الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

د. سعيد صادق: لم يعد أحد يتحدث عن الوطنية فى أمريكا!

 لايزال «باراك أوباما» يلعب دورًا لصالح هيمنة الحزب الديمقراطى.. فى أمريكا، بمساعدة التيار اليسارى المتطرف، بينما تلعب مصالح بعض المؤسسات، وجماعات الضغط، ووسائل الإعلام دورا لمغازلة الشعب الغاضب فى ظل جائحة كورونا، وما تجلبه من موت، ومرض، وبطالة وحظر تجول وحجر صحى، فى ظل تصاعد احتجاجات بسبب القتل العنصرى لچورچ فلويد. ما أشعل الموقف الذى يهدد مصير الرئيس دونالد ترامپ فى الانتخابات القادمة، ويحبط آمال القاعدة التى انتخبته! بل يهدد مصير العالم.. حول تحليل الوضع فى أمريكا وتوقعاته، نستكمل الحوار مع د.سعيد صادق أستاذ علم الاجتماع بالجامعة الأمريكية،



 

• لماذا هاجمت بعض القيادات الدينية بالكنيسة ترامپ حينما رفع الكتاب المقدس أمام الكنيسة؟ أليس هذا غريبًا رغم ما يردده الأمريكان بأنه الرئيس الذى أعاد دور الكنيسة بعد محاربتها، ووقف ضد المثليين ومنع وجودهم بالجيش، وأعاد تسمية الأعياد المسيحية بأسمائها كعيد الميلاد وعيد الفصح، بعدما اختصرت إلى «إجازة سعيدة»! كما اعتمد اليوم العالمى للكنيسة المصرية فى ذكرى دخول المسيح لمصر، بالإضافة لدوره الاقتصادى فى إنعاش الخزانة الأمريكية، وتطوير دخل المواطن الأمريكى! يقول د. سعيد: رغم أن موقفه لم يكن إلا دفاعًا عن رمزية هذه الكنيسة التى صلى بها جميع الرؤساء. وبالمناسبة، بايدن أدان استخدام الرئيس للكنيسة، وهو أمر غريب لمرشح رئاسى! وكذلك الأنچيليكان المتطرفون بصوتهم العالى الذى يشكل تهديدًا كقوة انتخابية.

 

 مناطق نفوذ الديمقراطيين

 

حتى وسائل الإعلام؟ فمن الغريب أن نسمع بوجود إعلام يسىء لرئيسه فى العالم، مثلما يفعل الإعلام الأمريكى حاليًا، باسم الديمقراطية! د.سعيد: الاستقطاب قوى جدًا فى أمريكا! و90 % من الإعلام يدار بيد الشبكات التى يسيطر عليها اليهود والليبراليون بالحزب الديمقراطى، وهكذا يستطيعون إثارة العالم كله! رغم أنه أفاد البلد كرئيس، ونفذ كل وعوده تقريبًا.. وحدثت نهضة رهيبة فى أمريكا قبل كورونا! ولهذا، كثر أعداؤه داخليًا، وخارجيًا من دولة كالصين، والاتحاد الأوروبى.  بالإضافة لأن «الولعة كلها طالعة من مناطق نفوذ الديمقراطيين بالساحل الشرقى والغربى»، مع خروج الحركات الفوضوية واليسارية والشيوعية للنور، وتضامن الأقليات الساخطة بسبب قوانين الهجرة.. وجميعهم يشكلون جيشًا ضده! بل بلغت حدة الاستقطاب لدرجة أنها صارت مسألة شخصية وليست مسألة أيديولوچية، وأصبح الأمر هو «أنا مش عاوزك يعنى مش عاوزك وإن شالله الدنيا تولع»! فلم يعد أحد يتحدث عن الوطنية والروح الأمريكية، انتهى هذا الكلام!

 

• هل يمكن القول أن ترامپ فقد القاعدة التى انتخبته؟ أجاب د. سعيد: فعليًا، تتكون هذه القاعدة من الفلاحين البيض المتواجدين بالجنوب والـMidwest الغرب الأوسط، وكل الولايات التى تقع بهذه المناطق الذين استطاع ترامپ أن يحدثهم بلغتهم ويحصل على أصواتهم! ممن ضاقوا من الأجانب؛ ومن أسلوب الأقليات الذين ينجبون كثيرًا! وكل خوفهم أنهم مع الوقت، قد يصبحون هم الأقلية فى بلدهم! فهم يمينيون متحفظون يدعمون سياسات الرئيس ويشجعونها لأنها تحقق مصالحهم. وليس من المتوقع أن تتغير قناعاتهم، لكن المشكلة أن معظمهم أصواتهم عالية، ويدافعون عنه، ولكن حضورهم فى الانتخابات قليل، لأن معظمهم مشغولون! فى المقابل، نرى وجها آخر لليمين متمثلاً فى الحركات الأمريكية الإسلامية «المتبرمجين» كالجيش على النزول لمساندة المرشح الذى يتفقون عليه!

 

أمريكا الأمس واليوم وغدًا..

