الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

توكتوك وشقة عزل!

وسط خوف أولياء الأمور من إصابة الابن بفيروس كورونا خلال فترة امتحانات الثانوية العامة، ظل طالب الشعبة العلمية عبدالوهاب يفكر فى الكيفية التى يحمى بها والديه من أن ينقل لهما الفيروس، خلال أيام الامتحانات التى سيخرج فيها إلى لجان الامتحانات، وسيختلط بالضرورة بطلاب ومعلمين وآخرين.



 

هو يرى أن والديه من كبار السن ومن مرضى ارتفاع ضغط الدم الذين ستكون مقاومتهم للفيروس أقل من غيرهم، كما يقول الأطباء، وهو أيضًا يخاف على أختيه الأكبر، فقرر أن يجهز شقة فى بيت والده، ببعض المتطلبات التى سيحتاجها خلال أسابيع الامتحان، حتى لا يعود إلى شقة الأسرة، وبعد أن تنتهى أيام الامتحان يبقى فى نفس الشقة لمدة أسبوعين آخرين، حتى إذا لم تظهر عليه أية أعراض، وكأنه فى حجر صحى.

 

يحكى عبدالوهاب محمد عن خطته هذه قائلا: «عرفت إن كبار السن أكثر عرضة للإصابة بفيروس كورونا اللعين، خاصة من يعانون من أمراض مزمنة ، فاقترحت على والدى عزلى فى شقة بنفس بيتنا، تكون مخصصة لى طوال فترة امتحاناتى، ومجهزة بأثاث غرفتى أى «مكتب وسرير» ومرحاضها لى وحدى، وأما عن طريقة تغذيتى،  فوالدتى هى من تتولى ذلك الأمر وتوفر وجبات صحية لى، ويأتى دور أختى فى نقل وتوصيل تلك الوجبات لى مع ضرورة حرصها على اتباع جميع إجراءات الوقاية، من ارتداء قفازات وكمامة، وتضعها على باب الشقة وترن الجرس وتنصرف، على طريقة الحجر الصحى.

 

أيقن رب الأسرة خوف وحذر ابنه الطالب، لأنه من بين مئات آلاف الطلاب الذين سيؤدون امتحاناتهم وسط وباء كورونا فقد يكونون سببًا فى نقل عدوى الفيروس لذويهم ممن يسكنون معهم فى بيت واحد.

 

تحرى الوالد «الستينى» خطوات جادة فى تنفيذ فكرة ولده، قام بتجهيز شقة «غرفتان وصالة ومطبخ وحمام»، بإمكانات وتجهيزات بسيطة من سرير ودولاب ومكتب، وحرص على أن تكون تلك الشقة على بعد خطوتين فقط من الشقة الأصلية التى يسكن فيها هو مع عائلته بالفعل، حتى لا يشعر ابنه بالوحدة طول فترة الامتحانات.

 

توكتوك.. وميزانية للتعقيم الذاتى

 

وزارة التربية والتعليم أعلنت، قبل أيام خروج المواد غير المضافة إلى المجموع، من جدول الامتحانات التى تبدأ فى 21 يونيو وتنتهى 21 يوليو، أى أن محمد سيظل شهر الامتحان وأسبوعين بعده فى الشقة.

 

ووسط كل الإجراءات الوقائية التى ستعقدها الوزارة خلال فترة الامتحانات، من توزيع كمامات على الطلبة، وإجراء المسح الحرارى والتعقيم، قرر والد عبدالوهاب، توفير وشراء أدوات وقائية  شخصية احتياطية له «قفازات وكمامات ووسائل تعقيم ومطهرات»  يعتمد عليها يوميا أثناء أدائه الامتحان.

 

وعن خطة وصول عبدالوهاب إلى مقر اللجنة التى سيؤدى بها امتحانه يقول عبد الوهاب: «يملك أغلب أصدقائى سيارة ملاكى، وسيعتمدون عليها فى الذهاب والعودة من وإلى مقر لجنتهم الخاصة بالمدرسة، وبالنسبة لى لم أفضل أن أطلب مساعدتهم فى توصيلى إلى اللجنة، حتى أتجنب الاختلاط بهم وأحافظ على فكرة التباعد الاجتماعي، لذلك قرر والدى أن يتفق مع سائق توكتوك بإعطائه مبلغ 30 جنيهًا فى اليوم ذهابًا وعودة، مقابل توصيله لى إلى لجنة الامتحان».