السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

 شهادة جامعية «دفعة كورونا»

بعد أسابيع قليلة سيحصل طلاب الدفعات النهائية بالجامعات المصرية على شهادة إتمام الدراسة، ويكونون جاهزين للنزول لسوق العمل. لكن تعليق الدراسة بالجامعات منذ منتصف 15 مارس الماضى،  بسبب الإجراءات الاحترازية للحد من انتشار فيروس كورونا، وعودتها أونلاين، وأشكال التقييمات المختلفة، دفعت الكثيرين إلى السؤال: هل «دفعة كورونا» ستثبت نفسها فى سوق العمل بعدما فقدت بعض ما كان يجب أن تتعلمه وجها لوجه من أساتذتها؟ 



 

«صباح الخير» سألت خبراء ومسئولين فى الجامعات ولجنة التعليم فى البرلمان، للإجابة على هذا السؤال.

 

وقال د. ماجد نجم، رئيس جامعة حلوان، إن مستوى دفعات التخرج هذا العام لن تؤثر بالسلب على سوق العمل، لأنه سيتم تقييم الطالب تقييما كاملا، متسائلا: لماذا نقلل من حجم الأونلاين الذى درس من خلاله جميع الطلاب على مدار ثلاثة شهور، وتابع: «مجهود كبير بين الأساتذة والطلاب فى التعليم عن بعد، تجربة جديدة بالنسبة لنا لكن لم نترك الطالب لأهوائه».

 

وأضاف نجم، الأونلاين نظام عالمى،   «ابنى يدرس ماجستير فى أوروبا وقاعد جمبى دلوقت، وكل يوم بيقعد من الساعة 5 إلى 10 أونلاين، والأونلاين بيخدم سوق العمل لأنه حاجة عالمية، يعنى نيجى نقول لواحد أنت دفعة 2020 أنت بتاع الأونلاين، ودا فى العالم كله، وفى ناس بتاخد شهادات أونلاين ودكتوراه.. وبعدين دا تيرم دراسى واللى جمع جمع على مدار 4 و5 سنين دراسة فاتوا».

 

وأشار نجم إلى أن أغلب الكليات العملية يكون فيها التيرم الأخير عبارة عن مشروع تخرج، وليس من المعقول أن يتم اختزال الدراسة فى التيرم الدراسى الأخير، ولذا قولنا إن بعض التخصصات لا بد من امتحان تحريرى وعملى لها مثل الطب لطلاب الصفوف الرابع والخامس والسادس وباقى الكليات العملية مثل الهندسة لا بد أن يحضر الطالب للكلية ويسلم مشروع التخرج وتتم مناقشته فيه وبه نجاح ورسوب، مؤكدا أن العملية مدروسة.

 

واتفق مع نجم د. أحمد عزيز، رئيس جامعة سوهاج، أن الدفعات الحالية لن تؤثر بالسلب على سوق العمل، موضحا أن الدراسة بالطرق العادية التقليدية انتهت فى 15 مارس الماضى،  وبالتالى تم شرح نسبة كبيرة من المناهج تصل لـ65 % من المقررات الدراسية، والجزء الذى تبقى تم شرحه بشكل إلكترونى والأجزاء العملية بالنسبة لطلاب الكليات العملية ستتم دراستها بشكل طبيعى عقب انتهاء فترة تعليق الدراسة، وباقى فرق النقل سيتم تعويضهم فى السنوات القادمة، مؤكدا أنه بنسبة كبيرة سيكون الطلاب الخريجين هذا العام مستوفين لمتطلبات سوق العمل فى المرحلة الحالية..

 

وأضاف عزيز لـ«صباح الخير»، أن طلاب السنوات النهائية تم التواصل معهم بشكل إلكترونى وتم تدريبهم على التواصل الإلكترونى،  وهذا بالتأكيد رفع قدراتهم المهارية فى التواصل الإلكترونى،  وأعتقد أن هذا يساعد فى تحسين مهاراتهم فى سوق العمل، خاصة أن سوق العمل فى هذه الفترة يعتمد اعتمادا كبيرا جدا على القدرات الإلكترونية للخريجين، مشيرا إلى أن طلاب السنوات النهائية العملية خاصة الطب بالفرق الرابعة والخامسة والسادسة تم تأجيلهم لحين انتهاء فترة تعليق الدراسة لأن هؤلاء لا بد أن تكون مهاراتهم العملية والعلمية كاملة.

