ليسافر بعدها بشهور إلى فرنسا لدراسة ثقافة الطفل، وفى 1970 اختير مديرًا عامًا لثقافة الطفل، فمستشارًا لوزير الثقافة لشئون ثقافة الطفل عام 1973، ومن وقتها أصبح تثقيب الطفل قضيته الأولى، فأصدر سلسلة «مجلدات بحوث ودراسات ثقافات الطفل» وتبنى تنظيم «المسابقة القومية للطفل الموهوب»، وفى 1985 أنشأ الندوة الدائمة لأدب وثقافة الطفل، لخلق حركة نقدية حول أدب الأطفال.



هو يعقوب الشارونى، رائد أدب الطفل فى مصر والعالم العربى، الذى حصد جوائز عديدة فى أدب الطفل من مصر والعالم العربى ومن هيئة الأمم المتحدة، وأخيرا حصد قبل أيام جائزة الدولة التقديرية فى أدب الطفل، التى تمنح لأول مرة فى هذا التخصص..

يشعر الشارونى مع هذه الجائزة بتقدير الدولة له ولأدب الأطفال كما يقول لـ«صباح الخير» فعلى مدار 70 سنة الماضية لم تمنح جوائز الدولة لأدب الأطفال، وهذه أول جائزة فى هذا التخصص ، ولذا يعتبرها بمثابة تكريم لأدب الأطفال فى مصر.

وحول أسباب غياب هذه الجائزة على مدى70 سنة، قال الشارونى: كل ما يتعلق بالطفل يعامل على أنه درجة ثانية أو ثالثة، مستطردا: «الكبير لما بيعمل حاجة غلط، بيقولوا له بلاش لعب عيال، وكأن مرحلة الطفولة مرحلة ساقطة من حياتنا، فى حين أنها أهم مرحلة فى مراحل بناء الإنسان هى أول 18 عاما من حياته».

« الجائزة هذه المرة تعنى أن المجتمع يتغير نحو النظر لمرحلة الطفولة وما يقدم للأطفال، مؤكدا أن هناك عددا كبيرا فى مصر يستحق الحصول على هذه الجوائز وفى السنوات القادمة ستظهر هذه الأسماء.

• كيف يشجع المجتمع أدب الأطفال من وجهة نظرك؟

- أهم شيء أن يشارك الأب والأم أطفالهما فى قراءة كتب الأطفال، وأن يسمعا لهم ويشاركاهم ألعابهم، خاصة التى على شكل كتب، المجتمع كله لم يكن ينظر بجدية إلى أى شيء  يقدم للأطفال، ما أدى إلى تأخر الاهتمام بما يقدم للأطفال سواء الطتب أو البرامج التليفزيونية.

برامج الأطفال كانت شيئا أساسيا لا يمكن الاستغناء عنه فى التليفزيون، لكن الآن برامج الكرة أهم  لأنها أكثر إقبالا  جماهيريا، ونفس الأمر فى الصحف، ظللت 30 سنة أقدم باب الطفل فى جريدة الأهرام، ثم توقفت، فى حين فى الصحف الأوروبية تجد بابا أسبوعيا أو عمودا يوميا خاصا بالأطفال لأنهم يدركون أهمية ذلك.

• من أهم كتاب أدب الطفل فى مصر الآن؟

- هناك كتاب كبار فى أدب الطفل فى مصر، منهم أحمد عبدالحافظ ناصر الذى يتولى رئاسة المركز القومى لثقافة الطفل، و«على ماهر عيد» الذى لا تسلط عليه الأضواء لأنه لا يعيش فى القاهرة رغم حصوله على جوائز عديدة، وكذلك «أحمد عبدالنعيم» رسام الكاريكاتير بأخبار اليوم وهو معروف بهذا اللقب رغم أنه من أفضل كتاب أدب الأطفال،  لأن النظرة العامة هى الاهتمام بما يقدم للكبار، ورسام الكارتير عبدالرحمن بكر، وكذلك فاطمة المعدول وعفاف طبالة وغيرهم من الكتاب.

• كيف أختار كتاب طفلى؟

- القدوة لا بد أن تكون من الأسرة، ولا بد أن يشاهد الطفل قدوة عادة القراءة والاهتمام بالكتاب لدى والديه، قائلا: «تدخل أى بيت فى أوروبا تلاقى صندوق ومكان لكتب الأطفال وكل يوم بالربع والنصف ساعة قراءة ويستمع الأطفال لأولياء أمورهم».

القدوة هى الأساس لبناء جيل قادر، وبالنسبة للمدرسة فكتب المنهج الدراسى ليست كتابا للقراءة والاطلاع، وبالتالى المكتبة داخل المدرسة لا بد أن يكون لها دور مهم ويخصص جزءا من أعمال السنة للقراءة، خاصة فى موضوعات التعبير، لا بد أن يستعير الطالب كتابا أو اثنين من المكتبة للمساعدة فى كتابة الموضوع، وكذلك ترشيح 5 كتب يقرأها الطالب فى الإجازة الصيفية، بعد وضع آليات جيدة لقراءة الكتب.

العالم الآن يتجه مرة أخرى لكتب الأطفال، فجميع وسائل التواصل الاجتماعى لم توقف تواصل الأسرة والأطفال مع الكتاب، وهو ما ظهر فى كتب هارى بوتر على سبيل المثال، التى حققت مبيعات كبيرة.