الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان
اليوم الأخير

اليوم الأخير

  كيف أو متى نرى هذا الأمر صعبًا أو العكس منه صحيح؟ هل من خلال الشدة أو الأزمات التى تلاحقنا بين الحين والآخر وتعبث بحياتنا أو كذلك عندما تحاصرنا الأوبئة وتهاجمنا بصورة مفاجئة لتغتال حياة البشر . 



  قد تكون الإجابة غير شافية أو مقنعة خاصة عندما يكون الإنسان فى  محنة غير متوقعة ولا تخطر على بال أى من البشر لتنقلب معها الأمور رأسا على عقب فى النهاية . 

 لذلك فإن الإنسان أصبح مخيرا وهو أرقى مخلوقات الله يتميز دون غيره بالعقل والوجدان وقد خيره المولى سبحانه وتعالى ما بين فعل الخير أو الشر وفى نهاية المطاف أو العمر يبقى يوم الحساب أو اليوم الأخير فى حياته ويكون بين يدى الله بأفعاله أو أعماله فقط .. 

ودون شك فإن جائحة أو مصيبة «كورونا» التى ابتلينا بها وحاصرتنا طوال هذه الفترة واكتوينا بنارها تعلمنا منها الكثير وكان معها الكثير من الدروس المستفادة فى حياتنا وأراها دعوة للرحمة والتوبة والبعد عن المعصية أو كذلك نتقى الله فى كل ما نفعل ..

 فهل تستيقظ ضمائرنا بما نحن فيه .. أم نبقى على ما نحن فيه ونستمر فى الضلال  وفعل المعصية التى لا يرضى عنها الله وتغضبه .. فالله دائما كثير الرحمة وطويل البال يتقبل الإنسان التائب بصدق وهو الرحيم بكل عباده أو خليفته على الأرض  أو كذلك الذين يعملون فى ظل مخافته وهو يقدم لنا باب الرحمة والمغفرة ونحن دائما نتذكر تلك الآية الكريمة من القرآن الكريم «إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم» صدق الله العظيم، فتأملوا معى هذه الآية التى تدعو العباد لتغيير طباعهم السيئة أو غير المرضى عنها ولن يكون الله معنا إلا من خلال أعمالنا أو فيما نفعل وعلينا أن نتغير إلى أعمال الخير ربما يرضى الله ونعود إلى  الرشد والصواب ونسلك طريق التوبة ونبتعد عن أى معصية ولن يكون الله معنا إلا إذا رجعنا إليه وتغيرنا إلى الأحسن ويومها سيكون للعباد شأن آخر فى ظل رعاية خالقهم..

نعم أقولها بكل صدق، ولقد فجرت أزمة وباء «كورونا» الكثير من الخوف وأزمات القلق والاضطراب  النفسى وجعلتنا نشعر بالضعف أو الهوان  أمام فيروس هلامى لا نراه بالعين المجردة وتلك آية من عظائم الله .. 

 فمهما وصل العالم لأعلى درجات العلم أو التقدم أو المعرفة يكون ضعيفًا جدًا حتى وهو فى القمة أو المقدمة والوباء القاتل بات قريبا جدا من كل سكان الكرة الأرضية ولا تمنعه فواصل أو حدود جغرافية وألحق خسائر فادحة وضررًا بالغًا فى كل اقتصاديات العالم مما أصاب الحياة بحالة من التوقف أو الشلل إلى جانب تجميد رحلات الطيران الدولى  بين العالم وكأن العالم أصبح منغلقا على نفسه.. وتوقفت الحياة بكل ما فيها من صخب أو ضجيج والتزم الكل داخل البيوت وأغلقت المساجد والكنائس لأول مرة فى التاريخ البشرى لمدة ليست بالقصيرة ولا تزال والرعب يحاصرنا بين الحين والآخر بعدد المصابين أو نسبة الوفيات فى  العالم .. 

 الأمر بالفعل لا يزال صعبا ولكن بعناية الله ورحمته أرى بأن لكل شيء نهاية بإذن الله.