 

تأثير إيجابى

 

وقال د. سعيد الضو، أستاذ المحاسبة ونائب رئيس جامعة القاهرة السابق، إن طلاب الدفعات النهائية سيؤدون امتحانات عادية جدا وكاملة، وبالتالى لن يكون هناك أى تأثير سلبى،  وبالنسبة لسنوات النقل يتم استبدال الامتحانات بأبحاث، وسيتم تعويضهم خلال السنوات القادمة.

 

«إن وجد تأثير سلبى على سوق العمل، يبقى هيكون بسبب الأساتذة من خلال تساهلهم فى وضع الامتحان وليس من كورونا، العيب مننا إحنا لو هيحصل تأثير، الجامعة أتاحت للطلاب كل الفرص بالفيديوهات وشرح أونلاين، الأونلاين قد يفيد الطلاب، لكن مستوى الطلاب هيقل لا مش هيقل لكن هيزيد؟ دا موضع شك»، يضيف الضو: «إذا أحسن وضع الامتحان والتقييم لن يكون هناك تأثير، وأن يكون على نمط السنوات السابقة ولا ينزل عضو هيئة التدريس بمستوى الامتحان ولا يتساهل فى مستوى التقييم وبغير ذلك سيتأثر سوق العمل بالسلب.

 

«دفعة الأزمة»

 

وترى د. ماجدة نصر، عضو لجنة التعليم بمجلس النواب، أن دفعة التخرج الحالية لها ظروف خاصة «دفعة كورونا» أو «دفعة الأزمة»، وكل الجامعات تعتمد على النظام التراكمى يعنى حصيلة 4 سنوات أو خمس سنوات أو كليات الطب، أى بالنسبة لسنوات التخرج هذا فصل دراسى ولم يكن عاما كاملا وسيمتحنون فيه بشكل طبيعى عقب انتهاء تعليق الدراسة. 

 

وأضاف نصر لـ«صباح الخير» أن جميع الطلاب حصلوا على المحاضرات أونلاين وإلكترونى،  وتابعت قائلة: «أنا شايفه أنها فرصة لأن الخمس أو 6 سنين الماضية، نسبة حضور الطلاب قلت بنسبة كبيرة، والآن توافرت المحاضرات صوت وصورة وبجودة عالية، والطالب يستطيع إعادتها مرة واتنين وثلاثة، وبالتالى فرصة أكثر فى الاستيعاب، سواء فى الجامعات أو المدارس، وأعتقد أن الدروس الخصوصية انتهت، وهذا من مميزات الأزمة فى الجامعات والمدارس، والدفعة دى فى التخرج لن يكون لها تأثير سلبى على سوق العمل، بل العكس أنا رأيى هيكون فى تحسن فى المستوى».

 

 وتكمل نصر:  تأثير هذه الأزمة وما حدث من غياب عن الجامعات وإيجاد بدائل هذه ميزة وليست عيبا، وهذا مجال جديد علينا جدا كنا متأخرين فيه، وهو التعليم الإلكترونى ولا أقول تعليما عن بعد، تعليم إلكترونى باستخدام وسائل جديدة وأنظمة حديثة مثل مشروع وبحث وامتحانات إلكترونية، مجالات جديدة على الطالب وعضو هيئة التدريس، وبالتالى عملية التأثير على المدى البعيد تكون بالإيجاب ومستوى الخريج يكون فى اعتماد على نفسه أكثر وتعلم مهارات مختلفة مثل مهارات العمل الجماعى ومجال التكنولوجيا والإنترنت، واستخدام التكنولوجيا فى التعليم كانت متفاوتة بين الطلاب والآن الكل يجيدها ويستعمل نفس الطريقة، وبالتالى التأثير سيكون بالإيجاب وليس السلب.