السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان
صلاح منتصر.. ومجاهد أفندى

صلاح منتصر.. ومجاهد أفندى

الكاتب الجميل صلاح منتصر تعرض لأزمة صحية أدت فى بعض الأحيان إلى حرمان القراء من زاويته اليومية فى جريدة «الأهرام» وهى الزاوية التى تكاد تكون آخر ما فى الصحافة المصرية من رحيق الزمن الجميل.



فقد كنا فى سابق العصر والأوان نتوحد حول كاريكاتير صلاح جاهين ومقالات أحمد بهاء الدين وأنيس منصور ومصطفى أمين وموسى صبرى وإحسان عبدالقدوس وصلاح حافظ ومحمود السعدنى ومحمد حسنين هيكل ولو عددنا الأسماء ربما تنتهى صفحات «صباح الخير» قبل أن أنتهى من ذكر هذه الكوكبة التى أنارت لنا العقول.. وأعود إلى عمى الكبير صلاح منتصر وأنا أتابع يومياته فى عاصمة الضباب وقد حول المرض إلى زيارة صحفية يكتب عن الروتين الإنجليزى وعن المغتربين المصريين الذين عبروا الحدود وحققوا نجاحات فى بلاد الإنجليز ولا يذكر لنا كلمة واحدة عن الألم أو الخوف أو الرهبة من المرض الذى أصاب الكاتب الأكبر.. ومع شديد الأسف انقطع الاتصال بينى وبين الكاتب الكبير حتى عبر الواتس آب.. كنت أتونس بحضوره وأطمئن إلى أنه بخير ولكن العم صلاح منتصر لم يعد متواجدا على الواتس آب ولم يعد يرد على الموبايل حتى وجدته يعود إلى ملايين القراء عبر زاويته فى الأهرام متحدثًا عما يجرى فى أحد المستشفيات الإنجليزية فى رحلة المرض وتلقى العلاج.. وهو وكما الفراشات يتنقل بنا وسط أنحاء عاصمة الضباب ليلقى بالضوء على كل ما يشغل الإنجليز والعرب فى لندن ووصف عمنا الكبير الأحوال هناك بشكل أحزننى ذلك لأن إنجلترا بالنسبة إلينا هى المكان الأقرب إلى القلب بعد المحروسة ولندن هى العاصمة الثانية بعد الجيزة فى الكون التى تسكن القلب بالنسبة للسعادنة وقد استطاع السعدنى الكبير رحمه الله أن يحولها إلى حارة من حوارى الجيزة خلال  رحلة حياته التى قضاها بين الجيزة ولندن فى البداية مضطرا بسبب علاج اختنا الكبيرة هالة متعها الله بالصحة والعافية وبعد ذلك لأن السعدنى اكتشف فى الإنجليز صياغة مخفية كانت فى حاجة إلى شخص السعدنى ولا أحد سواه لاستخراج ما هو مخفى إلى العلن.. وبالعقل كان بيت السعدنى فى لندن مفتوحا على الدوام لا يغلق له باب لاستقبال كل المقيمين من العرب والمصريين والإنجليز وكل عابر إلى عاصمة الضباب.

مع الأسف  الصورة التى نقلها عمنا صلاح منتصر حتى للشارع الذى نال قلب الشارع الأزحم فى العالم أكسفورد استريت.

أصبح يعانى من الفراغ ومن قلة الزوار يتناسى على الأيام الخوالى التى كان الصينى والهندى والعربى والفرنساوى والأمريكانى كلهم يجتمعون دون سابق معرفة فى كل محلاته لدرجة أنك تشعر أنك فى وسط العتبة فى مصر ولست فى عاصمة الضباب.. يقول عمنا صلاح منتصر إن الشارع لم يعد يعبره أحد وأن العواجيز الذين كانوا موضع احترام وتقدير وولع من الجميع أصبح اليوم الخطر يجذبهم من جميع الاتجاهات وهم أكثر عرضة للمخاطر باعتبار أن المناعة لم تعد كما كانت فى شرخ الشباب.. وينتهى مقال كاتبنا الكبير بتفضيل طريق السلام بالهندي.. وهى انحناءات وإشارات من بعيد لبعيد.. أقول لكاتبنا الكبير أدام الله وجودك لكى تمتعنا بقلمك الكبير ولكى نشعر أننا لا نزال نتوحد حول رأى وقلم منير وفكر يسبق العصر.. ألف سلامة يا عم صلاح.

•••

كنت أتمنى لو أن الأفندى خالد مجاهد خرج إلينا وروى لنا كيف تمكنت السيدة الإيطالية التى اصطحبت معها جثة الزوج المصرى الذى قتله ڤيروس كورونا.. أقول.. كنت أتمنى لو حكى لأهل مصرى كيف تسللت هذه السيدة إلى داخل الحدود دون أن يقابلها أى مسئول فى وزارة الصحة بالمطار ليكشف على درجة حرارتها أو ليسألها كيف توفى زوجها المصرى ويطمئن بنفسه على الإجراءات المتبعة فى مثل هكذا حالات.. ولكن ولأن خالد بيه مجاهد يجاهد دائمًا كلما أطل علينا وزير جديد للصحة ويقيم الحفلات والليالى الملاح ليضمن بقاء سعادته فى منصبه كمتحدث رسمى للوزارة.. أقول إذا كان هذا فقط هو همه الأوحد فعليه أن يلزم مسكنه وأن يكفينا شره وأن يترك مكانه لشخص آخر يعرف تمامًا متطلبات منصبه ويخرج للناس ليعلمهم بالحقيقة وحدها ولا شيء سواها ويهدى أهل مصر إلى أفضل الطرق لتجنب الإصابة بهذا الفيروس القاتل.

ولتبقى أنت يا سيدى تتهنى وتنعم بالأفراح والليالى الملاح فشعب مصر لا يشغله اليوم سوى هذا الفيروس وكيف له أن يذهب إلى الدقهلية وبلقاس بالتحديد محمولاً على أعناق هذه الست الطليانية التى ارتكبت فى حق مصر جريمة بكل ما تعنى الكلمة، وإذا كانت ايطاليا حتى يومنا هذا لا تزال حزينة مغمومة مهتمة بمعرفة كيف ذهب الأخ ريجينى الطيب الوديع المسالم الذى أجرى أبحاثًا ملائكية بين المصريين.. كيف ذهب إلى لقاء ربه. فعلينا أن ننتفض فى وجه الحكومة الإيطالية التى سمحت للجثمان ولمرافقته الطليانية زوجة الشاب المصرى بالعبور من إيطاليا إلى القاهرة.. مجرد سؤال أتمنى يا خالد أفندى مجاهد أن تتكرم وتتنازل وترد عليه مش  كده.. ولا إيه.