الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان
 ليلة القدر والوباء الخطر

ليلة القدر والوباء الخطر

 ونحن نقترب كثيرا من توديع شهر رمضان المعظم والذى جاء هذا العام دون غيره من الأعوام الأخرى مثقلا بظروف غير طبيعية لم نعهدها من قبل .. 



 وفى هذا الشهر الفضيل قد  اعتدنا أن نعبر عنه  بطريقتنا الخاصة، ولكن بسبب الحالة الاستثنائية التى نعيشها هذه الأيام فقد اختفت مظاهر هذا الشهر المبارك وتوارت ظواهر  الرمضانية التى اعتدنا عليها طوال أيامنا سواء كان ذلك فيما يخص دعوات رمضانية للإفطار أو كذلك موائد الرحمن التى كانت تنتشر فى كل مكان وتمتد هذه التجمعات الكبيرة إلى ما قبل مائدة السحور الرمضانية .. 

 هذه العادات الرمضانية الأصيلة التى لم نرها أو نشاهدها لأول مرة تجبرنا أن ننظر  إلى الحياة بصفة عامة بمزيد من التأمل، ولأنه قد يكون دوام الحال من المحال فى ظل هذه الظروف الصعبة  ومع تفشى وباء كورونا الذى تسبب فى حالة من الخلل والتوقف التام فى الكرة الأرضية . 

فدائما وأبدا الظروف هى التى تحكمنا وليس العكس طبعا، فمن توقع فى يوم من الأيام الذى نرى فيه المساجد مغلقة وصلوات الكنائس معلقة وإلى حين إشعار آخر حتى وصل الأمر فى هذا الشأن إلى أكثر من ثلاثة شهور وهو ما لم يحدث من قبل فى التاريخ البشرى ورغم ذلك تبقى مثل هذه الأيام المباركة المفعمة بكل  الظواهر الروحانية والإيمان هى الأكثر  فرحة بالنسبة لنا ونحن على أعتاب ليلة القدر المباركة فالكل يتوجه إلى الله بالدعاء والصلاة وأن ينجينا من شر الوسواس  الخناس ومن هذا الوباء الخطر  الذى راح ضحيته الكثيرون من البشر فى كل أنحاء العالم .. 

 هذه  الدعوات نتوجه بها إلى الخالق سبحانه وتعالى طالبين أن يرفع غضبه عن الناس خاصة الذين ضلوا الطريق وتجاوزوا فى المعصيات وابتعدوا عن المولى القدير .. 

    وكلنا نعلم أن ليلة القدر  فى رمضان خير من ألف شهر تستجاب فيها الدعوات وتفتح فيها الأبواب المغلقة متضرعين إلى الله بأن يقينا من المصائب والكوارث والأوبئة الخطرة داعينه إلى المحبة والتآخى والسلام فى كل ربوع الأرض وقبول الآخر .. 

    وانظروا ماذا حدث للعالم الذى وقف حائرًا بل عاجزًا وهو يبحث عن حل رادع لمواجهة هذا الفيروس القاتل والكل يسارع فى تسخير كافة الإمكانيات للتصدى لـ(كورونا) القاتل الذى يهدد الحياة فى كل مكان .. 

    ومازال العرض مستمرًا وكذلك الكل يلهث لاكتشاف اللقاح أو المصل الواقى دون جدوى والضحايا يتساقطون كل يوم وبالفعل أو كما نقول (يوضع سره فى أضعف خلقه) ولأن هذا الكائن الذى لا نراه أو نشاهده بالعين المجردة أصبح وحشًًا مفترسًا ينشب مخالبه دون رحمة ويوجه ضربته القاضية للبشر ويلحق باقتصاديات العالم أكبر الضرر دون أى فرق بين دولة متقدمة فى كل مناحى الحياة أو أخرى تعانى من الجهل والفقر وقلة الموارد فالكل سواسية أمام أضعف  الكائنات أو المخلوقات التى أحدثت دويا هائلا ولاتزال توابعه تتوالى .