الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

يوميات كـــورونــا

عالم الوبائيات الذى أنقذ الصين

من يتعرف على تجربة الصين فى السيطرة على فيروس كورونا سيتأكد أن عامل الوقت كان حاسمًا فى إنقاذها من كارثة وشيكة، والسبب أن الصين لم تتأخر كثيرًا حتى تقرر إرسال عالم وبائيات خبير، كان قد سبق أن أنقذها من قبل، خلال وباء السارس عام 2003 وعبر بالشعب الصينى إلى بر الأمان، هو الدكتور تشونج نانشان عالم الأوبئة وعلم الرئة، وأحيانًا تشير إليه وسائل الإعلام الصينية بلقب «بطل السارس».



رغم تقدمه فى العمر (ولد عام 1936)، قررت لجنة الصحة الوطنية الصينية، وهى أعلى سلطة صحية فى البلاد، تعيين د.تشونج لقيادة لجنة التحقيق التى شكلتها لرصد ودراسة الفيروس التاجى الجديد، وبالتالى أصبح هو المتحدث الرسمى والمسؤول عن أى معلومات تتعلق بالمرض. 

كان المراقبون يتساءلون: هل كان اختيار تشونج لهذا المنصب لأن الحزب الشيوعى حاول تسليط الضوء على جهوده لإدارة الأزمة بطريقة شفافة وحاسمة، أم أنها كانت استراتيجية لتحويل التركيز وتجنيب الحكومة المركزية اللوم فى حالة الفشل؟ وبغض النظر عن هذه التساؤلات ما فعله تشونج فى الصين فى هذا الوقت القصير أبهر الجميع، ودخل هو التاريخ من أوسع أبوابه.

بعد أن جعل السارس من تشونج بطلا قوميًا بين الشعب الصينى، استمر فى الحديث عن القضايا الصحية بدءًا من سلامة الغذاء إلى تلوث الهواء، وفى مقابلة مع وسائل الإعلام الصينية، طرح سؤالًا شهيرًا، «ما الفائدة من أن تكون رقم واحد فى العالم فى الناتج المحلى الإجمالى إذا كان كل من الأكل والشرب والتنفس موضع شك؟»  وزادت تعليقاته الحادة والصريحة من مصداقيته كشخص يضع الصحة العامة كأولوية أمام الحكومة، كما تم الإشادة به لنظامه الصحى الخاص به، ورغم كبر سنه، تم تصويره عدة مرات وهو يمارس أنواعًا مختلفة من الرياضة بجسم ممشوق يثير غيرة الشباب..وهذا ما جعل صوره التى ينشرها على موقعه، تنتشر فى وسائل التواصل الاجتماعى الصينية، واستغلت الحكومة الصينية فرصة اختياره لتعزيز ثقة الناس بأن الحكومة تتحرك بشكل صحيح ومبكر هذه المرة، كما جاء فى جريدة تشاينا ديلي التى نشرت صورة للدكتور تشونج محاطة بعبارة «عودة المقاتل البالغ من العمر 84 عامًا إلى الخطوط الأمامية».

وتصور وسائل الإعلام الصينية د.تشونج على أنه بطل الشعب الذى يكافح من أجل التغلب على الفيروس، ونشرت صورة له وهو ينام على متن قطار أثناء عودته من زيارة إلى ووهان، المدينة التى انطلق منها وباء كورونا، وفى المقابل، أعلن تشونج فى مقابلة له مؤخرًا أن ووهان مدينة بطولية، حتى إنها كانت تبكى وهى تحارب الفيروس من أجل إنقاذ الشعب الصينى.. أدلى تشونج بتصريحات قوية يؤكد فيها أن المسؤولين الصينيين كانوا شفافين فى التعامل مع الفيروس الجديد، ودافع عن مسؤولى ووهان بشأن توقيت نشر معلوماتهم، قائلاً إنهم لا يستطيعون فعل ذلك إلا بعد التحقق من نتائج الاختبارات من قبل السلطات العليا، وكانت الانتقادات موجهة لإدارة ووهان المحلية لتأخر استجابتها للوضع الصحى المتدهور، وبطء وعى مسؤوليها بالأزمة القادمة، ونقص التواصل مع الجمهور وعدم اتخاذ إجراءات وقائية كافية لأكثر من ثلاثة أسابيع، ويعتقد الخبراء بأنها كانت هى الأسباب الرئيسية لانتشار COVID-19 فى الصين. . وقال أحد الخبراء إنه لو كانت اللجنة قد تولت المسئولية مبكرا، حتى قبل خمسة أيام من تشكيلها، كان سينخفض تأثير الفيروس ​​بمقدار الثلثين».. ووضع د.تشونج نفسه أمام تحد آخر، فعلى النقيض من أراء بعض الخبراء الصينيين، الذين يتوقعون أن الفيروس التاجى سيبلغ ذروته فى مايو أو يونيو، تنبأ تشونج أن الفيروس سيبلغ ذروته فى نهاية فبراير ويستقر فى أبريل، وأضاف أنه بعد الذروة، لن تكون هناك زيادات واسعة النطاق فى مكان الانتشار، كما أكد أن هذا الفيروس لن يدوم طويلا مثل السارس، وأنه بسبب الكشف المبكر والوقاية المبكرة، فهو واثق من أنه سيتم تجنب الوباء الكامل.

