السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

ليالينا 80 ليس له أجندة ولا توجه سياسى

صممت على خالد الصاوى «نمبر وان» فى اختياري

«ليالينا 80» وحنين مخرج عاش تلك الفترة، ومن خلال حديثى معه أعتقد أنه يرفض هذا العصر بصخبه ودوشته، لديه حنين شديد لهذا الزمن الذى عاشه، فنقله لنا بعين المحب، يرى فى هذا العمل نفسه، ومن هنا يكون الصدق، صدق فى نقل الصورة الحقيقية لبعض مشاكل هذه القترة وتحديدًا مشاكل الطبقة المتوسطة التى اندثرت ولم يعُدْ لها وجود، نحتاج لهذا النوع المتأصل من الدراما، أحمد صالح، يميل للمدرسة الواقعية والتى تربى عليها على يد أساتذة كبار أمثال، الطيب وخان، بشارة، هؤلاء من احترموا عقل المشاهد ووثقت أعمالهم فترات مهمة فى حياة كل منا بل فى تاريخ مصر.  



 بداية كيف جاء اختيارك للممثلين فى «ليالينا 80»؟ - منذ اللحظات الأولى أثناء قراءتى السيناريو بدأت الشخصيات تتكون فى ذهني، وبدأ أشوف الأشخاص، رأيت خالد وصابرين وإياد، الورق ينادى صاحبه.  أحيانا نرى فنانًا معيّنًا فى دور لكن ظروفه لا تسمح يكون مرتبطًا بأعمال أخرى مثلا؛ فهل حدث هذا عند اختيارك للنجوم؟ - نعم حدث بالفعل مع الفنان خالد الصاوى كان صعبًا جدًا لأنه كان مرتبطًا بمسلسل آخر لكننى صممت عليه، كان من الممكن أن أبحث عن بديل، لكنه كان نمبر وان فى اختياراتى هو وصابرين، أيضًا «إياد نصار» كان لا يريد أن يعمل هذا العام، لكننى أقنعته أن يقرأ السيناريو وبالفعل أحب الحكاية واقتنع. ما الذى أثر فيك فى تلك الفترة كى تستطيع أن تصل بالمشاهد إلى الحنين والشجن لفترة الثمانينيات؟ - هذه حقيقتي، أتذكر عندما اغتُيل الرئيس الراحل «محمد أنور السادات» وقتها كنت ابن الحادية عشرة فأنا عشت هذه الأيام وأتذكرها جيدًا وهى أجمل أيام حياتي، بالنسبة لى هذا المسلسل هو أول عمل أرى فيه طفولتي، والقيم التى تربينا عليها وسلوكيات الناس فى الشارع كان الجميع مبتسمًا. حب الناس لبعض كان من أهم ملامح تلك الفترة كان الناس قريبين من بعضهما البعض كانت هناك براءة ما داخل الجميع، أو يجوز أنا من كان يرى ذلك «عالم الأحلام بالنسبة لي». ما الذى أردت أن تقوله للمشاهد بعرضك طبقة اجتماعية اختفت فى الوقت الحالى «الطبقة المتوسطة»؟ - الطبقة المتوسطة «اتهرست» اختفت لم نعد نعلم إن كانت موجودة أم لا، لا نعلم أين اختفت بين غنى أم فقير. هذا العمل مختلف عن باقى المسلسلات، ليست له رسالة معينة، إنما يرصد فترة اجتماعية لا تستطيعين تغييرها وتأثر الناس بها، بداية بالانفتاح، والإرهاب، لا توجد فتاة أو سيدة محجبة فى المسلسل لأن تلك الفترة لم يكن الحجاب موجودًا، كل هذا تغير شيئًا فشيئًا مع بداية الثمانينيات.  ألم تخش أن لا يفهم الجيل الحالى تلك الفترة لأنه لم يعشها وهم يمثلون شريحة عريضة، ما قد يؤثر سلبًا على نجاح المسلسل؟ - هذا الجيل يشاهد أعمالًا فرعونية وتاريخية قديمة.  التاريخى يختلف عن الاجتماعى من حيث تقبُّل الجمهور؟ - معك حق والمدارس الأجنبية أثرت فى ثقافتنا بشكل أو بآخر وغيرت الهوية المصرية، أنا أقدم هذا المسلسل لجيلى ومن هم أكبر منى ومن أصغر بقليل، دائمًا شهر رمضان صوته مرتفع لكثرة الأعمال الدرامية فيه وهذا المسلسل مختلف فى طريقة سرده، ليس به أصوات عالية أو شو، مثلما حدث فى مسلسل «الجماعة» كان يرصد فترة معينة وهى ظهور الجماعات المتطرفة.  المسلسل بدأ بداية سياسية وهو مشهد اغتيال السادات وظهور مبارك لكن مع مرور الأحداث لم يجد المشاهد أحداثًا سياسية مدمجة بالاجتماعية لماذا وما كان الهدف من هذه البداية؟ - هذا الخطأ إن كان خطأً، السبب فيه القناة لأنهم عملوا «برومو سياسي»، كما أن أصل الحكاية بدأت بتولى مبارك الحكم بعدما اغتُيل السادات، كتوثيق لبداية الأحداث مع بداية فترة الثمانينيات فالخلفية غالبًا تكون الأحداث السياسية التى حدثت كنوع من التذكر لتلك الحقبة ليس أكثر، مثلما يحدث حاليا، كورونا، أحداث ثورة يناير إذا  كنا هنقدم عملًا  اجماعيًا بعد سنوات ستكون الخلفية هذا الحدث السياسي، لأن الأحداث السياسية تؤثر علينا وعلى مخزوننا، فى مسلسل «بدون ذكر اسماء» كان كله سياسة، لا بُدَّ أن تكون خلفية سياسية قبل بداية الأحداث.  ما حكاية تتر المسلسل، خاصة أن هذه الأغنية تحديدًا استخدمها بليغ حمدى فى رثاء قصة حبه لوردة بعد انفصالهما عام 1979 أعتقد أن السبب أكبر من تشابه اسم الأغنية مع اسم المسلسل؟ - فكرت فى توصيل روح هذا العصر للمشاهد منذ الوهلة الأولى، ولأن تلك الغنوة تحديدًا للرائعة «وردة» تحمل المزيد من الحنين والترابط واللمة كلها أشياء افتقدناها الآن نظرًا للتطور التكنولوجى والسوشيال ميديا الناس ابتعدوا عن بعضهم بعضا، وبعد أزمة «كورونا» عادت الأسر تتجمع داخل البيوت، ومع هذه الظروف إذا قدمنا للناس تلك الروح التى يحنون ويشتاقون إليها وإلى القرب الأسرى وسط كل هذا الصخب والضجيج الذى نعيشه سيكون شيئًا عظيمًا. اتبعت أسلوبًا إخراجيًا يتناسب مع تلك الفترة مثل تضفيرالأغانى والصور والشوارع كيف كانت فى هذا الوقت؛ فمن تأثرت به من مخرجي الثمانينيات كى يخرج العمل بهذه الصورة؟ - عاطف الطيب ومحمد خان وداوود عبدالسيد وخيرى بشارة ويوسف شاهين، كانوا بيصورا فى الشارع مثلما فعلت فى أحداث المسلسل، أحب الدراما الحقيقية التى تختلط بالناس فعلا فى الشارع، هذه السينما التى نشأت عليها، غير «الفتوة» لم ير هذا الجيل 1850 أيضا «النهاية» الناس لم يروا المستقبل، إنما الثمانينيات فيه ناس شافتها، فالنقد حيكون أكثر. شخصية جلال أرسطو التى قدمها «خالد الصاوي» ألم تقلق منها لظروف مرضه؟ - خالد الصاوى فنان ثقيل وعظيم من القلائل وربنا يعطيه الصحة أداها بشكل رائع كما توقعت منه. بعض المفردات التى استُخدمت فى المسلسل لا تتناسب مع تلك القترة مثل مشهد بين هشام «إياد نصار» بيسأل مريم «غادة عادل» عن ابنتهما بعد الحادث وهل أصبحت أفضل بعدما رأت أصحابها فقالت له، «تنشنت شوية الأول» وهذا اللفظ حديث؟ - ممكن يكون سقط سهوا، لا يوجد عمل كاملًا بنسبة 100 % .  ما رسالة المسلسل للجمهور ؟ - أنا أتحدث عن أشياء افتقدناها الدفء والحنان واللمة والألفة الحياة البسيطة التى عشناها دون موبايل وإنترنت وكل هذا الكم من الفضائيات، وسلوكيات وأخلاق الناس، وبداية هدم السينمات والمسارح كلها أشياء أثرت علينا بالسلب.   لماذا اخترت الفنان الشاب محمد عادل فى شخصية مرتضى؟ - لأنه موهوب جدا ويلبس الشخصية بكل سهولة، حتى إننى أخذته معى فى أغلب أعمالي، الواحد بيفرح عندما يرى مواهب جديدة ولازم التليفزيون يخرج مواهب جديدة، أيضا منحت رنا رئيس دور بطولة راهنت عليها ولم تخذلني، الموهوب موهوب بيبان من أول فريم، رنا وعادل لديهما قبول بدرجة كبيرة.  ما الصعوبات التى واجهتك أثناء التصوير لأن المسلسل بمثابة توثيق لفترة مهمة فى تاريخ مصر؟ - صورنا فى وسط البلد بجد لم يكن  هناك ديكور أيضا قمنا ببناء الحارة بالكامل، لأن هناك معالم اختفت رجعت لتلك الفترة وبنيت أماكن وكأنها نسخة أصلية لم يشعر أحد بالجرافيك وهذا جماله كى يصدقه المشاهد على عكس مسلسل «النهاية» كان واضحًا جدا الجرافيك، ليالى الحلمية وثق فترة وليالينا 80 وثق فترة أيضًا، وكان النجم هو المسلسل وليس النجم وهذا لا يحدث الآن، تجربة  لإعادة الدراما المصرية كما كانت مثل أيام أسامة أنور عكاشة و إسماعيل عبدالحافظ، أما حكاية البطل الأوحد هذا الذى أسقط الدراما، ممكن يكون هناك نجم أوحد فى السينما إنما الدراما لا، لكن هذا العام الدراما إنتاجها متميز، «الفتوة» و«النهاية» و«الاختيار» طبعا، أيضًا «كاملة أبو ذكري» غيرت جلدها وقدمت عملًا متميزًا جدًا. كيف ترى تفاعل الناس على السوشيال ميديا؟ - زمان كانت قناة واحدة فكان الجمهور مضطرًا يشاهدها، أما الآن فأصبحت لدينا 600 قناة، لا يعجبك عمل لماذا لا تغير القناة؟!، السوشيال ميديا عاملة كارثة الجميع أصبحوا نقادا وبيفهموا فى تقييم الأعمال الفنية!! وبطريقة بها تجريح شخصي، الذى ينقد ينقد لكن بشكل موضوغي، أخلاق المصريين لم تكن هكذا قبل السوشيال ميديا، محمد رمضان أكثر واحد انتقدوه فى العالم، مش عاجبك ليه مكمل اقلب القناة، مصر كانت أجمل قبل التطور التكنولوجي، «كنت تنزلي الشارع لا يوجد تحرش».  هل هناك رسالة ما لتوطيد الثقة بين الجيش والشعب خاصة أن العمل به تعزيز لدور الشهيد؟  -جيشنا ليس بحاجة إلى أن أقدم عملًا يدعم الثقة بينه وبين الشعب لأن هذا موجود بالفعل،  دور الشهيد هذا أقل شيء يقدم لشهداء أكتوبر العظيم الذين لم يأخذوا حقهم نتيجة الانفتاح، أما المسلسل فليست به أجندات وأى توجه أو بعد سياسي.