الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

عودة الدورى فى يوليو القادم

وسط حالة من التفاؤل المشوب بالحذر الشديد تتجه النية ومن خلال الجهود المكثفة التى تبذل من أجل عودة أو استئناف مسابقات الدورى رغم محاولة البعض التصدى لهذا التوجه،



إلا أنه بالفعل هناك محاولات جادة من جانب المسئولين بالدولة أو كذلك الجهات المعنية لاستكمال الموسم الكروى وفى ظل تدابير واحترازات خاصة تهدف إلى صحة وسلامة الجميع وهو ما حدث بالفعل فى عدد من دوريات العالم فى الآونة الأخيرة مثل الدورى الإنجليزى الذى بات قريبًا أو كذلك الدورى الألمانى الذى يستعد للعودة من جديد، وكذلك فى إيطاليا التى شهدت عددًا كبيرًا من الإصابات، وضحايا وباء «كورونا» لكنهم مصرون على عودة الدورى واستكماله ولأن الحياة لا تتوقف دائمًا حتى فى أصعب الظروف وقد يشذ عن هذا التوجه فرنسا التى ارتأت إلغاء الدورى مؤخرًا. ويبقى السؤال الحائر وهو متى يعود الدورى فى مصر رغم مطالبة آخرين بإلغائه بعد أن تأزمت الأمور وضاق الوقت وفى ظل جائحة انتشار «كورونا» التى ألقت بظلالها فى كل ربوع العالم. ونحن ما زلنا نبحث عن الإجابة الحاسمة أو الشافية ولأننا نرفض العبث أو اللعب بالطرق الملتوية كى نمزج ونخلط بين الأمور المتشابكة وفى ظل عدم وضوح الرؤية حتى كتابة هذه السطور رغم أن الكل يقف صفًا واحدًا بما تبذله الدولة من جهد كبير حفاظًا على صحة وسلامة الجميع وحتى لو كان ذلك من خلال المنافسات الرياضية واستئناف النشاط الرياضى الذى أصبح أمرًا ملحًا وضرورة حتمية كى تعود الروح من جديد إلى الحياة الرياضية.

ولكن قبل هذا لابد أن ندرك بأن ذلك قد لا يكون بالأمر السهل أو الهين أو مجرد اتخاذ قرار والسلام متجاهلين ما يدور حولنا أو فى العالم- فلابد أن يكون الأمر لمن بيده الأمر فأى قرار غير مدروس قد يدفع بنا إلى المجهول فلابد من توافر جميع السبل والضمانات أو كذلك أمن وسلامة المنظومة الرياضية بالكامل حفاظًا على الصحة.

فما بالك إذا طرح ذلك التوجه بعودة الدورى وهو الأمر الذى يهم السواد الأعظم وكذلك جماهير الكرة المصرية فى كل مكان أو كذلك الأندية التى عانت كثيرًا جراء توقف النشاط الكروى وخسائرها الفادحة بسبب تجميد الدورى،  علينا أن نتفهم أو ندرك حجم هذه الخسائر التى تقدر بالملايين فما بالك وأندية الغلابة أو الفرق الفقيرة التى خسرت كل شىء بسبب «كورونا» وهذا ما جعلنا نتوقف بتلك التساؤلات على من يهمهم الأمر بالدرجة الأولى ودون الخوض فى التفاصيل.

بداية طرحنا هذا الأمر للمهتمين بهذا الشأن وكذلك المسئولين عن اتخاذ القرار فكانت الإجابات شبه موحدة وتتفق على نهج أو شىء واحد مسلم به ألا وهو الحرص التام على صحة وسلامة الجميع وهذا تهتم به الدولة بالدرجة الأولى ممثلة فى مجلس الوزراء والوزارات المعنية مثل الصحة التى بدورها لا تزال تنتظر الفرج أو كذلك اتخاذ القرار المناسب ورفع الحظر تدريجيًا حتى لو كان ذلك من خلال الملاعب وقد يكون ذلك مرتبطًا بمؤشرات عدد المصابين بـ«كورونا» أو الذين راحوا ضحية لهذا المرض ولابد أن تعود النسب إلى الدرجة الأدنى وليس العكس، كما أن التراجع فى هذه النسب قد يكون مؤشرًا إيجابيًا أو بما لا يمثل خطورة بانتقال العدوى من شخص إلى آخر.

علمًا بأننا ما زلنا فى انتظار التوصيات التى تصدرها منظمة الصحة العالمية من وقت لآخر بشأن «كورونا».