 

· الموقف صعب، يقول دكتور سعيد، فما يحدث حاليًا هو استغلال سياسى من قوى عديدة تريد إسقاط ترامپ. وهو يتعامل بصورة تفتقد السياسة والحكمة! فمن ناحية، هذه سنة انتخابية والديمقراطيون لديهم چو بايدن، صحيح أنه منافس ضعيف، وليس شخصية كاريزمية.. وليس لديه أفكار، وعجوز، وعنده 78 سنة ويتحرش! ولكن أوباما يعضده! كما أن الحَجرْ لمدة شهرين بسبب كورونا، وما صاحبه من إحباط وغضب، وموت أكثر من 111 ألف مواطن، يعتبر أحد أسباب الغضب والعصبية والإحباط، والرغبة فى النزول للشارع للتنفيس «لأن الناس زهقت»، بالإضافة لزيادة البطالة التى بلغت 33 % حيث أكثر من 40 مليون أمريكى قدموا لطلب إعانات بطالة. مع عدم تعامل ترامپ بطريقة دبلوماسية.. التى جعلت البعض ينسى إنجازاته ويركز على أخطائه ورسائله المستفزة عبر تويتر.. إلخ!

 

• وهل تعنقد أن الأحداث الحالية ستغير التوجهات الأمريكية مستقبلاً؟ د. سعيد: بشكل عام، الكثير من تاريخ التغيير الاجتماعى الأمريكى لم يتحقق إلا عن طريق المظاهرات والاحتجاجات كالتى ترينها، مثل المسيرة التى قام بها مارتن لوثر كينج وحقق من خلالها أكبر قدرمن المساواة، وضمان الاحتجاج السلمى، والحقوق المدنية لجميع الأمريكان، بغض النظرعن الاختلافات العرقية.

 

• يوضح د. سعيد، مستطردًا: بينما قد يتدهور الموقف إذا ازدادت عمليات القتل، أو بدأت عمليات اغتيال سياسى، وما يصاحبها من تدهور، وإمكانية إلغاء الانتخابات. والمشاكل الاقتصادية والبطالة والاحتقان السياسى والاستقطاب الذى لم يسبق له مثيل فى الحياة السياسية الأمريكية، بما يعيدنا لمشاهد الحرب الأهلية! فالوضع مضطرب، فى ظل الاحتجاجات والمظاهرات التى لا تحدث فقط بسبب مقتل چورچ فلويد، وإنما هى تراكمات لأوضاع اقتصادية متدهورة استغلتها بعض الأطراف بسبب كورونا، وليس مستبعدًا أن ينتقل هذا المشهد للعديد من الدول التى تعانى من نفس المشاكل الاقتصادية، أيضًا، فتنفجر الأوضاع السياسية والأمنية والإرهابية بطرق يصعب التعامل معها.

 

• سألتُ: وكيف سينتهى الموقف فى رأيك؟ أجاب د. سعيد: سينتهى! إلا لو تم اغتيال ترامب.. فهذا السيناريو كفيل بإشعال الدنيا وإخرابها! سألته:هل تتوقع حدوث ذلك؟ فقال: لا.. لكن ربما يقوم شخص مجنون بفعلة لإحداث فرقعة وضجة، فالقاعدة الشعبية التى تؤيد ترامپ مسلحة، وقد يتحول الأمر لميليشيات وتدخل أمريكا فى عركة رهيبة! وخاصة فى ظل وجود وتربص أوباما الذى يزيد الأمر نارًا بتشجيع استمرار الاضطرابات! فبادرة الأمل –إذن- هى أن ينتصر ترامپ فى الانتخابات! لأنه حتى فى حال خسارته وجاء رئيس ديمقراطى.. ستظل مشكلة التمييز العنصرى، لأن الديمقراطيين يؤججون الشارع لصالح أنفسهم ليظلوا ملاذ الأقليات فى وجه الجمهوريين!

 

•  هل هو عصر انهيار أمريكا؟ كما يقول البعض! على أى حال، يوضح د. سعيد: أمريكا لم تعد دولة قطبية، ولم تعد دولة مسيطرة على العالم.. وهذا ما اتضح مع انسحابها من الشرق الأوسط، بل تم انتخاب ترامپ على أساس أنها لن تعود شرطى العالم! وذلك أحد أسباب معاداة الديمقراطيين لترامپ أيضًا، لأنهم عولميون يريدون الانفتاح وفتح الهجرة والسيطرة على العالم، والتدخل فى اقتصاديات الدول، بينما الجمهوريون انعزاليون يريدون الحفاظ على بلادهم، ويخشون على هويتها من المهاجرين! • وهل تتوقع فوز ترامپ؟ يقول د. سعيد: واقعيًا، لقد اهتز موقفه! ولكن الأمر يتوقف على الأحداث التى سنشهدها فى الشهور الخمسة القادمة، فإن استطاع السيطرة على الوضع، وتوقف عن التصعيد ربما ينجح! خاصة أن ضعف منافسه چو بايدن فهو ليس شخصية كاريزمية.. وليس لديه أفكار، وعجوز، وعنده 78 سنة ويتحرش. يعد نقطة لصالحه، فإن انتخب فهذا سيكون كراهية فى ترامپ، وليس لصالح أمريكا! العالم يتغير بالفعل، فالمبادئ التى تطالب أمريكا العالم أن يلتزم بها، هى المبادئ التى تنقصها اليوم لاستعادة أنفاسها وأمجادها! بارك الله أمريكا، وحفظها، لأن سقوطها لن يكون مؤسفًا لشعبها فقط، بل سيغير موازين قوى العالم.. ربما بما لا تحمد عقباه!