الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان
قراءة التاريخ الاجتماعى للفيروسات

قراءة التاريخ الاجتماعى للفيروسات

واجهت البشرية عبر التاريخ العديد من الأوبئة التى انتشرت على نطاق واسع. أثناء انتشار الأوبئة يواجه الفرد مخاطر انعدام اليقين المرتبط باحتمالات إصابته بالمرض من عدمه؛ بل إنه يواجه عبئًا أثقل ويكون مرتبطًا بحالة كاملة من المجهول وهذا يتسبب فى تصاعد مشاعر الخوف والقلق مقارنة بالأمراض العادية وعندما ينتشر الوباء فتكون الحظورة أكثر على حياة الفرد والمجتمع كله بدرجة أو بأخرى. فالعالم اليوم يواجه فيروس كورونا القادم من الصين كوفيد- 19، فهى فصيلة كبيرة من الفيروسات  التى قد تسبب المرض للحيوان والإنسان،



 ومن المعروف أن عددًا من فيروسات كورونا تسبب لدى البشر حالات عدوى الجهاز التنفسى التى تتراوح حدتها من نزلات البرد الشائعة إلى الأمراض الأشد  وخامة مثل متلازمة الشرق الأوسط التنفسية والمتلازمة التنفسية الحادة الوخيمية (السارس).

تتمثل الأعراض الأكثر شيوعًا لمرض كوفيد- 19 فى الحمى والإرهاق والسعال الجاف. وقد يعانى بعض المرضى من الآلام والأوجاع أو احتقان الأنف أو الرشح أو ألم الحلق أو الإسهال.

وهنا لا بد أن نشير أن هناك تاريخًا طويلًا للفيروسات والعدوى الفيروسية على تاريخ البشرية ظهرت الأوبئة بسبب الفيروسات منذ حوالى 12000سنة وذلك بسبب سلوك الإنسان.

يعد فيروس الحصبة والجدرى من بين أقدم الفيروسات التى أصابت الإنسان، فبعد أن تطور الفيروس من خلال الحيوانات، ظهر لأول مرة على على البشر فى أوروبا وشمال أفريقيا منذ آلاف السنين.

ومن ثم انتقل الفيروس إلى العالم الجديد عن طريق الأوروبيين أيام الاستعمار الإسبانى فى الأمريكتين، ما أدى إلى انتشار الوباء الذى نتج عنه موت الملايين من السكان الأصليين الذين لم يكن لديهم مناعة طبيعية لمقاومة الفيروس، أما عن فيروس الإنفلونزا، فقد رصدت أول جائحة للإنفلونزا عام 1580 وزادت حالات الإصابة بالمرض بوتيرة متزايدة فى القرون اللاحقة وكانت الإنفلونزا الإنسانية التى انتشرت بين عامى 1918 و1919 هى الأكثر تدميرا فى التاريخ وخلفت ما بين 40 إلى 50 مليون حالة وفاة فى أقل من سنة.

وقام فى ذلك الوقت لوى باستيرعالم الكيمياء الفرنسى بتحضير اللقاحات للوقاية من العدوى الفيروسية وبصفة خاصة اللقاح ضد داء الكلب ولكنه أيضا قام باكتشاف عظيم فى الكيمياء وبخصوص تناسق الجزيئات فى المادة وعلاقته بانعكاس الضوء. وكانت له يد فى حل مشكلة دود الحرير وكوليرا الدجاح.

هو يعتبر أول من أوجد عملية البسترة فى الحليب، وهى عملية تسخين الحليب وذلك لقتل الجراثيم والميكروبات الموجودة ثم يتم بتبريده وحفظه باردا وكلمة مبستر تستعمل لليوم.أما الطبيب الإنجليزى إدوارد جينز فهو من مواليد 17 مايو 1749 م ويعود له الفضل فى اكتشاف لقاح مرض الجدرى وكان هذا فى أواخر القرن الثامن عشر وفى مدينة بركلى البريطانية حين اكتشف أن الإصابة بفيروس جدرى البقر تقى البشر من الإصابة بمرض الجدرى، الذى كان يعتبر أخطر وباء يصيب البشر فى ذلك الحين.وفى 1796 استطاع أن يكتشف اللقاح المضاد لمرض الجدرى وجربة على ابنه البالغ من العمر 8 سنوات  فاز الباحثون فى مرض الملاريا بالعديد من جوائز نوبل لإنجازاتهم على الرغم من أن المرض مازال يصيب ملايين المرضى مسببا وفاة أكثر من 600.000 مريض كل سنة.. كانت الملاريا أكثر المخاطر الصحية التى واجهت قوات الولايات المتحدة الأمريكية فى المحيط الهادى الجنوبى أثناء الحرب العالمية الثانية حيث تمت إصابة حوالى 500.000 رجل. وفقا لجوزيف باتريك براين توفى 60000جندى بسبب الملاريا خلال حملاتهم فى أفريقيا والمحيط الهادى الجنوبى.. اقترب القرن العشرين من نهايته،وظلت الملاريا مرضا مستوطنا فى أكثر من 100دولة عبر المناطق الاستوائية والشبة استوائية منها مناطق كبيرة من مركز وجنوب أمريكا وأفريقيا والشرق الأوسط وشبه القارة الهندية وجنوب شرق آسيا. اليونان القديمة كانت على دراية واسعة بالملاريا فى حوالى القرن الرابع قبل العصر الحالى وأنها متورطة فى النقص السكانى فى العديد من المدن. المصطلح «التلوث» الذى وضعه أبقراط من جزيرة كوس والذى استخدمه لوصف الأبخرة الخطرة المنبعثة من الأرض وتنقلها الرياح وتسبب أمراضًا خطيرة.