ثم يلى ذلك دور وزارة الشباب والرياضة وهى الجهة الإدارية العليا التى تدير النشاط الرياضى برمته ويصدر منها القرار الحاسم بعودة الحياة من جديد إلى الساحات الرياضية والأندية وبشكل تدريجى داخل الملاعب مع الالتزام بجميع الإجراءات الاحترازية المطلوبة فى مثل هذه الظروف.

وبناءً على ذلك سوف يظل الأمر معلقًا بعض الوقت حتى لو كانت هناك مطالبة من جانب الاتحاد الأفريقى «الكاف» بالاستفسار أو الاستعلام عن عودة النشاط الكروى فى مصر بخطاب رسمى موجه لاتحاد الجبلاية وهو يطلب وضع تصور أو تحديد مواعيد مقترحة لعودة النشاط ومعرفة التفاصيل الخاصة بذلك من عدمه.

وكان من الطبيعى أن تكون هناك تصريحات خاصة فى هذا الخصوص أو لمن يهمه الأمر فى الشأن الكروى وهو المهندس عمرو الجناينى رئيس اللجنة الخماسية المؤقتة المكلفة بإدارة شئون الكرة الذى أبدى قلقه بالفعل على مصير النشاط الكروى بسبب تداعيات «كورونا» وآثارها الممتدة حتى الآن وانعكست على الكرة المصرية وفى العالم وهى ظروف استثنائية لم نعهدها من قبل ألحقت أكبر الضرر على كل مناحى الحياة وليس الرياضة وحدها، ويكفى أنها تسببت فى خسائر فادحة للأندية تقدر بالمليارات سواء فى عقود رعاية أو بث أو كذلك عقود احتراف اللاعبين ورواتبهم فى ظل تجمد النشاط وعدم وجود سيولة أو تدفقات مالية داخل الأندية وبسبب ذلك الوضع.

وهذا أيضًا ألقى بظلاله على الكرة فى العالم ونتج عنه تراجع مرعب فى كل أندية العالم وليس فى مصر وحدها وكذلك ما تم تأجيله أو التراجع عنه من بطولات عالمية كبرى مثل أوليمبياد طوكيو 0202 وهو ما نتج عنه أيضًا خسائر ضخمة تقدر بالمليارات من العملة الصعبة.

مما يدلل بأن الظروف الاستثنائية التى يمر بها العالم فريدة من نوعها ولم تحدث من قبل عبر التاريخ.

وأضاف الجناينى فى كلامه بأنه كرئيس للجنة الخماسية باتحاد الكرة يتمنى أن يعود النشاط الكروى فى أقرب وقت وبعد فترة طويلة من التوقف دامت كثيرًا واقتربت من الثلاثة شهور بسبب «كورونا» وقد وضعنا أكثر من تصور لاستئناف النشاط الكروى وإن كان ذلك مرتبطًا بالجهات المعنية الأخرى التى فى حوزتها اتخاذ القرار من جانب الدولة، ونحن لا نملك اتخاذ أى قرار بمفردنا لاسيما وأن ذلك يتعلق بصحة وسلامة المواطن المصرى بالدرجة الأولى، وهناك أكثر من احتمال فى حال وجود مؤشرات لتراجع الوباء فقد يكون ذلك بعد عيد الفطر أو مع نهاية شهر مايو الحالى واضعين فى الاعتبار بأن تكون هناك فترة إعداد للأندية من جراء هذا التوقف وقد يكون ذلك فى شهر يونيو القادم على أن يستأنف النشاط الكروى ويعود الدورى فى يوليو المقبل وقد يدفعنا ذلك بأن يكون الدورى القادم فى بوابة فصل الشتاء المقبل أى فى نوفمبر، وهذا مجرد اقتراح قد يؤخذ به أو يتم تعديله أو صرف النظر عنه أو طبقًا لمجريات الأمور أو استقرارالأوضاع أو لحين اتضاح الرؤية أو الموقف كاملاً، كما أن «الكاف» أى الاتحاد الأفريقى نفسه قام بتأجيل تصفيات القارة الأفريقية فى أمم أفريقيا وكأس العالم إلى أجل غير محدد وأيضًا أوقف منافسات دورى الأبطال الأفريقى والكونفدرالية انتظارًا لما سوف تسفر عنه الأحداث المتلاحقة.

ولذا قد يعود الدورى فى أى وقت وليست هناك نية للإلغاء إلا أن الأمر كله يتعلق بقرار من الدولة بالدرجة الأولى بخصوص استئناف الدورى أو إلغائه، ونفس الشىء عندما رفض الدكتور أشرف صبحى وزير الشباب والرياضة أى تعليق بخصوص عودة الدورى وفى ظل الظروف الراهنة ولحين اتضاح الرؤية بشكل كامل ويكون هناك الضوء الأخضر من جميع الجهات المعنية بالدولة.