السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

مبادرة وحيد.. ومبادرات إنسانيةأخرى.. من يساهم

 مزاد الخير للفن التشكيلى

وسط هذه الظروف الصعبة التى تجتاح العالم ومصرنا العزيزة..  وهذا الغزو الشديد للفيروس اللعين الذى «انفلت عياره» وأصاب الجميع بالحيرة والعجز..  من أطباء ومؤسّسات طبية وعلماء فى المعامل.. وأحدث إرباكًا للقادة والزعماء..  وعطل حركة السياحة والاستثمار والطيران..



  وأصاب السوق والدولار والجنيه.. واستهدف البَشر دون تفرقة..  وأجّل الخطط المرسومة للدول  ومعدلات التنمية..  وشل حركة الشارع الذى أصبح خاليًا.. وحظر التجمعات وأغلق الماكن العامة مع تعليق الدراسة حتى أصبح الحل «خليك فى بيتك».. الزم بيتك هو العلاج والوقاية، فلا مَصْل ولا دواء حتى الآن..  «حفظنا الله جميعًا وحفظ مصرَنا والعالم».

وسط هذا السيناريو المفتوح على المجهول مع الحيرة والتساؤلات، ورُغم ذلك، ومع الأمل..  لم تتوقف حركة الزمن.. فهناك من يفكرون ومن يعملون ومن يضحون.. فى كل مكان، وهناك صور مضيئة تقوم بها هيئات حكومية وأخرى تنتمى للمجتمع المدنى..  بل وأفراد بدافع الإيثار.. لعل من بينها هذا الطفل السوهاجى «ميسرة»، الذى يعيش مع أسرته المقيمة بالنمسا وقرّر دون تردد.. مساعدة كبار السن فى الحى الذى يعيش فيه.. وهم الفئة الأكثر عرضة ومعاناة للمرض.. أن يلبى طلباتهم وما يحتاجون إليه.. مع اثنين من زملائه تطوَّعا ودون مقابل.. حتى لا يضطروا للخروج والعرضة للخطر.

وفى بريطانيا يتعاون اليوم مئات من مالكى الطابعات الثلاثية الأبعاد لطباعة وإنتاج الأقنعة لمقدمى الرعاية الصحية للمصابين بالفيروس.

أمّا «يووهان» الشهيرة المعزولة بالصين باعتبارها مَكمن المرض؛ فقد اصطف جميع المصريين الموجودين بها.. من أجل إنقاذ  ورعاية مصرية مصابة.. حامل على وشَك الولادة فى غضون أيام مع أخذ جميع الاحتياطات؛ خصوصًا مع غياب زوجها خارج المدينة وسط الحظر فى هذه الظروف.

 الفن.. وخليك فى البيت

 مع بداية الحظر وانطلاق دعوة «خليك فى البيت»..  انتابت الفنان والمخرج  وحيد مخيمر حالة من القلق.. واعتملت التساؤلات بداخله.. كيف يمكت توظيف تلك الإقامة الجبرية بالبيت من أجل صالح المجتمع والفن.. فكان أن أطلق هذه الدعوة على صفحته على الفيس بوك «مبادرة الفن للخير»..  وهى دعوة لفنانى مصر للمشاركة بلوحة «أبيض وأسود».. ويقام مزاد لتلك الأعمال من أجل دعم مستشفيات الحَجْر الصحى والطاقم الطبى.

وهنا يلتقى الجانب الفنى مع الجانب الإنسانى.. وفى الوقت نفسه توظيف الطاقة الحبيسة..  بانشغال الفنانين فى الإبداع  بتلك الإقامة الاضطرارية.

يقول وحيد مخيمر : هنا بدأ التواصل مع الفنانين، وحتى الآن وصلنا لمشاركة أكثر من 50 فنانًا..  من الفنانين المتميزين فى حركة الإبداع، ومنهم أساتذة بالكليات الفنية، من بينهم: لينا أسامة - عبير عادل - طاهر عبدالعظيم - إيهاب الأسيوطى - خالد زكى - صفية القبانى - راندا فخرى  - ايمان مصطفى - مروة ماهر - مهنى ياؤود - معتز الإمام - محمد عبدالغنى - محمد خضر - جلال جمعة - محمد الناصر - محمد العلاوى، محمد طراوى».. وسوف يكون الحد الأدنى لقيمة اللوحة 5000 جنيه.. والأمل أن يصل عدد المشاركين مع نهاية الأسبوع الحالى (100) فنان، ونتمنى أن تصبح المحصلة النهائية.. ما يربو على نصف مليون جنيه أو يزيد.. سوف يتم الاتصال والتنسيق مع وزارة الثقافة لإجراء المزاد برعاية الوزيرة الدكتورة إيناس عبدالدايم.. والمقترح إقامته بإحدى قاعات الفن التشكيلى الرسمية التابعة للوزارة.. أو يتم التواصل عن طريق «مواقع التواصل الاجتماعى».

 قام بتصميم الشعار «اللوجو» للدعوة الفنان حسين عبدالمبدى، وهو مصمم وخطاط له لغته التعبيرية.

والفنان وحيد خريج الفنون الجميلة والمعهد العالى للسينما شارك فى العديد من المعارض الجماعية وله اكثر من 20 معرضًا خاصّا بمصر والخارج، كما أخرج الفيلم الروائى الطويل «الفاس فى الرأس» بطولة ليلى علوى وعزت العلايلى،  وفيلمه الثانى «الشريك».

  بالتعاون بين التضامن والصحفيين

 «ادعم باعة الصحف»

 من الصباح الباكر يقف أمام «الفَرشة» التى تحتوى الصحف اليومية الصباحية والمسائية والأسبوعية.. المجلات والدوريات.. على ناصية شارع شريف وحسن أكبر.. ليس له مهنة سوى بيع الصحف والمجلات هو وغيره من المئات، بل الآلاف من باعة الصحف فى أنحاء مصر.. قال :«المهنة فى تعثر، وهذا يرجع إلى تناقص أرقام التوزيع».. فى ظل سيطرة الصحف الإلكترونية.. كوسيط جديد يتعامل معه الغالبية العظمى من القراء؛ خصوصًا الشباب.. ونحن ليس لنا معاش اجتماعى أو تأمين صحى..  أو حتى رابطة تدافع عن حقوقنا..  نحن نعمل فى ظروف قاسية، حياتنا معرّضة للخطر للتواجد المستمر فى الشارع.. وهناك من أصحاب باعة الصحف من ليس له مكان أيضًا، فيكتفى بالتنقل فى  الشوارع  والبيع بالمقاهى.. تراه فى الصباح والمساء يتحرك بين المقاعد والمناضد.

ولا شَك أن ظروف باعة الصحف فى هذا الوقت والأيام المقبلة  ستكون أصعب لقلة التوزيع.. وهناك اقتراح نطلقه.. مجرد اقتراح لحماية شريحة ممن يعملون كباعة للصحف.. لهم تاريخ طويل مع الصحافة المصرية: فتح باب التبرعات لتأسيس وعاء مالى كخطوة أولى ونواة وبداية لإيجاد رابطة لرعايتهم..  مع معاش فى المستقبل بعد نمو المورد المالى يساهم فيه العاملون بالصحافة..  بدءًا من 10  جنيهات يتم تنظيم ذلك بالتعاون مع وزارة التضامن الاجتماعى ونقابة الصحفيين.. من خلال كوبونات أو دمغة برقم حساب بنكى، وبالطبع الدعوة مفتوحة للتبرع من رجال الاعمال والمجتمع المدنى.. والهدف حماية ورعاية هذه الفئة مستقبلًا.