الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

قرية الدكتورة سونيا عبدالعظيم

وعليكم العار

وراحت ضحية أخرى للمرض اللعين الذى أصاب العالم . رحلت جندية من جنود الله للدفاع عن البشر. عن الغلابة والبسطاء من أهل مصر. رحلت الدكتورة سونيا عبدالعظيم عارف بمرض الكورونا بعد أن تدهورت صحتها.  أُعدّ كل شيء لدفنها كأى امرأة مصرية. أم وطبيبة مصرية ماتت وأرادت أسرتها أن تدفنها فى مقابر الأسرة فى قرية شبرا البهو التابعة لمركز أجا بمحافظة الدقهلية. لكن عند دخول الجثمان للقرية بداخل عربة الإسعاف. ظهر تاريخ مصر القبيح الذى استمر لعشرات الأعوام. ظهر تاريخ مصر الممتد من عصر الانحطاط الأخلاقى والثقافى والاجتماعى. ظهرت كوارث الحكومات السابقة فى عهود سابقة التى لم تقدم للناس فى مصر سوى الفساد والمحسوبية والجهل والمرض والفقر. ظهر موت الشهامة المصرية والتاريخ الطويل من تشويه الهوية المصرية. ظهر كل ذلك على سلوك الأهالى ممن اعترضوا على دفن الجثمان فى القرية خوفًا من نقل العدوى. إنه الانحطاط الأخلاقى بكل المقاييس. انحطاط ليس وليد اليوم؛ بل هو انحطاط متراكم من عهود ظلام فردت مظلتها على البسطاء فوصلوا إلى هذا المستوى من الإنسانية المنحطة. ست ساعات والشرطة وأهل المرحومة يحاولون دخول القرية لدفن جثة الدكتورة الشهيدة. لقد ماتت النخوة والشهامة والأخلاق والقيم ومات تاريخ مصر الحضارى الطويل خلال تلك الساعات. مات الدين المزيف الذى راح ينخر فى عقول هؤلاء البسطاء. أهل تلك القرية ممن اعترضوا لا ذنب لهم فى ممارسة الجهل. بل الذنب كل الذنب لذلك التاريخ الطويل من الانحدار الأخلاقى على مدى خمسين عامًا . انحدار بدأ عند دخول التيار الدينى المزيف المتطرف طاردًا دين مصر بتاريخه الحضارى الجميل. دين السلفيين والإخوان الفاشسيت ودين الوهابية. لقد اكتوت الدلتا بنار تلك التيارات القبيحة. علينا أن نتوقف كثيرًا أمام ما حدث. نقف بالدرس والفحص لنعالج المأساة. لنعالج الكارثة. هذه ليست مصر الطيبة. ليس هذا شعبها. مصر الطيبة بلد الطيبين. علينا أن نعتذر نادمين لأسرة الدكتورة الشهيدة . لعل الاعتذار يخفف الألم. على من أساء إليها أن يذهب نادمًا طالبًا العفو. عار علينا ما حدث. إنه يوم لن يُنسى فى تاريخ مصر الاجتماعى. إنه ليوم كاشف عن سنوات حكم السادات ومبارك والإخوان. فهؤلاء أبناؤهم. وذلك هو موروثهم الأخلاقى!