بالحب والغناء

لنحبها أكثر، تلك الحياة التى لابد أن نمسك بتلابيبها الآن، بكل ما أوتينا من قوة وعزم . مظاهر الجمال التى اعتدناها، تُدهشنا الآن، نفكر كم هى رائعة ومدهشة، لقد أصبحت للأشجار، وللأزهار بل وللأمطار مفردات ومعانٍ أعمق،  السماء نفسها تزداد منا قُربًا. لنحبها أكثر، لنبتكر أغنياتنا فى محبة الحياة، لتصبح أناشيد مقاومة.

فى مواجهة «الكورونا» تقف الشعوب لتقاوم، ووسائل الاتصال الحديثة تنقل لنا صورًا من أغنيات المقاومة .

الإيطاليون يقفون فى الشرفات ويعزفون الموسيقى ويتغنون الآن بأغنية شهيرة عنوانها «بيلا تشاو»، وهى أغنية ثورية من الفلكلور الإيطالى كانت زمن الحرب العالمية الثانية ضد النازية، والأغنية نفسها الآن ضد «الكورونا».

والإسبان يتغنون بكلمات أغنية فيلم «تايتنك»، ويعزفون موسيقاها فى الشرفات. 

حيث حظرت معظم الدول الخروج فى أى تجمعات إلى الشارع، وكانت أغنية «تايتنك» لحظة عميقة فى محبة الحياة، تسجل نبض القلوب بالحب، وهى الأغنية التى لحنها الفنان الأمريكى جيمى هورنر، وحصل بها على جائزة الأوسكار لأفضل موسيقى تصويرية لفيلم، ويتغنى بها الإسبان الآن، وتقول كلماتها:

 قلبى سيستمر بالنبض

كل يوم فى أحلامى 

أراك وأحس بك

وبهذه  الطريقة أعلم بأننى سأستمر

بعيدًا خلف المسافات

والتباعد الذى بيننا

لقد أتيت إلى لترينى كيف نستمر؟

قريبًا وبعيدًا، وأينما كنت

أنا أومن بأن القلب سيستمر بالخفقان .

لنتغنى جميعًا بالحب، وبالغناء، وفنون المقاومة، لنتماسك أمام لحظة خوف، ونتواصى بالصبر حين يداهمنا الجزع.

تراثنا كله فى محبة الحياة، فلنستدعه الآن، لنمسك بتلابيب الحياة أكثر، فالروح المعنوية العالية هى خط الدفاع الأول لاكتساب مناعة قوية .. القدرة على مقاومة التوتر والأرق والقلق، واتباع الإرشادات الصحية،والإفادة من الوقت،حيث يُنصح بتجنب الازدحام والتجمعات .

فن إدارة الوقت من الممكن أن يتحول إلى فن لإدارة الذات فى مواجهة الصعاب، وهو فى هذه المرة ضرورة لمقاومة جائحة، لتصبح أوقاتنا منتجة،ولنتحل بروح إيجابية، بالمحافظة على النفس وعلى الآخرين .

بالدعاء إلى الله،وبالحب، وبالغناء، وبالإيمان بأن الغد أفضل من اليوم 

«غنوا للدنيا مهما كان منها 

للقمر غنِى

للشجر غنِى

للنجوم غنِى

غنِى للدنيا» .