الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

جدد دولابك بالرسم أثناء حظر الكورونا

من كان يتخيل أن يبقى بالبيت فى حظر شبه كامل لهذا العدد الرهيب من سكان العالم، فيروس الكورونا ساوى بين الجميع، لا فرق بين دول متقدمة وأخرى نامية، لا فرق بين  شرق أو غرب شمال أو جنوب، الكل أمام الكورونا سواء! ولأن الإنسان لا يقوى على العزلة كثيرًا فكرت فى أن يكون تعلم الفنون وممارستها على أشكال الحياة المختلفة ممكن أن يكون نافذة نطل منها على ذواتنا وقدراتنا، وربما أيضًا مواهبنا التى تقزمت أمام عجلة الحياة المتسارعة!! فهذه دعوة لاكتشاف الفنان بداخلك مستعينين بتجربة سيدة مصرية شابة ملهمة هى تقى عبدالرؤوف وهى متطوعة أيضًا لتعلمنا كيف نجمل حياتنا بأساليب بسيطة ومتاحة.



 

البداية

هل يمكن أن يضيف لنا فن الرسم بعضًا من الطاقة الإيجابية والإحساس بالانطلاق والتحليق والحلم بأن هناك فجرًا جديدًا وأملًا جديدًا وحياة جديدة؟! نعم ممكن! وهو ما شعرت به تقى عبدالرؤوف خريجة آداب قسم علم اجتماع  31 سنة ولديها بنتان سارة تسع سنوات وياسمينا خمس سنوات، فقد كانت سيدة منزل عادية جدا، لا تحب  شغل المرأة،  لكن منذ سنتين فقط  قررت فجأة أن يبقى لها حياة خاصة بها من خلال عملها فى مجال تحقق فيه ذاتها ويعود هذا التحقق بأثر إيجابى على بيتها وبناتها،  فبالتأكيد أن تحقق المرأة سعادتها ينعكس على مجتمعها الصغير الذى ترعاه وهى أسرتها.

 بدأت تقى تفتش داخلها على حلم أو نقطة تبدأ منها، فوجدت أن  تعلم صناعة المنتجات الجلدية يجذبها بشدة وفى وسط البحث على الإنترنت أبهرها إنتاج مبادرة (الست المصرية) والتى تمكنها فى وقت قصير تعلم الحرفة وإنتاج منتج يمكن بيعه وتسويقه، اتصلت برحيمة  الشريف صاحبة المبادرة وحجزت، وبدأت رحلة الألف ميل مستعينة بالإصرار والاجتهاد، ولأنها من  مدينة الزقازيق محافظة الشرقية، كانت تسافر للقاهرة كل محاضرة لكى تتعلم صناعة المنتجات الجلدية، حتى أتقنت حرفة صناعة الجلود، ثم فكرت أن هذه المهنة بدأت تنتشر، فكيف تتميز وتكون لها بصمتها ويصبح شغلها وتخرج خارج فكرة أن الجلد الطبيعى أذواقه تناسب كبار السن فقط!.

بداية التميز

بدأت إدخال خامات مختلفة مثل النحاس والخشب وتجدد فى أشكال الشنط، ثم جذبها  إدخال الرسم على الجلد لأن الرسم يضيف روحًا للحقيبة أو لأى شغل عمومًا، تستخدم الفنانة  ألوانًا مصرية.

وبدأت ترسم خطوة خطوة،  وتستعين أيضًا  ببنات من كليات الفنون الجميلة لأنها مقتنعة أن التخصص فى العمل يفرز منتجًا مميزًا أكتر ومختلفًا. 

بعد فترة أصبحت تقى عبدالرؤوف  مدربة في محافظتها.. وكما فتحت ورشة، وتحولت من ربة  بيت لسيدة مجتمع أو صانعة وصاحبة ورشة، والرائع أن زوجها دعمها وشجعها، على الاستمرار فى مشروعها.

أسهل طرق للرسم 

لا شك أنه أصبح لدينا وقت أكبر نقضيه فى البيت لكن موهبتنا لا تسعفنا؛ فالمصممة الشابة تقى متطوعة فى منحنا بعض النصائح لتجديد حقيبة قديمة لدينا أو قطعة فى الدولاب فتقول: الرسم على الجلود  بيستلزم طقم الفرش  والألوان فقط، أهم نقطة اختيار الألوان وتنسيقها، ويمكن الاستفادة من أدوات أولادنا الدراسية فى مادة الرسم من فرش والوان وأى شخص لا يجيد فن الرسم فهناك بعض  الحيل.. وستكون النتيجة مرضية جدًا  لتجديد حقيبة أو جاكيت جلد مثلا.

الحيلة الأولى 

عن طريق استخدام ورق الاستنسل

وهو ورق مُفرغ على شكل رسمة معينة ويوجد به مساحات مختلفة، ويتم لصقه على الجلد أو القماش، وطبعًا كل خامة لها نوع وألوان محددة، بعد اللاصق يتم فى الخطوة التانية التلوين والتى تكون بطريقة الطبطبة باسبونج صغيرة ويمكن أن يتم مزج أكثر من لون على حسب الفكرة التى نرسمها ونتركها لتجف ثم بحرص شديد نزيل اللصق.

الحيلة  التانية

نحضر ورق لاصق ويتم قصه بالشكل المطلوب ونلصقه بشكل معين ونبداء فى التلوين بين فراغات اللصق بالفرشاة أو السبونج وبطريقة الطبطبة وهى مناسبة أكثر للمبتدئين.

وأخيرًا

هكذا يمكن أن يضيف لنا فن الرسم بعضًا من الطاقة الإيجابية والإحساس بالانطلاق والتحليق والحلم بأن هناك فجرًا جديدًا وأملًا مشرقًا وحياة سعيدة ستأتى لنا بعد أن يمر شبح فيروس الكورونا.