‏https://thediplomat.com/2020/02/covid-19-dr-zhong-nanshan-is-in/

ومع تفشى COVID-19 رسميًا إلى جائحة، تحصد الأرواح وتهدد سكان الكرة الأرضية، من الضرورى النظر إلى الدروس المستفادة من تجربة الصين، فالسياسات والإجراءات الحازمة والحاسمة، التى اتخذتها اللجنة بقيادة تشونج خلال شهرين، ابتداء من إعلان حالة الطوارئ وإغلاق المناطق المتضررة وبناء مستشفيات العزل فى وقت قياسى وحشد الفرق الطبية المدربة من كل أنحاء الصين، والانتاج السريع لأعداد مهولة من الأقنعة الطبية، وحملات التوعية الموجهة للشعب الصينى، كما يظهر الجدول التالى، يبدو أنها كانت فعالة بشكل أثار إعجاب العالم.

جدول معركة الثلاثة شهور مع الفيروس

15 ديسمبر 2019

أول مريض معروف بالمرض فى ووهان ثم تبعها ظهور سلسلة من حالات الالتهاب الرئوي

 31ديسمبر 2020

أصدر مركز ووهان الصحى البلدى إشعارًا عاجلاً بـ 27 حالة التهاب رئوى من سبب غير معروف، مع عدم وجود دليل على انتقال العدوى من شخص لآخر.

أرسلت لجنة الصحة الوطنية فريقًا من الخبراء إلى ووهان وفشلوا أيضًا فى إدراك أن الفيروس يمكن أن ينتقل بين البشر.

أصدر مركز ووهان الصحى البلدى عدة بيانات لطمأنه الجمهور بعدم وجود دليل على أنه معد.

 9 يناير 2020 

أول حالة وفاة، رجل يبلغ من العمر 61 عامًا

 18 يناير 2020

أرسلت لجنة الصحة الوطنية فريقًا من الخبراء إلى ووهان بقيادة البروفيسور تشونج نانشان، عالم الأوبئة الشهير منذ معركة السارس فى 2003.

 20 يناير 2020 

انتشر الفيروس إلى شنجهاى وبكين، وارتفع عدد الحالات المؤكدة إلى 218. وأكدت لجنة الصحة رسميًا لأول مرة أن الفيروس يمكن أن ينتقل بين البشر.

كشف البروفيسور تشونج عن وجود حالات انتقال من شخص لآخر.

23 يناير 2020

أمرت الحكومة بإغلاق كامل للعديد من المدن فى مقاطعة هوبى، بما فى ذلك ووهان، وعلقت جميع وسائل النقل العام، بما فى ذلك المترو، وتم إيقاف جميع الرحلات الجوية والقطارات.

24 يناير

 بدأ إرسال فرق طبية متخصصة من الأقاليم الأخرى إلى مقاطعة هوبى، وعاصمتها ووهان.

25 يناير 2020

أعلنت جميع المقاطعات حالة طوارئ صحية عامة من المستوى الأول، وتم حظر جميع التجمعات العامة، وإغلاق دور السينما والمواقع السياحية حتى إشعار آخر، ونصحت الحكومة الجمهور بالحجر الذاتى لمدة أسبوعين، وتم إغلاق جميع المدارس. 

  1 فبراير

كان الفيروس قد انتشر فى جميع أنحاء الصين، وبلغ العدد الإجمالى للحالات المؤكدة 10000 حالة وصل الإنتاج اليومى للأقنعة الطبية 16 مليون قناع

2 فبراير

تم الانتهاء من أول مستشفى مؤقت فى ووهان 1000 سرير

انتهت بلدية ووهان من بناء 14 مستشفى متنقلًا.

6 فبراير

وصل إجمالى الأسرة إلى 20000 سرير فى ووهان وباقى مناطق الصين المتضررة.

9 مارس

وصل عدد الطواقم الطبية المرسلة إلى مقاطعة هوبى إلى ما مجموعه 426،000 طبيب وممرض،  وكان من بينهم 19000 إخصائي بوحدة العناية المركزة.

11 مارس

خرجت من المستشفيات المجموعة الأخيرة من المرضى بعد شفائهم.

13 مارس 2020

انخفض عدد الحالات المؤكدة حديثًا إلى 11 حالة، وكان معدل الوفيات من الفيروس فى باقى أجزاء الصين أقل من 1 ٪، عدا ووهان.