السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

من زامبيا للقاهرة..

يوميات «عالق» فى الكورونا

شاءت الظروف أن يسافر محمد معاذ إلى زامبيا فى بداية شهر مارس الماضي، لمتابعة عمله مع شركة الاستيراد والتصدير، التى يتعامل معها فى شركته بمصر، وفى طريقه للمطار يوم 16 مارس اكتشف أن متعلقاته الشخصية سُرقت، بما فيها جواز السفر ولم يكن أمامه إلا أن يعود للسفارة المصرية التى تبعد عن المطار مسافة تصل إلى 8 ساعات. 



تواصل معاذ مع السفارة المصرية وشرح لهم الموقف وبدأ فى استخراج وثائق جديدة تمكنه من استكمال الإجراءات فى مطار زامبيا وكذلك مطار القاهرة، خلال هذه الفترة التى تجاوزت الأسبوع عاش معاذ فى منزل صغير كان قد استأجره، وكان حريصًا على اتخاذ الاحتياطات اللازمة تجنبًا للإصابة بعدوى فيروس كورونا، بعدما تابع تصريحات وزارة الصحة فى زامبيا والتى أعلنت ضعف إمكانياتها الطبية وتوافر 30 جهاز تنفس صناعى فقط على مستوى الدولة، بالإضافة إلى عدم إعلانهم عن عدد حالات الإصابة بشكل دوري. 

بعد أن انتهت الإجراءات تواصل القنصل المصرى مع معاذ وأكد أن أوراقه أصبحت جاهزة للسفر، بالإضافة إلى إدراج اسمه ضمن  المصريين العالقين للتوجُّه لإثيوبيا لانتظار الطائرة المصرية، أكد معاذ رحلة على شركة air cairo  من زامبيا لمطار أديس أبابا بإثيوبيا. . وصل الشاب الثلاثينى الأراضى الإثيوبية يوم 29 أبريل الماضى مع 11 مصريًا عالقًا فى انتظار طائرة مصر للطيران للعودة للأراضى المصرية، لكن واجهته مشكلة وهى أن الطائرة لن تصل إلا بعد مرور ما يقرب من 28 ساعة ولن يتمكن من الخروج والدخول من المطار فاضطر للنوم فى المطار حتى لا تفوته الطائرة. . خلال هذه الساعات مر وقت سحور وبعده وقت إفطار، فقامت مطاعم المطار الإثيوبى بفتح أبوابها للعالقين الصائمين دون أى مقابل مادي. . جاءت الطائرة المصرية لتحمل أبناءها لأراضى الوطن، وفوجئ معاذ بأن عدد المصريين القادمين من زامبيا وإثيوبيا وصل لـ 55 مصريا كان أغلبهم فى رحلات عمل وصدر قرار وقف حركة الطيران وهم بالخارج، هبطت الطائرة فى محطتها الأخيرة وهى كينيا، لتأخذ فى طريقها 50 مصريا آخرين فى طريقها إلى الحجر الصحى بمرسى علم.. الرحلة التى لا تستغرق سوى 12 ساعة طيرانا وترانزيت،  قطعها معاذ فى ثلاثة أيام تقريبًا، حيث وصل الأراضى المصرية مساء الجمعة الماضي، وتكلف مصاريف أعلى من الطبيعى بسبب تنقله بين طائرتين ومصاريف استخراج الأوراق المفقودة بالإضافة إلى مصاريف إقامته فى الحجر الصحى بمرسى علم. . كشف سريع وقياس درجة الحرارة ومسحة من عينة الدم، كلها إجراءات احترازية تتم فى مطار مرسى علم للعائدين من الخارج، ثم تم تقسيم ركاب الطائرة إلى 5 أتوبيسات تنقلهم إلى الفنادق. 

مقشتك وجاروفك فى إيدك

غرفة الفندق فى الحجر الصحى مجهزة للعزل، فوفرت إدارة  الفندق فى كل غرفة مقشة وجاروف وكارتونة مياه معدنية ومناديل وحبل غسيل، لأن كل شخص يوقع على إقرار بأن ترتيب الغرفة الخاصة به مسئوليته الشخصية خلال مدة الحجر، لتقليل فرص الاحتكاك بالآخرين. . الطاولة التى توضع فى البلكونة تم وضعها أمام باب الغرف لتكون الوسيلة بين المطعم والنزلاء، فبعد أن يضع العامل الطعام على الترابيزة يطرق الباب ليعلم النزيل ثم ينصرف، وبجانب ذلك يشرف شخص فى كل دور ليمنع أى نزيل يحاول أن يخترق التعليمات ويخرج من غرفته. . يتابع معاذ الأخبار ليعلم مصيره فى الحجر الصحي، فعلم أنه فى حالة ظهور حالة حاملة للفيروس خلال مدة الحجر سيتم تجديد الحجر لجميع الموجودين باعتبارهم كانوا مخالطين له على متن الطائرة، وعن طريقة العودة فهناك أقاويل حول عودتهم بالطيران الداخلى لطول مدة الرحلة على الطريق البري. . يشعر معاذ بالملل من الجلوس بمفرده طوال هذه المدة إلى أن استطاع أن يُكوّن صداقات مع نزلاء الحجر الصحى عن طريق بلكونات الغرف، وأصبحت متعته أن يتواصل معهم حتى وإن كان التواصل عن بُعد، وخلال حديثه معهم عرف أن أغلب نزلاء هذا الفندق قادمين من دول أفريقية مثل جنوب أفريقيا والكونغو وغيرهما وكل أملهم الوحيد أن تنتهى مدة الحجر دون ظهور أى حالات بينهم لقضاء ما تبقى من أيام رمضان مع أسرهم.